رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة المسدي.. نائبة تونسية بألف رجل!


لم تقبل ابنة صفاقس الجميلة أن تدخل في حسبة إجمالية يقال فيها إن برلمان تونس حزين لوفاة "محمد مرسي"، وبالتالي يكون "ممثل" الشعب التونسي متضامن مع "إخوان مصر"، وبما يعني ضمنيا أن الشعب التونسي الشقيق يقف ضد شقيقه الشعب المصري!


الوقوف للحداد أو قراءة الفاتحة وغيرها مظاهر ذات دلالات سياسية في الأصل، وليست رجاء إلى الله بالغفران لفلان أو التكفير عن علان، فالشكل فيها يغلب المضمون.. وهنا وقفت "فاطمة المسدي" بكل إباء وشجاعة وكبرياء ترفض دعوة الحداد داخل برلمان تونس وما فيها وتصرخ: "تريدون اعتبار حركة النهضة إخوانية أعلنوا ذلك.. لكن لا تقولوا أن برلمان تونس يفعل ذلك"!

الأهل في تونس ليسوا في حاجه لشهادة مني للتأكيد على حبهم للمصريين، حتى لو كنا شاهدنا ذلك فعليا في كل مكان في تونس.. من بئر الباي على ضواحي العاصمة إلى دمارت وفي سوسة إلى صفاقس وفي القيروان كما هي في المنستير وفي تونس العاصمة إلى قرطاج.. كل تونس تعشق المصريين.. مصر في كل مكان وبشكل لا يصدق..

كتب "هيكل" في صدارة المكتبات هناك، فضلا عن الأدباء الكبار العقاد ومحفوظ وطه حسين الذي استعانت به تونس في مناهجها الجامعية وإدارة جامعاتها، إلى أصوات أغاني أم كلثوم وعبد الحليم إلى بهاء سلطان بل وأغاني الشيخ إمام النادرة جدا، وعن عادل أمام ويونس شلبي حدث ولا حرج حتى إنهم يحفظون أداءهم كله.. وعن أطفال تونس تبدو اللهجة المصرية ظاهرة ملفته..

أما "جمال عبد الناصر" فمحل تقدير كبير وأنصاره والمؤمنين بخطه السياسي في كل مدن تونس، وله أحزاب وحركات سياسية باسمه لعل أبرزها "حركة الشعب الناصرية"، التي كان يرأسها شهيد الإرهاب محمد البراهمي.. ولكن أهل الشر يصدرون أحيانا رأي إخوان تونس في مصر وكأنه رأي أهل تونس كلها وهذا غير صحيح، وباتت هذه الألاعيب لا تؤثر في المصريين ولا في التوانسه على الإطلاق.. شعب متحضر وراق ولو امتلك بئر بترول واحدة لتحول إلى دولة مختلفة لكنه يصنعها بطريقته حتى بعد أن اصابته منذ سنوات لعنة الإخوان!

"فاطمة المسدي" رفعت الحرج عن تونس كلها.. وضربت المثل في الوعي السياسي، وبدت بعقلها المنظم وهي في الأصل عالمة أحياء مرموقة، نموذج للمرأة التونسية التي قدمت لها أيضا "فاطمة المسدي" جزءا من نضالها وجهودها عبر سنوات رغم صغر سنها.. فهي نائبة وناشطة وعالمة ولها تاريخ سياسي طويل في حزب "نداء تونس" وقبله ولم تبلغ الأربعين!

بالطبع ومقدما سيهاجم إخوان تونس المقال وسيقولون إنهم توانسة غير إخوان، ويرفضون تصرف "فاطمة المسدي".. ولكن أصبح كل ذلك مكشوفا ولا قيمة له..
من مصر، وإلى حين يتحرك البرلمان المصري وسيدات مصر، كل التحية لـ"فاطمة المسدي" ولتونس الخضراء كلها..
الجريدة الرسمية