رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس اتحاد معلمي مصر يكتب: التقدير قبل التطوير



معادلة صغيرة جدًّا، ولكنها كبيرة في معناها والقصد منها.. لقد تم خلال الـ 5 سنوات الماضية إنفاق المليارات على ما يسمى بتطوير التعليم وتدريب المعلمين، وبنك المعرفة، وتطوير المناهج والسبورات الذكية والتفاعلية، وحتى هذه اللحظة لم نلمس أي شيء يدل على نجاح الفكرة أو حصدنا نتائج ذلك، سواء في التعليم الابتدائي أو الثانوي.

والسؤال هنا؛ ماذا لو كان قد تم صرف هذه المليارات على تقدير المعلم ماديًّا، بشرط التزامه بتطوير نفسه وثقافته ومادته التخصصية، وإلزامه بالخضوع لاختبار بعد مدة معينة؛ للتأكد من مواكبة علمه وثقافته وشرحه للمناهج الحالية، للتطور العالمي، مع شرط تجريم الدروس الخصوصية، وإلزام التوجيه وإدارة المتابعة بتقييم المعلم بصورة دورية للتأكد من قدرته على توصيل المعلومة، ونتائج اختبارات الطلبة، والالتزام بقواعد المهنة، وتقديم تقارير شهرية بذلك؟!

سنجد وقتها أن المعلم تفرغ تمامًا لعمله التدريسي، وبدأ في البحث عن تطوير نفسه وتحسين معلوماته، والاطلاع على كل جديد في تخصصه؛ مما سيعود بالنفع على الطالب واستيعابه وتحصيله.

يحدث هذا في الوقت الذي تكون فيه الدولة قد ضمنت طالبًا متعلمًا ذكيًّا، له القدرة على استخلاص المعلومة، وعلى الابتكار والاختراع.. ونكون نحن قد ضمنَّا معلمًا متفرغًا لوظيفته فقط، مقتدرًا ماديًّا، له من الهيبة والكرامة ما يجعل التزام الطلبة، وتحصيلهم للعلم فرضًا عليهم.

أيضًا نكون قد وصلنا بالتعليم للتطوير المطلوب عن طريق أساس العملية التعليمية، وأعني به المعلم، والذي يكون قد صار مفكرًا، باحثًا، مبدعًا، لديه من راحة النفس والوقت والجهد الوقت الكافي للنجاح وإثبات الذات.

ولكن، للأسف، دائمًا نهتم بالعربة، دون الكشف على المحرك أو إصلاح أعطاله، وتغيير التالف منه.. اهتممنا بالشكل الظاهري، وأهملنا المضمون!!
نتمنى أن تكون هناك نظرة للمعلم بتقديره ماديًّا وأدبيًّا؛ لأنه أساس العملية التعليمية، ومحركها الأساسي، فإن انصلح حاله صلح التعليم وتطور.
الجريدة الرسمية