"ترامب" والحرب الباردة في الشرق الأوسط
بعد حادثتي ناقلتي النفط في بحر عمان، والهجوم على مطار أبها بالسعودية، دخل الشرق الأوسط في مرحلة "حرب باردة" بين جميع الدول محور الصراع، والكل في انتظار وترقب، حيث تصدر ردور الأفعال حسب الضربات. الجميع الآن يقول إنه لا يريد الحرب.
وزير الخارجية الأمريكي يقول إن الولايات المتحدة لا ترغب في حرب مع إيران، وإيران تقول إنها لا ترغب في حرب، وإن أمريكا لا تريد التفاوض معها بل إخضاعها. السعودية قالت إنها ستدافع عن نفسها، ولكنها لا تريد حربًا.
الولايات المتحدة أدخلت إيران في مرحلة عض أظافر، فـ "ترامب" يزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، والدول الأوروبية تقف متفرجة، وإيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم.
إيران نفت أن تكون وراء الهجوم على ناقلتي النفط الأخير، والفاعل أرسل رسالة مزدوجة، فالفاعل إما يرغب في توريط مع إيران، حتى يشعر "ترامب" أن ضرب إيران أصبح ضرورة، أو يرغب - في حال ما كانت إيران وراء الحادث- في أن يهدد العالم بوقف التجارة العالمية عبر هذا المحور المائي.
الرسالة التي أرسلها الفاعل في الحقيقة تُظهر مدى سهولة استهداف ناقلات أو أهداف في البحر. رئيس الحرس الثوري الإيراني عبر ذلك قائلا: إن صواريخ إيران يمكن أن تصيب حاملات الطائرت الموجودة في الخليج العربي بدقة.
قد يظن البعض أن الحرب الباردة ستستمر طويلًا، لكن ما سيحدث هو أن الأسابيع القادمة ستحمل حوادث أخرى، لن يتوقف الأمر عند الحرب الباردة كما يظن البعض، فإيران متضررة من العقوبات الاقتصادية بشكل لا يمكنها من الاستمرار معه، واستمرارها في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم قد يدفع "ترامب" لاتخاذ إجراء عسكري، ولاسيما لو رفعت أوروبا يدها عن إيران.
استمرار الحرب في اليمن من جانب وهجمات الحوثيين من جانب آخر سيُعجل من وتيرة التصعيد في المنطقة. الحرب الباردة لن تطول، هناك فريق من مصلحتهم إشعال المنطقة بحرب كبيرة. هذا ليس رأيي فقط بل رأي الكثيرين، ومنهم "جوّل ماثيس" Joel Mathis الذي يكتب لـ "ذي وييك" The Week، حيث كتب يقول: "إذا لم يكن هناك تحرك واضح ونهائي نحو السلام، سيزداد الضغط وسيتصاعد، وإن سبب اللجوء للحرب ضعيف حاليًا ولكنه يظل موجودًا".