حسن المستكاوي قبل انطلاق بطولة امم افريقيا: أجيري لديه نزعة هجومية.. محمد صلاح لن يستطيع تحقيق النصر بمفرده.. الضغط النفسي نقطة ضعف المنتخب.. ومصر في مقدمة المرشحين للفوز بالبطولة
تنطلق الجمعة النسخة الـ32 من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تشارك فيها لأول مرة خمسة منتخبات عربية، يأمل أربعة منها في الفوز باللقب، وعلى رأسها مصر مستضيفة البطولة. DW عربية حاورت الناقد الرياضي حسن المستكاوي.
DW عربية: لماذا يعتبر منتخب مصر مرشحا قويا للفوز بكأس امم افريقيا 2019؟
حسن المستكاوي: بسبب تاريخه وإنجازاته التي صنعها طوال تاريخ تلك البطولة ومنها فوزه بسبع بطولات، آخرها ثلاث متتالية في 2006، 2008 و2010. كما أنه كان قريبا جدا من الفوز بثلاثة ألقاب أخرى، آخرها في 2017 عندما وصل إلى المباراة النهائية.
والتاريخ يجعل الفرق الكبيرة مرشحة للفوز وأريد أن أقول إن منتخب مصر في كأس أفريقيا يشبه منتخبات ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، إيطاليا والبرازيل فيما يتعلق بكأس العالم حيث تكون مرشحة للفوز.
وإذا نظرنا إلى البطولات الكبرى كأس أمم أوروبا، كأس آسيا، كوبا أمريكا أو حتى كأس العالم؛ نرى أن من يفوز بها هي سبع أو ثماني فرق كبرى، أما المفاجآت فتكون في مباراة واحدة، وغالبا لا تكون في (معظم مباريات) البطولة.
ما هي إمكانيات المنتخب الحالي التي تؤهله للفوز بالبطولة، التي تستضيفها مصر؟
هذا الجيل "جيل محمد صلاح" به مجموعة من المواهب؛ لكنهم عندما كانوا تحت قيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، كانت حركتهم مقيدة، فكوبر يلعب بفلسفة دفاعية، أما (المدرب الحالي) المكسيكي أجيري فيلعب بفلسفة مختلفة تماما، فهو لديه النزعة الهجومية.
وظهيرا الجنب في زمن كوبر كانا لا يعبران خط منتصف الملعب أما الآن في زمن أجيري فيتقدمان باستمرار إلى منتصف ملعب الفريق المنافس، وهذا ما يفعله الآن أحمد المحمدي في الجهة اليمنى، وأيمن أشرف أو زميله أحمد أيمن منصور في الجهة اليسرى.
ولا يمكن لأي فريق يريد الفوز أن يقتصر أداؤه على الدفاع فقط أو الهجوم فقط، وإنما إذا دافع مثلًا فعليه أن تكون هجماته المضادة في منتهى القوة والسرعة والحدة، وهذه هي سمة الفرق الكبرى، التي حصلت على بطولات مثل كأس العالم أو كأس أوروبا أو آسيا وأفريقيا.
وهناك حالات يمكنك أن تخوض فيها مباريات بتكتيك دفاعي، لكن مع الاعتماد على الهجمات المرتدة القوية السريعة، مثل طريقة "الكاتاناتشو" (القفل الإيطالية) في عصرها الذهبي، ومثل منتخب إيطاليا بمونديال 1982 ومنتخب الدنمارك بأمم أوروبا 1992.
وماذا عن النجم الكبير محمد صلاح؟
الكرة الآن جماعية وليست كرة نجم واحد بدليل أزمة الأرجنتين مع ميسي. ومنتخب ألمانيا مثلًا على مدى السنوات العشرة الماضية لا يوجد به لاعب مثل ميسي أو رونالدو، لكنه أفضل فريق يلعب كرة جماعية بغض النظر عما حدث في روسيا 2018.
ولذلك لا يكفي أن يكون صلاح فقط هو الذراع الطويلة لمنتخب مصر؛ إذا لابد أن يكون معه مجموعة من اللاعبين، الذين يؤدون أداءً جماعيا ويصنعون له فرصا ويساندونه هجوميا ودفاعيا.
في عام 1974 نظمت مصر البطولة وخسرتها، فهل هناك مخاوف من هذا السيناريو الآن؟
مباريات الكرة بها خوف وحذر ودراما، وقيمة الدراما أن بها مفاجآت، فالمباراة ليست مثل الفيلم، الذي له بداية ونهاية من خلال سيناريو محدد معروف، ولا يمكن لأكبر الخبراء أن يكتب سيناريو مباراة فيقول ستبدأ بكذا وتنتهي بكذا. فالكرة فيها دراما وقيمتها في المفاجآت والسيناريوهات (غير المتوقعة).
وفي جميع الأحوال لا بد أن يتصدر منتخب مصر مجموعته لكي يصبح الطريق أسهل في دور الـ16 ودور الثمانية، فلو حصلت على المركز الثاني في مجموعتها سيكون طريقها صعبا جدا.
ما أهم نقاط ضعف منتخب مصر التي تتمنى لو كانت غير موجودة؟
أكبر نقطة ضعف للمنتخبات المصرية والعربية هو أن تعرض اللاعبين لضغط نفسي يوترهم ويتسبب في تشتيت ذهنهم أثناء المباريات الكبرى، وهذه مسألة مجهدة جدا.
منتخب مصر لعب أجمل كرة في تاريخه منذ 10 أو 12 سنة عندما لعب كأس امم افريقيا بغانا 2008 بدون ضغوط. ولذلك استطاع أن يقدم عروضا رائعة وبدأ البطولة بقوة أمام الكاميرون وفاز عليها بالأربعة.
والضغوط الإعلامية والجماهيرية تؤثر على اللاعبين المصريين واللاعبين العرب، وهذه ليست ذهنية احترافية. وأنا معجب بمنتخب ألمانيا الذي لديه هذه الذهنية الاحترافية فقد فاز ضد منتخب البرازيل بـ7 أهداف في البرازيل، ثم فاز بكأس العالم. أما ما حدث في روسيا فهي حالة استثنائية، والكرة الألمانية مميزة على مدى تاريخها بسبب العقلية الاحترافية، فاللاعب لا يتوتر عندما يقع تحت الضغوط.
من ترشح لمنافسة مصر في هذه البطولة؟
في آخر 30 سنة من تاريخ كأس الأمم الأفريقية، المنافسة هي بين منتخبات شمال أفريقيا ومنتخبات غرب أفريقيا، والكاميرون هي الاستثناء الوحيد، فقد فازت بالبطولة خمس مرات، وهي من وسط القارة الأفريقية.
عندما تواجه منتخبات الشمال الأفريقي بعضها البعض تجهد نفسها كثيرا، والطريق الأسهل لفرق الشمال الأفريقي هي أن تلعب مع فرق الغرب الأفريقي أو فرق أفريقيا الأخرى.
أما المرشحون للفوز بالبطولة الآن فمصر، التي سبق وأن فازت بالبطولة سبع مرات، وفي ظل وجود محمد صلاح والأرض والجمهور (فرصتها كبيرة). والسنغال مرشحة هي والكاميرون حاملة اللقب أيضا وكذلك كوت ديفوار كالعادة مع المغرب وتونس والجزائر طبعا.
أجرى الحوار: صلاح شرارة
حسن المستكاوي (67 عامًا) أحد أكبر النقاد الرياضيين في مصر والعالم العربي، كما أنه ابن رائد الصحافة الرياضية العربية الراحل نجيب المستكاوي. كان حسن المستكاوي رئيسا للقسم الرياضي بجريدة الأهرام المصرية، ويكتب في عدد من الصحف العربية، ويشارك في برامج تليفزيونية عديدة سواء مقدما أو ضيفًا.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل