بأمر محكمة: على لاجئين احترام الجيرة.. كيف علق لاجئون على ذلك؟
أسباب كثيرة تتسبب في اختلاف بين الجيران، غير أن خلافا بين جيران جدد لاجئين مع عائلتين ألمانيتين وصل إلى المحكمة الإدارية. فما هو سبب الخلاف وكيف علق لاجئون على أمر المحكمة؟
"أن تجد مسكنا في ألمانيا كلاجئ أمر شبه مستحيل" هكذا يصف رامي وهو لاجئ سوري يعيش مع عائلته في أحد مراكز الاستقبال ويسعى للحصول على شقة مستقلة في مدينة دورتموند وهو من بين كثير من اللاجئين الذين يواجهون صعوبة في البحث عن مسكن. صحيح أن مشكلة السكن لا تقتصر على اللاجئين فحسب، بل حتى الألمان، لكن موجة اللاجئين التي وصلت إلى ألمانيا عام 2015 زادت مشكلة إيجاد السكن. ما دفع بعض الألمان إلى استثمار بعض منازلهم وتحويلها إلى مراكز لاستقبال اللاجئين.
رغم ثقافة الترحيب التي عرف بها الألمان مع بداية أزمة اللاجئين، لكن يبدو أن اختلاف سلوك الحياة "أفسد للود قضية". فقد نقل موقع "ت أونلاين" وموقع صحيفة "بيلد" عن حادث في مدينة بروين القريبة من شتوتغارت، إذ رفعت عائلة ألمانية دعوة قضائية ضد جيرانها. والسبب هو سلوك جيرانهم اللاجئين.
"نافذة غرفة النوم مقابل مركز استقبال اللاجئين. أعاني من قلق دائم بسبب الأصوات العالية"، تقول مانويلا مايوالد وتستطرد: " أعاني من اضطرابات في النوم وارتفاع ضغط الدم، فهم يصرخون ويغنون في الليل ويتحدثون في الهاتف بصوت عال عبر النافذة ويطبخون بأصوات عالية جدا". طلبت مانويلا مرارا وتكرارا من جيرانها التزام الهدوء ليلا إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
لم تصدر الشكوى من جانب مانويلا فحسب، بل حتى من جارتها أندريا، التي قالت: "نحن لا نكره الأجانب ولا نريد أن يخرجوا من مسكنهم، نريد هدوءا فقط".
جميع الإجراءات اللازمة التي اتخذها المسئولون عن سكان اللاجئين في منطقة إيسلينغن، كانت دون جدوى، ما دفع السكان إلى تصعيد الأمر ورفع دعوى قضائية للمحكمة الإدارية في المنطقة وتمكن سكان المنطقة من كسب الدعوى، وأصدر القاضي حكما يلزم اللاجئين بالتزام قواعد عدم الضوضاء ليلا.
" لا يتم تطبيق صورة الحياة الطبيعية المعروفة في ألمانيا"
اختلاف سلوك الحياة بين السكان الجدد والألمان أكده القاضي فرانك فينغر عندما قال " لا يتم تطبيق صورة الحياة الطبيعية المعروفة في ألمانيا"، فكيف يرى اللاجئون ذلك؟
في حديثها لموقع مهاجر نيوز أكدت ريم (42) وهي لاجئة سورية من مدينة اللاذقية تعيش في مدينة بون وجود اختلاف في سلوك الحياة "وعلى القادمين الجدد- وأنا واحدة منهم- التزام قواعد الحياة في البلد الذي فتح لنا أبوابه واستضافنا".
وتوافق ميسون (51 عاما) وهي لاجئة سورية أيضا تعيش في مدينة دورتموند، ريم مشيرة إلى أنه على الألمان "عدم وضع جميع اللاجئين في سلة واحدة، فهناك كثيرون يحترمون سلوك الحياة في ألمانيا، ولكن هناك البعض وخاصة الذين لا يعملون ويسهرون لساعات متأخرة ليلا، يدخنون النارجيلة ويستمتعون بلعب الورق وهذا بعيد جدا عن العادات الألمانية".
لكن اللاجئ السوري أمجد (21 عاما) ويعيش في بون، هو بدوره له تجارب سيئة مع جيرانه الألمان "لا شك أن هناك اختلاف في سلوك الحياة بين القادمين الجدد والألمان، لكن في البناية التي أسكن فيها يوجد جار وهو ألماني ويعشق موسيقى الهيب الهوب ويسمعها بصوت عال جدا في منتصف الليل، ولكن لم يخطر في بالي يوما ما أن أرفع دعوى قضائية ضده".
مهاجر نيوز
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل