شوقي غريب : «وشاية صفرا» وراء استبعادى من قائمة المنتخب بأمم أفريقيا 86
- رسالة محمد حازم على دكة البدلاء «لها مفعول السحر».. وتمريرة الخطيب في هدف الأفيال «لا تنسي»
- إشادة «إيفرت» أحرجت مايكل سميث.. وحصدنا 13 ألف جنيه مكافأة الفوز بالبطولة
- هذه حكايتي مع رباعي إنجاز 2006.. ومنتخب الساجدين لن يتكرر
- أعداء النجاح حرموني من نهائي 86.. والإعلام ساندني بقوة بعد عودتي لحسابات الفراعنة
دقت ساعة العمل، انتهى زمن الكلام، ولم يعد يفصلنا عن انطلاق النسخة 31 من بطولة الأمم الأفريقية التي تنطلق بين يومى21 يونيو الجارى - 19 يوليو المقبل سوى يومين، كل أجهزة الدولة الرسمية أعلنت حالة الطوارئ استعدادا للحدث الكبير، اتحاد الكرة بالتعاون مع "الكاف" أنهى كافة الترتيبات المطلوبة، والجميع في حالة ترقب للحظة الحاسمة.
ما أشبه الليلة بالبارحة، ذكريات بطولة 2006 تطل برأسها، والأمنيات بفوز منتخب مصر بالبطولة الغالية التي تضم 24 منتخبًا لأول مرة تتصاعد، جماهير الكرة تعلق آمالا عريضة على نجمها المفضل محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي لقيادة الفراعنة ورفاقه نحو اللقب الثامن واستعادة العرش الأفريقى، والمنتخبات الأفريقية أعدت عدتها وتتسلح بنجومها الكبار لاعتلاء منصة التتويج.
من الإسماعيلية والسويس شرقا إلى الإسكندرية شمالا وصولا إلى قلب العاصمة القاهرة، كل شيء جاهز لاستقبال ضيوف مصر وعشاقها من القارة السمراء، أملا في إخراج البطولة في صورة مشرفة تعكس حقيقة الأوضاع في بلد النيل وتكشف الوجه الحقيقي للمصريين.. "فيتو" حاورت شوقي غريب.. ذلك اللعب الذي لم يكن عاديًا، والأمر ذاته عندما اتجه إلى التدريب، بمرور السنوات تمكن من وضع اسمه ضمن سجلات المدربين المصريين في تاريخها الحديث، لكنه يبقى بمثابة «أيقونة نجاح» تاريخية سواء لاعبًا أو مدربًا، حيث يبقى واحدًا ضمن 3 نجوم مصرية حصدوا أمم أفريقيا لاعبين ومدربين وهم حسن شحاتة وحمادة صدقي.
إنجازاته في المستطيل الأخضر لم تتوقف عند حد كونه أحد نجوم الكرة المصرية، الذي سطر مجدًا مع منتخباتنا الوطنية دون أن يرتدي قميص القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، ولكن لإنجازاته في دورة الألعاب الأفريقية 87 وأيضا لوس أنجلوس 84، إضافة لقيادة المنتخب الوطني للشباب للفوز ببرونزية كأس العالم الأرجنتين 2001، إضافة إلى الفوز بأمم أفريقيا 2006-2008-2010 بجانب الفوز بالبطولة العربية عام 2007.
شوقي غريب اسم كبير في عالم كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية، لكن يبقى الحديث معه عن ذكرياته مع بطولات أفريقيا وتحديدًا بطولة أمم أفريقيا 86 التي كان نجم الشباك بها مختلفًا، إلى جانب دوره البارز مع «المعلم» حسن شحاتة في ولاية منتخب الساجدين والنجاح في تحقيق أمم أفريقيا 3 دورات متتالية.
«فيتو» التقت شوقي غريب الذي كشف النقاب عن العديد من الأسرار المهمة جدًا في رحلته مع المنتخب، وذلك قبل يومين من انطلاق البطولة الأممية التي تحتضنها مصر خلال الفترة من 21 يونيو الجاري وحتى 19 يوليو المقبل.
*بداية ماذا عن ذكرياتك مع بطولة أمم أفريقيا 86؟
لم أنس الفترة التي سبقت انطلاق أمم أفريقيا 86 التي نظمتها مصر وفازت بلقبها، فقد شهدت أحداثا درامية بالجملة كان في مقدمتها استبعادى من قائمة المنتخب قبل البطولة، وعودتى للقائمة قبل ساعات من مباراة الافتتاح أمام السنغال، حيث كنت لاعبًا أساسيًا في صفوف المنتخب قبل أمم أفريقيا، لكن هذا الأمر لم يرق لدى البعض فبدأ الوشاية ضدى، ووصل الأمر إلى مايكل سميث المدير الفني للفراعنة الذي ظهر وكأنه غير مقتنع بي تمامًا، وبالفعل تم إعلان القائمة واستبعادي منها، رغم أننى كنت أساسيًا قبلها، وكان يتم وضع تشكيل المنتخب على اسمي، كما كان يردد الجميع في هذا التوقيت،
*ماذا حدث بعد ذلك؟
المباراة الافتتاحية كانت يوم الجمعة وخاض المنتخب مباراة ودية يوم الثلاثاء، شهدت إصابة إبراهيم يوسف نجم الزمالك، ومع الفحوصات الطبية التي استمرت 48 ساعة بعد انتهاء الودية، وقع الاختيار علىّ ضمي ورحبت وقتها بالتواجد في مركز الدفاع، رغم أنه لم يكن مركزي، وأتذكر وقتها أن «الديبة» رئيس اتحاد الكرة حمل المدير الفني الأجنبى مسئولية عدم ضمي قبل إعلان البطولة، وقال له ما نصه إنه سيتحمل الـ3 آلاف دولار غرامة الاستبدال بعد إصابة إبراهيم يوسف، لا سيما وأننى كنت أساسيًا قبل البطولة وقبل استبعادي لظروف لا أعلم عنها شيئا، سوى أنها وشاية من بعض الذين تملكت منهم الغيرة تجاهي.
توجهت بعد ذلك إلى معسكر المنتخب ليلة المباراة الافتتاحية أمام السنغال، وحضرتها من المدرجات، وكان برفقتي مصطفى عبده وطارق يحيي، حيث لم يكن الخواجة مقتنعا بشكل تام بمستوانا، وفى اليوم التالي خضت بعض التدريبات الخفيفة، حتى جاءت مباراة كوت ديفوار يوم الثلاثاء، ووقتها تواجدت في القائمة وجلست على مقعد البدلاء، ولم أنس يومها حديث محمد حازم نجم الإسماعيلي الراحل، عندما تابعني خلال عمليات الإحماء، بعد أن طلب الجهاز الفني مني إجراءها، حيث قال لى: أشعر أنك تطير في التراك استعدادا للمشاركة.
*وماذا حققت في المباراة؟
شاركت فيها وتمكنت من إحراز هدف الفوز، والعودة للمنافسة من جديد، بعد خسارة المباراة الافتتاحية أمام السنغال بهدف دون رد، حيث تلقيت الكرة من محمود الخطيب، وكنت داخل منطقة الجزاء انتظر اشتراك أي لاعب من الفريق المنافس حتى أسقط وأحصل على ضربة جزاء، لكن لم يحدث، كما أن حارس المنافس لم يخرج للاصطدام بي، ومن هنا لم أجد سوي فرصة التسديد في المرمي، وكانت أول لمسة لى بعد نزولي، حيث سددتها بقوة وسكنت الشباك، وكانت فرحة لا يمكن وصفها، خاصة وأن مصر بالكامل كانت على قدم واحدة في هذا اليوم، بعد خسارة المباراة الافتتاحية، بجانب فوز السنغال على موزمبيق، ووصل عدد نقاطها إلى 6 نقاط، ومن ثم كان لا بد من الفوز على كوت ديفوار، وفي المباراة التالية أمام موزمبيق واصلت تألقي وقدمت مستوى متميزا، ومن هنا بدأ الحديث في وسائل الإعلام عن الفارق الذي صنعته، وترشيحي لجائزة أفضل لاعب في البطولة، ووصل الأمر من جديد إلى المدير الفني، وتأزمت الأمور معه وعلى الفور استبعدني من قائمة الفريق في مباراة قبل النهائى والنهائي، وبعد البطولة شاركت أساسيًا في 13 مباراة مع المنتخب، وأتذكر وقتها أن انضمامي للمنتخب وقناعة مايكل سميث بى بعد الإشادة التي نقلها مايكل إيفرت مدرب المقاولون الذي تابعني في مباراة ذئاب الجبل أمام غزل المحلة والتي شهدت الفوز بثلاثية نظيفة شهدت تألقي ووقتها قال إيفرت إننى أحسن لاعب في مصر.
*احكى لنا عن كواليس ما حدث معك بعد قيادتك المنتخب للفوز على كوت ديفوار بهدف نظيف؟
في اليوم التالي وجدت مسئولي اتحاد الكرة داخل غرفة خلع الملابس، وهدية ثمينة للغاية من إبراهيم الخليل عضو مجلس إدارة الجبلاية الذي أرسل لى ساعة ثمينة جدًا، مزينة بكارت داخله كلمات: تعرضت للظلم ولكن القدر أنصفك.
*ماذا عن كواليس أمم أفريقيا 2006؟
«كانت بمثابة ملحمة تاريخية للكرة المصرية، بعد نجاحنا في حصد بطولة تبقى واحدة من أهم البطولات» وشهدت دعما كبيرا من الدولة والجماهير، لكن يبقى الدور الذي قدمه الرباعي سمير زاهر وهاني أبوريدة وأحمد شاكر وحازم الهواري لا يمكن إنكاره، بعد أن لعبوا دورا كبيرا جدا في الفوز بالبطولة التي جاءت في ظروف صعبة للغاية،
*ماذا عن بطولتى 2008 و2010؟
«الفوز ببطولة 2008 هو الآخر شهد العديد من الكواليس، وتحديدًا توابع البطولة وتوزيع المكافآت وعلبة الإمارات الشهيرة التي تسببت في تعديل لائحة مكافآت المنتخبات الوطنية»، أما«بطولة 2010 فكانت الأغلى وقتها، لا سيما أنها جاءت في توقيت مثالى وتاريخي بأن يحصد جهاز فني وجيل من اللاعبين 3 بطولات أمم أفريقيا متتالية وسط منافسة شرسة من المنتخبات الأفريقية العملاقة وقتها، فضلا عن الوصول إلى المركز التاسع على الصعيد الدولي في تصنيف الـ«فيفا» وهو أمر لم يحدث من قبل»
*ماهو أفضل أجيال كرة القدم المصرية من وجهة نظرك؟
«جيل محمد أبوتريكة لن يتكرر حيث شهد تواجد توليفة تاريخية من اللاعبين الذين صنعوا المجد وكتبوا أسمائهم بحروف من نور في تاريخ الساحرة المستديرة».
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"