حكايات عن الصحافة.. والصحفيين!
يذكر "محمد العزبي"، في كتابه "الصحافة والحكم"، أن "موسى صبري" استدعاه إلى مكتبه في الجمهورية، ليبلغه باختياره للسفر إلى الكويت في احتفالات عيدها القومي.
جاء "موسى صبري" للجمهورية مغضوبًا عليه من الرئيس "جمال عبدالناصر"، بشرط ألا يكتب شيئًا باسمه. وكان قد كتب عن قضية المشير أو محاكمة "عباس رضوان" التي حضر جلساتها جملة أنهى بها مقاله: "وما خفي كان أعظم"!
قال "موسى صبري" لـ"العزبي"، وهو يكلفه: "هذه أول مرة تسافر فيها لمثل تلك المهمة، فلا تقبل مالًا من أي أحد هناك، ولا تسمع لمقولة إن هدية الأمير أو الشيخ لا ترد، ولا تخضع لأي محاولة لإعطائك أموالا تحت أي مسمى من الأسماء".
كان "صلاح جلال" أشهر محرر علمى في الصحافة المصرية، وقد انتخب نقيبا للصحفيين.. من أوائل من سافروا إلى الخليج.. ذهب هو والمصور "أحمد يوسف" إلى قطر، وفي اليوم التالي تلقى رسالة ترحيب من الأمير ومعها مظروف به أموال، ثار، وقال: نحن في مهمة صحفية مش شحاتين.. وعاد دون أن يكمل رحلته. فقرر "محمد حسنين هيكل"، رئيس تحرير آخر ساعة وقتها -حيث كان يعمل "صلاح جلال"- صرف علاوة سبعة جنيهات.. وجاء مندوب الأمير يشكو "صلاح" لـ "مصطفى أمين".
عند زيارة الرئيس الأسبق "حسني مبارك" إلى العراق، في عهد الرئيس العراقي "صدام حسين"، رحب صدام برؤساء تحرير الصحف المصرية الذين كانوا بصحبة الرئيس، وقدم لكل منهم سيارة مرسيدس هدية، رفض "مصطفى شردي"، رئيس تحرير الوفد، أن يقبلها، مما أثار غضب رؤساء التحرير الآخرين، واقترحوا عليه أن يقبل هدية الرئيس "صدام" حتى لا يغضب، أو أن يقدمها للصحيفة طالما أنه يرى أن السيارة لم تُقدم لشخصه، إنما لكونه رئيس تحرير الوفد، بينما الآخرون يخالفونه الرأي، وأن الرئيس العراقي اختصهم بالهدية.
وعند عودتهم من العراق على طائرة الرئيس طالبوه بأن يعفيهم من الجمارك، لأن السيارات حديثة آخر موديل.. وجماركها مرتفعة.. وتطوع أحدهم ليروي للرئيس موقف "شردي"، فكان رد مبارك.. والله صحيح السيارات مُنحت للمؤسسات لا لرؤساء التحرير.. وأمر بأن تلحق بالمؤسسات، وتعفى من الضرائب.