بعد تلويح أمريكا بالحرب.. أذرع إيران تحاصر الكيان الصهيوني
في الوقت الذي تؤجج فيه حكومة الاحتلال أي صراع في المنطقة بما في ذلك التوتر الإيراني الأمريكي، إلا أن ساعة الحسم ترجع تل أبيب مئة خطوة إلى الوراء، لأن الجبن طبع أصيل في الكيان الصهيوني، وتجلى ذلك في التصعيد الأخير بين طهران وواشنطن، فرغم التلويح المستمر من جانب إسرائيل بالحرب ضد إيران، إلا أن التحذيرات الأمنية الصادرة في إسرائيل تشير إلى مخاوف وهلع من تداعيات حرب إيرانية أمريكية.
وكلاء إيران
وكشف المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن إيران ستمهد خطواتها الاستفزازية، وهناك مخاوف من أنه في حالة المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، فإن هذا سيضر بإسرائيل بسبب الخوف من أذرع ووكلاء إيران في الخارج والمنطقة الذين سيصبون جام غضبهم على إسرائيل ويحاصرونها في المنطقة سواء في سوريا أو لبنان وحتى قطاع غزة وكذلك الموالين لإيران في الخارج الذين من الممكن أن ينفذوا هجمات ضد أهداف إسرائيلية، كما أن هناك استعداد إسرائيلي لتصعيد محتمل في الشمال مع سوريا وكذلك مع غزة، وبالتالي إسرائيل ستدفع ثمن مثل هذه الحرب، وستكون أكثر المتضررين منها لذا فمن مصلحتها كبح جماح أمريكا تجاه الحرب ضد إيران.
وتحدثت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلغاء الهجوم على إيران؛ وذلك في أعقاب إسقاط الأخيرة طائرة تجسس أمريكية.
وتراقب إسرائيل بقلق التوترات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة، وتستعد لاحتمال التصعيد الذي سيكون له تداعيات على إسرائيل، وتقول مصادر في إسرائيل أن الإيرانيين توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير معني بالحرب مع إيران، لذا فهم "يمشون على حافة الهاوية".
التقييم الإسرائيلي
والتقييم الإسرائيلي هو أن ترامب قد يأمر برد عسكري - لكن من المرجح أن يتم تحديده، والخوف هو أنه في حالة المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، فإن الإيرانيين سوف يردون على الأهداف الإسرائيلية.
وعقد مجلس الأمن السياسي في إسرائيل اجتماعين استثنائيين هذا الأسبوع، من أجل تناول التوترات بين الولايات المتحدة وإيران نظرًا للقلق الإسرائيلي من تداعيات هذه التوترات، صدرت لهم تعليمات للوزراء بالتعتيم وعدم إجراء مقابلات حول هذا الملف، ومع ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير: "عندما يكون هناك توتر مع إيران، من المؤكد أننا بحاجة إلى القلق والاستعداد لكل سيناريو".
رد محدود
وعلى الرغم أن إسرائيل لا تريد حرب إيرانية أمريكية إلا أنها تريد رد محدود لا يرقى للحرب وذلك لأن عدم وجود رد من الولايات المتحدة على إسقاط إيران لطائرتها سيشجع طهران على المزيد من الخطوات.
في الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي إلى دعم الولايات المتحدة في مواجهة إيران مع تصاعد التوتر بين البلدين بعد إسقاط طهران لطائرة مسيرة أمريكية، وقال نتنياهو: "أكرر دعوتي لكل الدول المحبة للسلام للوقوف بجانب جهود الولايات المتحدة لوقف الاعتداء الإيراني، إسرائيل تساند الولايات المتحدة في ذلك".
ومن المقرر أن يصل مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جون بولتون إلى إسرائيل يوم الأحد القادم لعقد اجتماع مع نظيره الروسي نيكولاي بتروشيف والمسؤولين الإسرائيليين، وعلى جدول الأعمال مناقشة الوضع في سوريا والتوتر في الخليج، وتأمل إسرائيل أن ينجح الاجتماع في صياغة تفاهمات متفق عليها بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الترسيخ الإيراني في سوريا، لكن الروس أوضحوا أنهم يمثلون مصالح إيران ووعدوا بإطلاع الإيرانيين على تفاصيل المحادثات.