رئيس التحرير
عصام كامل

مشردون رفضوا الانتقال لدور رعاية وزارة التضامن.. «علاء» يرفض العيش على نفقة الدولة.. مشرد يصرخ في وجه فريق الإيواء.. وخبير نفسي: الارتباط بالمكان والشعور بالراحة السبب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعمل وزارة التضامن الاجتماعي على قدم وساق لتوفير كافة سبل الخدمات للمشردين ودشنت لها دور الرعاية، وكلفت فريق تدخل سريع مركزيا بتلك المهمة، سرعان ما ينتقل لمكان البلاغات ويتم كافة التدابير والإجراءات لنقل هؤلاء الأشخاص لدور رعاية تقوم على خدمتهم وتوفير كافة احتياجاتهم الأساسية.


وكانت أبرز المشكلات التي تواجهم رفض هؤلاء المشردين لتعليمات وزارة التضامن، والقبول بالإقامة في دور الرعاية رغم أنها توفر لهم بيئة صحية جيدة، بعكس إقامتهم في الشارع، وهو ما فعله معهم «علاء» المشرد الذي يفترش أرض المعادي.

حكاية علاء
وفور انتشار منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بحالته، توجه فريق التدخل السريع المركزي للتحقق من تواجد الشخص وتقديم العون له، تبين للفريق أن الشخص يبلغ من العمر ٥٣ عاما، كان يعمل مدرس عملي أثاث معدني بمدرسة ثانوية، تزوج مرتين وانفصل، ولديه ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وكان لديه محل لبيع الزهور وشقة تنازل عنهم لذويه.

ووجد الفريق أن «علاء» يعاني من بتر إحدى قدميه والأخرى بها غرغرينة سكري، وعرض الفريق عليه استقباله في إحدى دور الرعاية لكنه رفض.

اقرأ..
إيداع «رضيعة» دار الرعاية عثر عليها بجوار كوبري في طنطا

سيدة الكرتونة
تلك الوقائع أعادت على الأسماع قصة «سيدة الكرتونة» التي هزت كافة مواقع التواصل الاجتماعي يناير من العام الماضي، وأثّرت بصورتها وحالتها التي بدت عليها، في كل من رآها على «السوشيال ميديا»، تلك السيدة مصرية كفيفة تبلغ من العمر 85 عاما، اتخذت من كرتونة مسكنا ومأوى لها بسوق الخضار في بهتيم بمدينة شبرا الخيمة شمال القاهرة، لا يعرف أحد عنها شيئا ولم تكشف لأحد عن اسمها أو شخصيتها.

الأهالي عرضوا عليها الإقامة في دار للمسنين لكنها رفضت وأصرت على البقاء في السوق حيث تجلس في الكرتونة وتبيع الخضراوات منها، وفي المساء تنام فيها وتلتحف ببعض الملابس القديمة كي تحميها من البرد القارس، كما أنها رفضت كافة مساعدات وزارة التضامن.

قصر العيني
الأمر كان أكثر تعقيدا، مع مشرد بلا مأوى بشارع قصر العيني بالقرب من مجلس الوزراء، توجه على الفور فريق التدخل السريع بناء على بلاغ من أحد المواطنين، لمكان تواجد المشرد، حيث تبين وجود رجل مسن يرتدي ملابس ممزقة وأفاد أنه يدعى عبد الحميد ويبلغ من العمر 70 عامًا، وقد شعر بالخوف من اقتراب الفريق منه، فقدموا له طعامًا ومياه وذلك لطمأنته واكتساب ثقته حتى يتسنى إقناعه برغبة الفريق في تقديم المساعدة له ونقله لدار رعاية.

وتمت بالفعل عدة محاولات لإقناعه بالانتقال مع الفريق إلى دار للمسنين لرعايته وتوفير مكان آمن له والاطمئنان عليه صحيًا لكنه رفض تمامًا، وعند إصرار الفريق أخذ يدفعهم وتملكته نوبة صراخ لكي يتركوه، مما دفع الفريق إلى الانسحاب.

شاهد: الراقص مع الكلاب يغادر دار الرعاية إلى الشارع

الرأي النفسي
أما عن الأسباب النفسية وراء عدم رغبة المشردين الانتقال لدور الرعاية، يقول أحمد الباسوسي الخبير النفسي، إن الأمر يتعلق بالتعود على نظام معين في الحياة، فيكون المواطن مرتبطا بمكان بعينه ويصعب عليه تركه حتى وإن كان موبوءا، هو أكبر تشبيه بما يحدث للمواطنين أيضا عندما ينتقلوا من الأماكن الخطرة للمدن الجديدة.

وتابع قائلا: «يرى المشرد أن تلك الأماكن ذات أريحية كبيرة يمارس فيها حريته كما يشاء، وأن دور الرعاية نظام وخندق بالنسبة له، لما فيها من أسس ومتطلبات ونقص في الإمكانيات، مؤكدا أنه إذا توافر عنصر الجاذبية في تلك الأماكن من حرية ووسائل معيشة جيدة وكافة الإمكانيات، ستكون عنصر جذب لتلك الفئة».
الجريدة الرسمية