عماد متعب قبل انطلاق بطولة أفريقيا: محمد صلاح أمل المصريين.. وجيل 2006 لن يتكرر
- «ميدو» تسبب في ارتباك اللاعبين بعد خناقة المعلم في مباراة السنغال
- هذا سر حزن حسام حسن على ضياع هدف كوت ديفوار
- 2008 أفضل عروض قدمها المنتخب.. وعبدربه «ملك البطولة»
«الهداف.. المنقذ.. ملك الدقيقة 90».. ألقاب حصدها عماد متعب، نجم المنتخب الوطني، والنادي الأهلي، طوال مسيرته الكروية في الملاعب، على مسيرة سنوات طويلة قضاها «متعب» وكان التألق حليفه في غالبية أيامها.
«متعب» انضم لناشئي النادي الأهلي المصري في 1996 ولفت الأنظار بقدراته التهديفية العالية، فتدرج في فرق الناشئين حتى صعد للفريق الأول موسم 2003/2004 الذي شهد أول مشاركاته كبديل لمدة 9 دقائق فقط أمام بلدية المحلة الذي لم يشارك فيه كثيرًا قبل أن تكون بدايته الحقيقية الموسم التالي، حيث استطاع إحراز 15 هدفٍا منحته لقب هداف الدوري المصري، ليكون بذلك أصغر من حصل على هذا اللقب في تاريخ الدوري المصري، كما كلل نجاحه هذا الموسم بأن اختاره الاتحاد الأفريقي أفضل مهاجم في قارة أفريقيا في عام 2005.
استمر «متعب» في النادي الأهلي حتى موسم 2008/ 2009 حيث ذهب في إعارة لنادي الاتحاد السعودي لمدة موسم واحد استطاع فيه تسجيل 10 أهداف ليحل في المرتبة الثالثة في ترتيب الهدافين، وساهم بذلك في الفوز بلقب الدوري السعودي قبل أن يصيبه الرباط الصليبي ليعود لبيته الأهلي المصري الموسم التالي ليستمر معه حتى الآن، لكن قلت مشاركاته كثيرًا وكل مشاركاته كبديل.
مع الأهلي.. حصد عماد متعب 36 بطولة مختلفة ضمت 8 بطولات الدوري المصري وكأس مصر مرتين والسوبر المصري 6 مرات ودوري أبطال أفريقيا 5 مرات والسوبر الأفريقي 4 مرات وكأس الكونفدرالية مرة واحدة (2014) وبرونزية كأس العالم لأندية (2006) أحرز خلالها 74 هدفا في الدوري و17 هدفا في الكأس المصري و28 في البطولات الأفريقية وهدفين في كأس العالم للأندية.
في 2004 انضم «متعب» إلى المنتخب الأول تحت قيادة حسن شحاتة أيضًا في الفوز بثلاثة ألقاب أمم أفريقيا متتالية في 2006 و2008 و2010، كما فاز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية بالقاهرة 2007 والذي كان هدّافها برصيد 5 أهداف، وله ثلاث بطولات ودية أخرى هي دورة لوزان ودورة نيلسون مانديلا ودورة إل جي. بلغ عدد مشاركاته مع المنتخب الأول 74 مشاركة دولية سجل فيها 36 هدفا.
«متعب» واحد من 11 لاعبا فقط في تاريخ الأهلي تخطوا حاجز الـ300 مباراة، حيث شارك بقميص الأهلي في 320 مباراة، سجل خلالها 126 هدفا ليأتى رابعا في قائمة هدافى الفريق عبر تاريخه.. وعن هذه الأرقام وذكرياته في البطولات الأفريقية وأمور أخرى كان الحوار التالى لـ "فيتو":
بداية.. كيف ترى حظوظ المنتخب ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2019؟
حدث كأس الأمم الأفريقية في مصر لن يتكرر كثيرًا، وعلى كل لاعب إثبات تواجده مع المنتخب، خاصة وأن التاريخ سيذكر من ساهم مع الفراعنة ومن أدى أداء ضعيفا، كما أن اللعب في إستاد القاهرة صعب، وأطلق عليه الأفارقة «إستاد الرعب»، لأن صوت الجماهير يرعب أي حد بما فيهم لاعبو مصر، فإذا كان اللاعب دون خبرة فمن الصعب تحقيق شيء في مبارياته بكأس الأمم.
أما عن حظوظ اللاعبين فبالطبع إقامة البطولة على أرضك وخاصة إقامة المباريات بإستاد القاهرة ستساعد اللاعبين على الفوز، كما أن الجمهور له العامل الأول في تحفيز اللاعبين، ويعتبر رقم 1 في الملعب، وكل لاعب سيرى الجمهور من المنتخب هيخاف أن الناس دي تروح زعلانة، والكل «هياكل النجيلة» من أجل الفوز والسعى لتحقيق البطولة.
كنت من أبرز لاعبي المنتخب في 2006.. حدثنا عن كواليس وذكريات هذه الأيام؟
أنا كنت صغيرا ومجرد لاعب في منتخب الشباب مع كابتن حسن شحاتة وهو ما كنت محظوظًا فيه، خاصة وأنه تم ضمى للمنتخب الأول وكان هو المدير الفني، وكان ميدو «مكسر الدنيا» في هذا التوقيت، بالإضافة إلى وجود حسام حسن وعبدالحليم على وعمرو زكي، وبالطبع كانت فرصتي ضعيفة أمام تلك الأسماء ولكن بتحفيز وروح اللاعبين مع بعضها تمكنت من إثبات نفسي مع المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، وكانت المباراة الأولى لي أمام كوت ديفوار وسجلت هدفين.
حدثنا عن الواقعة الشهيرة بين ميدو وحسن شحاتة والخلاف الذي نشب بينهما؟
المشادة حديث في مباراة السنغال وبعد الواقعة ارتبك كل من في داخل الملعب، إلا أن اللاعبين الكبار أمثال عبدالظاهر السقا وأحمد حسن وعصام الحضري طالبونا بعد الالتفات لما يحدث، والغريب أنه كان هناك سوء حظ كبير صادف ميدو بعد الواقعة، وهو إحراز عمرو زكي البديل له هدف في أول دقيقة بعد نزوله الملعب، لذلك تعاطف الجميع مع حسن شحاتة.
هل ترى أنك محظوظ بالتدريب تحت قيادة حسن شحاتة؟
بالطبع.. من حسن حظى التدريب تحت قيادة حسن شحاتة في المنتخب ومانويل جوزيه بالأهلي، لكن المعلم حسن شحاتة من المدربين الذين يشجعون اللاعبين معنويًا دون النظر في الأداء، ومهما كانت أخطائهم وهو مدرب ذكي وجريء، ويعتبر الأب الروحي ليس لعماد متعب فقط بل لجميع اللاعبين، فهو من المدربين الذين يعشقون جلسات الهزار معنا وبيعامل كل واحد زي ابنه.
هل تتذكر حزن حسام حسن على ضياع فرصة هدف أمام كوت ديفوار؟
حسام حسن قدوتي في الملاعب، وانضم للمنتخب في 2006 كتكريم له، وكان يريد أن يختتم حياته بإحراز هدف تاريخي في بطولة تعتبر أفضل ما أقيمت عبر تاريخ القاهرة، كما أنه لاعب كبير في السن، ولا يمكن أن يتخيل الجميع مدى سعادته بإحراز هدف للمنتخب وهو في ذلك العمر، كما أننا احتفلنا به عقب إحرازه هدفا بالكونغو.
من كان زميلك بالغرفة في معسكرات المنتخب؟
حسني عبدربه كان زميل الغرفة بمعسكرات المنتخب، وهو بالمناسبة كان «بيعقد يرسم في المعسكر وكان رسمه حلو جدا».
من واقع متابعتك.. ما الفارق بين جيل 2006 و2019؟
فرق كبير.. فجيل 2006 لن يعود مرة أخرى لسبب أن المنتخب آنذاك كان يضم أفضل اللاعبين في أفريقيا، فبالمقارنة مع قائمة المنتخب حاليًا 2006 يعتبر منتخب «تقيل»، خاصة وأن هناك لاعبين أصحاب خبرة على عكس حاليًا، فالجميع يأمل في محمد صلاح باعتبار ما يحققه من نجاح مع ليفربول، كما أن جيل 2019 يحتاج إلى الخبرة أكثر، واللعب بإستاد القاهرة سيحتاج إلى لاعب قوى يستطيع تحمل الضغط الجماهيري، وهناك آخرون لديهم القدرة لكنهم يحتاجون للتدريب من أجل المشاركة أمام 100 ألف متفرج، فلن تستوعب كمية الضغط التي يتعرض لها اللاعب.
وماذا عن تفاصيل مشاركتك مع المنتخب في بطولة 2008؟
رغم أن البطولة كانت في غانا إلا أن المنتخب قدم أفضل عروضه في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، لكن حالفني سوء حظ كبير في إحراز الأهداف وتوفيق كبير في صناعتها للاعبين، وكان حسني عبدربه الملك في البطولة بسبب أدائه طوال المباريات.
وماذا عن كأس الأمم 2010؟
2010 لعبت ودرجة حرارتي 40 درجة، ولست أنا فقط بل و12 لاعبًا من المنتخب بسبب إصابتنا بعدوى إنفلونزا الخنازير، بعد زيارة عبدالظاهر السقا لابنته التي كانت مريضة، فنقل العدوى لجميع اللاعبين، ولعبنا الدور الأول وحرارتنا 40 و«كنا بننزل الفندق بماسكات، وانعزلنا عن الإعلام وباقي نزلاء الفندق خوفًا من انتشار الفيروس».
كأس الأمم 2010 كانت بداية انطلاق محمد ناجي جدو.. تعقيبك؟
«جدو» كان هداف البطولة، ويعتبر أفضل بديل في تاريخ كرة القدم،هذا يحسب لحسن شحاتة الذي كان له رؤية في «جدو»، وكان هناك روح داخل المنتخب و«مش مهم مين أحرز الهدف، الكل كان يتكلم عن روح الفريق، فأنا لعبت النهائي أمام غانا وأنا عندي مزق في العضلة الخلفية شاركت حتى الدقيقة 70 ورجلي مربوطة، لأن اللقاء سيحفر في التاريخ ولا يمكن تكراره، ويشهد على ذلك الدكتور إيهاب على طبيب الأهلي، لأنني تغيبت عن الملاعب لمدة شهر بعد البطولة».
مؤخرًا جمعك لقاء مع محمد صلاح في منتجع الجونة السياحى.. ما الحديث الذي دار بينكما؟
محمد صلاح لم يتغير، وما زال اللاعب المتواضع الذي أعرفه من قبل، ولم يكن مغرورًا بعد النجاح الذي حققه، وجلست مع صلاح نحو ساعة في الجونة، وكان كل حديثه عن الكرة وتحقيق أمنيته في الحياة، وهى الفوز ببطولة كاس الأمم الأفريقية، و«الناس محملة عليه مسئولية كبيرة جدا»، وهناك رسائل عليه أن يرسلها في الملعب للجماهير واللاعبين والتي تخص الروح والتفاني في تحقيق البطولة.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..