رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: تركيا تروج الإسلام السياسي في ثوب من العثمانية الجديدة


قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن تفاصيل مظاهر التوتر بين الدول العربية وإيران وتركيا لأنها كثيرة ومؤلمة وتثير الحزن الشديد إزاء ما انحدرت إليه العلاقة مع دولتين جارتين للعالم العربي.


وأضاف خلال كلمته اليوم في ندوة البرلمان العربي بعنوان "نحو بناء إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي": سأكتفي هنا بطرح ما أراه الأصل في تأزم العلاقة إلى هذا الحد المؤسف الذي لا يتمناه أي عربي لعلاقة مع دولتين إسلاميتين تربطنا بهما عُرى التاريخ والجغرافيا، وأواصر الدين والثقافة.

وأوضح أن أصل المعضلة من وجهة نظره، يتمثل في أن كلتا الدولتين يحمل مشروعًا سياسيًا يرى تطبيقه خارج حدود دولته وبالتحديد في المنطقة العربية، إيران تعتبر أن المنطقة العربية ساحة مفتوحة ومباحة لمشروعها التوسعي، وتُعطي لنفسها حق التدخل في أزمات الدول العربية، بل إشعال هذه الأزمات في أحيان كثيرة، من أجل الدفع قُدمًا بهذا المشروع الذي يتعارض مع أسس الدولة الوطنية على طول الخط ويضرب بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية عُرض الحائط ويدفع بالمنطقة إلى أتون حروب طائفية نرى تجلياتها للأسف في عدد من نزاعات المنطقة اليوم.

وأضاف: أما تركيا فهي تدفع بمشروع آخر لا يقل خطورة.. يعتنق الإسلام السياسي في ثوب من العثمانية الجديدة ويسعى إلى الترويج لمنطلقاته الأيديولوجية في منقطةٍ ثبت أنها ترفض هذا المشروع وتركيا، من جانب آخر، تُعطي لنفسها الحق بالتدخل والتوغل في أراضي دولٍ عربية دفاعًا عما تعتبره أمنها القومي، ومن دون أي اعتبار لأمن الآخرين أو سيادة الدول وهو توجه مرفوض ولا يؤسس لعلاقة سليمة ومتوازنة بين طرفين تقوم على الاحترام المتبادل، والإدراك المشترك من كل طرف لشواغل الطرف الآخر.

أبو الغيط: الحوار مع إيران وتركيا صعب وغير مجدٍ
/3499544

واستطرد: كلا المشروعين، الإيراني والتركي، توسعي ويؤسس لعلاقة تقوم بين طرف مُهمين وآخر تابع وكلاهما يقفز فوق الدول وسيادتها وكلاهما يرى في الصراعات الدائرة في المنطقة فُرصة للتغلغل والتمدد وهو نظرٌ قاصر يقتنص مغانم قريبة ولا يهتم بعلاقة طويلة الأمد تقوم على الثقة المتبادلة، وتُحقق منفعة مشتركة للجميع عبر التعاون في مواجهة تهديدات، هي بطبيعتها، تستلزم حوارًا إقليميًا إننا نتطلع إلى يوم يتغير فيه ذاك النهج، فيكون للحوار ساعتها معنى ونتيجة.
الجريدة الرسمية