رئيس التحرير
عصام كامل

«الاحتلال يلعب بورقة ورشة البحرين».. «الصهاينة» يهاجمون السلطة الفلسطينية بسبب رفض الحضور.. يرفضون إرسال وفد رسمي.. وموقف «نتنياهو» في الانتخابات كلمة السر في تغيير محتوى


دولة الاحتلال اعتادت اتباع أسلوب التلون كالحرباء، وهذا ليس جديد، ولكن هذه المرة في صفقة القرن، وتحديدًا ورشة البحرين المقرر عقدها نهاية الشهر الجاري لبحث جوانب هذه الصفقة، وصدّعت إسرائيل رأس العالم ليل نهار بأن الفلسطينيين سيرتكبون خطأ كبيرًا حال عدم مشاركتهم في ورشة البحرين كونها مهمة لتحديد شكل السلام المستقبلي بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، لتأتي المفاجأة التي كشف عنها الإعلام الإسرائيلي اليوم بأن إسرائيل نفسها لن تشارك بوفد حكومي لحضور الورشة.


عدم تمثيل رسمي
هذا ما أعلنه وزير خارجية إسرائيل «يسرائيل كاتز»، مؤكدًا أنه لن يكون هناك وفد حكومي يمثل إسرائيل في الورشة، ولكن الأمر سيقتصر فقط على وفد من رجال الأعمال دون الإشارة إلى تشكيلة الوفد، علما بأنه لا تربط إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع مملكة البحرين، وحجة إسرائيل كانت أن بها حكومة انتقالية لأنها في مرحلة انتخابات، ولكن هذا ليس مبررًا لأنها كان من الممكن أن ترسل وفدًا من الحكومة الانتقالية لكن إسرائيل كعادتها لا تريد أن تكون ملزمة بكلمة رسمية لأنها اعتادت على مخالفة الوعود والعهود.

رجال أعمال
نقطة أخرى من اقتصار وصول وفد رجال أعمال إسرائيليين للبحرين، هي أن إسرائيل تريد أن يرمي مسار الوفد إلى تحقيق انتصارات اقتصادية عبر صفقات وإغراءات للدول العربية، بحيث ينحى الجانب الفلسطيني جانبًا، ومن جهة أخرى إلصاق التهمة بالفلسطينيين أنهم رافضون للسلام لذا يعرقلون تمرير صفقة القرن.

الورشة الاقتصادية التي ستعقد في البحرين على مدار يومين سيعرض خلالها الشق الاقتصادي من الخطة الأمريكية المقترحة، لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، المعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن».

وأكد الإعلام الإسرائيلي أن الوفد الإسرائيلي لن يشمل شخصيات سياسية أو مسؤولين سياسيين في الحكومة أو أي من الوزارات.

العام الحاسم
ووصف «كاتس» هذا العام بـ «الحاسم»، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواجه «تهديدات وتحديات كبيرة، بالإضافة إلى العديد من الفرص»، وقال كاتس، في كلمة ألقاها الأحد في مؤتمر لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في نيويورك: «إنها سنة فاصلة وحاسمة، أو معركة بين الحروب»، وأضاف: «لدينا صراع مستمر مع إيران وحزب الله، وخطوط حمراء مع إيران ومنظمات إرهابية أخرى في المنطقة».

وشدد «كاتس» على أن «هدفنا هو السلام والاستقرار.. لا يوجد لإسرائيل حليف أفضل من الولايات المتحدة.. وليس لدى الولايات المتحدة مجتمع أفضل من إسرائيل». وختم كاتس حديثه بأن إسرائيل "ستواصل التطوير والبناء والتجديد، وتوسيع علاقتها الدولية".

وفي الوقت الذي لا يشارك فيه وفد رسمي إسرائيلي يصب الصهاينة جام غضبهم على الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية لرفضهم المشاركة في الورشة، وهدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ بسبب موقفه الذي وصفه بالمتعنت تجاه ورشة البحرين، وأضاف: «على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية للإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أجل دفع العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين».

خطة بديلة
في الوقت نفسه تتحدث التقارير العبرية عن أن البيت الأبيض يوشك أن يتخلى عن التحركات الرامية إلى المضي قدمًا بخطة السلام الأمريكية؛ في محاولة لتأمين فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات، مشيرًا إلى أنه حتى لو تم نشر خطة سلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأسابيع المقبلة، فإن البيت الأبيض يعمل على وضع خطة بديلة لن يتم نشرها.

كما تشير التقارير أيضًا إلى أن «صفقة القرن»، غيّرت اسمها سرًّا وغيرت أهدافها، على الأقل حتى 17 سبتمبر، موعد انتخابات الكنيست المقبلة، وسُميت بخطة الثلاثة شهور التي تهدف لفوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، وذلك وفقًا لتقديرات الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، والمحللين في واشنطن، وهذا الموقف جاء استجابة لفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية بعد الانتخابات الأخيرة، ومن المتوقع تغيير محتواها لمساعدة نتنياهو.
الجريدة الرسمية