رسميا.. الحكومة تعترف بفشل منظومة النظافة الجديدة.. «الفريزة» يملأون شوارع العاصمة والجيزة تلجأ لـ«فسخ التعاقدات».. ومحافظ أسيوط: نعاني من مشكلة في الجمع السكني.. والقمامة متواجدة

«الجمع المنزلي والسكني».. محور ارتكزت عليه منظومة النظافة الجديدة، التي وضعتها الحكومة وشيدت عليها آمالا وطموحات كبيرة، وبالفعل بدأ تنفيذ المنظومة في محافظات «القاهرة، الجيزة، المنيا، أسيوط وغيرها» كتجربة لمواجهة ظاهرة انتشار القمامة بمختلف أنحاء الجمهورية، وتعاقدت المحافظات مع متعهدي القمامة بالأحياء والمدن لاختبار المنظومة الجديدة، وبدأ رؤساء الأحياء والمدن في تقسيم كل حي إلى مجموعة مربعات، ولكل مربع متعهد ثابت يتولى جمع القمامة من المنزل.

ووضعت المحافظات من جانبها الخطط اللازمة لتطبيق المنظومة الجديدة، ووفرت لها جميع الإمكانيات التي تساعدها على النجاح، غير إن الجميع كان على موعد مع مفاجأة غير سارة، بعد وقت قصير من تطبيق المنظومة الجديدة، حيث رصدت غرف العمليات في المحافظات المختلفة التي تم تطبيق المنظومة بها شكاوى بالغة من وجود تراكمات القمامة في الشوارع.

القاهرة.. تاريخ طويل من «أزمات الزبالة»
مشكلة تراكم القمامة، ظاهرة باتت موجودة في جميع شوارع العاصمة منذ أكثر من 16 عاما، وذلك بعد أن تغيرت المنظومة من التعامل مع «الزبال»، إلى التعاقد مع شركات نظافة أجنبية، إلا أن العقود كان يشوبها الكثير من المشكلات، لذلك فشلت محافظة القاهرة في أن تسيطر على هذه الشركات لتنظيف شوارعها، وبعد انتهاء العقود تحررت المحافظة من قيود هذه الشركات الأجنبية، وأصبح لا يوجد حجة لدى المسئولين لتعليق شماعة فشلهم عليها، حيث كانت شركات النظافة الأجنبية المتهم الأول في تراكم القمامة وتشويه منظر شوارع العاصمة، ولكن بعد مغادرة الشركات الأجنبية والتعاقد مع شركات محلية وتطبيق منظومة نظافة جديدة، من المتهم التي ستعلق القاهرة عليه فشلها.

منظومة النظافة الجديدة بالقاهرة، تعتمد على الجمع السكنى مباشرة من الوحدات التجارية والسكنية، وذلك من خلال شركات محلية تم التعاقد معها من جانب هيئة النظافة والتجميل، فضلًا عن رفع صناديق القمامة من الشوارع، للقضاء على ظاهرة «الفريزة»، وإنشاء محطات وسيطة لتجميع القمامة قبل نقلها المدافن.

ورغم تطبيق المنظومة في أكثر من 20 حيا بالمحافظة «المطرية وعين شمس ومصر الجديدة وطرة والمعادى، والوايلى ووسط القاهرة»، إلا أنها أثبتت فشلها، فالشوارع لا تزال تعج بتراكمات القمامة، ليس هذا فقط، بل يقوم «الفريزة» بعملهم في الشارع بصورة طبيعية كما في السابق، بسبب فشل المحافظة في القضاء على تراكمات القمامة، أيضا الجمع السكنى لم ينفذ بالشكل الكامل، فهناك بعض المواطنين يلقون قمامتهم بالشارع لرفض متعهد القمامة أخذها، لعدم دفعهم اشتراكا شهريا له، رغم محاسبة الحكومة له على كل وحدة سكنية متواجدة بالمربع الذي يقوم بتجميع القمامة منه، إضافة إلى رفض البوابين دخول متعهدى القمامة العقارات، ما يؤدى إلى تراكم القمامة أمام هذه العقارات.

الجيزة.. تاريخ من «فسخ تعاقدات القمامة»
في محافظة الجيزة، وبعد أن أصبح الفشل النتيجة الوحيدة لتطبيق المنظومة الجديدة، قرر اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، فسخ التعاقد مع شركة الجمع السكني للقمامة من منطقة المنيرة، بسبب سوء أداء الشركة وتدني مستوى النظافة في القطاع، وتراكم القمامة بالمنطقة، وشدد على رئيس حي شمال الجيزة ورئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل، بضرورة وضع خطة عمل للنهوض بمستوى النظافة في منطقة إمبابة، وعدم الاكتفاء بالتقارير الورقية، كما أكد «راشد» أنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة لضمان انضباط أداء شركات النظافة بالمحافظة، وضمان عدم تراخيها، مشددًا على أنه «سيتم التعامل بجدية مع الشركات المتقاعسة واستبدالها بشركات جادة تنفذ خطط النهوض بمستوى النظافة في الجيزة».

أسيوط.. الأزمة «في البشر»
وفي محافظة أسيوط أصبحت مشكلة انتشار القمامة بالشوارع وأمام المناطق السكنية من أكثر المشكلات التي تؤرق المواطنين، وذلك في غياب تام من المسئولين عن الأحياء بالمحافظة، وأصبحت تلال القمامة منظرا اعتياديا للأهالي والسكان، وما زاد الأمر سوءا انتشار الحشرات والذباب والكلاب الضالة حول تراكمات القمامة تلك، وعندما فكر الأهالي في الشكوى للمسئولين، كانوا يقابلون شكواهم تلك بأنهم السبب في انتشار القمامة بسبب سلوكياتهم غير الحضارية، وإلقائهم للقمامة في الطرقات بدلا من الصناديق المخصصة لها.

وتعقيبًا على هذه الأزمة أكد اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط، أنه يتم متابعة المنظومة الجديدة للنظافة بصورة دورية، حيث تم التوافق مع وزارة البيئة لرفع كفاءة محطات نقل وتدوير القمامة الوسيطة، كما تم إنشاء جهاز جديد للنظافة والتجميل بمحافظة أسيوط، وهو يتابع رفع المخلفات من الأحياء الرئيسية بالمحافظة، حيث تضاعفت كمية المخلفات التي يتم رفعها يوميا من 150 طنا إلى 300 طن تقريبا، وأضاف محافظ أسيوط أن «أهم معوقات منظومة النظافة الجديدة في المحافظة هو الجمع المنزلي، كما أن تجربة الجمع المنزلي متراجعة جدا في المحافظة»، لافتا إلى أن المحافظة ليس لديها شركات نظافة أو جمعيات أهلية قادرة على نقل القمامة من العقار إلى سيارات جمع القمامة، وبالتالي لدى المحافظة مشكلة كبيرة، لأن القمامة تكون متراكمة في الشوارع على مدار الـ 24 ساعة يوميا.

"نقلا عن العدد الورقي..."