«التسول» عبر السوشيال ميديا.. الرواد يستعطفون المواطنين للتبرع بالأموال والملابس.. 20 ألف بلاغ ضد التجارة الإلكترونية 2017.. قانونى: جنحة عقوبتها من شهر إلى 3 سنوات.. نائبة: لا نحتاج إلى تشر
السوشيال ميديا وسيلة جيدة للتواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء، ويعدها الكثيرون وسيلة لبناء المجتمع من خلال طرح المبادرات وفهم المشكلات والعمل على حلها، لكن لأن لكل شيء وجها آخر، فقد حوّل البعض تلك الوسيلة كساحة للنصب والاحتيال والسرقة، وأخيرًا ظهر «التسول».
تعددت صفحات التسول على السوشيال ميديا على يكتب عليها الرواد كل ما يحتاجونه سواء أموال أو ملابس أو أدوية أو حتى التبرع بالدم، أو منشورات تطلب أموالا من أجل "تجهيز" عريس، أو شراء مستلزمات عروس يتيمة على وشك الزفاف، أو جمع تبرعات لمغترب يبحث عن عمل وضل طريقه إلى قريته، ومن يستطيع مساعدتهم يتواصل معهم، البعض وجد أن تلك الصفحات نجدة للكثير من أصحاب الظروف العصيبة لطلب المساعدة، وآخرين وجدوا أنها فتحت بابا للنصب والاختلاس والتسول بدون وجه حق.
وتعمل تلك المنشورات على طلب الاستعطاف من خلال الكلمات المؤثرة التي تربح وتحقق معدلات مشاهدة ومشاركة عالية في ذلك الواقع الافتراضي، ويتمكن القائمون عليها من جمع آلاف الجنيهات من المواطنين الضحايا، ومن هنا انتقل التسول بأحدث أساليبه من الإشارات والأرصفة إلى دكاكين السوشيال ميديا.
المنشورات
كانت من أبرز المنشورات عليها "أنا عمي جاله السكر وعمل عملية وشال واحد من أصابع رجليه.. الدكتور طالب منه إشاعة بـ٥٠٠ جنيه وهو مش بيقدر يشتغل علشان رجليه بتنزف وتورم من أقل مجهود وهو متزوج ويعول أسرته فهو مصدر الرزق الوحيد لها في الدخل.. قدم على معاش تكافل وكرامة بقاله ٣ شهور ولسه متعملوش المعاش استلف من كل الناس علشان يقدر يأمن الأكل والشرب لأسرته الفترة دي لو حد يقدر يساعده جزاه الله كل خير".
وأيضا منشور آخر يحمل كلمات: "أول بشكر جدا حبيبتي إلى عرفتني على الجروب وانا شوفت اد ايه انتوا ناس ولاد حلال ربنا يسعدكم يا رب ويجبر بخاطركم زاي ما بتجبروا بخواطر الناس وبتفرحوهم وبتكونوا سبب في تغير حياتهم وبتدخلوا الفرحة على قلبهم اتمن من ربنا انكم تسعدو اختى وربنا يكتبه في ميزان حسناتكم.. يارب ادخلو الفرحه عليها في رمضان ربنا ما يوجعكم على غالي عليكم.. يا رب ويسعدكم ويحفظلكم ولادكم يا رب ومتشوفوا فيهم حاجه وحشه ابدا.. يا رب اختى عندها نقص في اوتار ايدها وده ماثر على أيدها كلها وأهلي مش معاهم يعملولها العملية ربنا يخليكم يا رب سعدوها تعمله وكون سبب في اسعاد اختي.. والله والله اتعيرت من اقرب الناس لينا وهيا تعبانه نفسيا كون سبب فرحتها واهو رمضان داخل علينا وربنا يجبر بخاطر كل واحد ووحده هيقف معاها ويسعدها يا رب ويحفظلكم ولادكم".
20 ألف بلاغ
دخل التسول عبر السوشيال ميديا ضمن جرائم «فيس بوك» وخاصة أن الكثير منها تكون بغرض النصب، وقد أعلن مركز البحوث الجنائية في 2017 أن الجرائم الإلكترونية تزايدت ووصلت إلى 20 ألف بلاغ ثبت صحة 15 ألفًا منها، لجرائم خاصة بصفحات «فيس بوك».
الموقف القانوني
وفي نفس السياق، يقول شادي طلعت مدير اتحاد المحامين إن عمليات النصب والتسول التي تتم عبر صفحات مواقع "التواصل الاجتماعى" يتم التعامل معها كجنحة نصب ويعاقب عليها وفقًا لقانون العقوبات، وتتراوح عقوبتها ما بين شهر وحتى 3 سنوات أو غرامة مالية.
وتابع "شادي" أن النصب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، يتم إثباتها بتقديم محضر لدى مباحث شرطة الإنترنت، التي تقوم بتتبع الحسابات الوهمية التي يتم استخدامها في عمليات النصب، وإجراء التحريات اللازمة عنها، وإحالتها للنيابة العامة للتحقيق وإحالة القضية بعد الانتهاء منها للمحكمة.
لا يحتاج إلى تشريع
وقالت سوزى ناشد عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، لا يحتاج إلى مشروع قانون أو إصدار قانون له، لافتة إلى أن العقوبة موجودة بالفعل في قانون العقوبات تحت بند نصب واحتيال.
وأضافت عضو تشريعية النواب لـ"فيتو": العقوبة والقانون موجودان بالفعل ولا نحتاج لتشريع جديد، موضحة أن الأمر يحتاج أكثر إلى التوعية والخبرة من هذه الأمور، وأنه لا يجوز إعطاء مساعدات أو الاستجابة لأشخاص لا نعلمهم عبر وسائل التواصل المختلفة.
