رئيس التحرير
عصام كامل

أذرع أمريكا لـ«تخريب العالم».. «بيلدربيرج» تخطط لإسقاط بوتين.. «أيباك» مسئولة عن حماية مصالح الصهاينة.. «جماعة الشلبي» دمرت العراق.. واجتماعات سرية مسئولة عن من


«ظاهرها رحمة وباطنها انقلاب».. هكذا يمكن قراءة غالبية تحركات وقرارات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وتحديدًا فيما يتعلق بـ«الشئون الخارجية»، فـ«واشنطن» التي تسعى دائما لترويج صورتها وكأنها الحارس الشرعي للديمقراطية في العالم أجمع، هي ذاتها العاصمة التي تدار من داخل غرفها المغلقة غالبية المؤامرات والمخططات الرامية لزعزعة استقرار دول العالم.


تحالفات الغرف السرية
مؤخرًا وفي إطار محاولات البيت الأبيض بسط سيطرته الكاملة على قرارات الدول وتحركاتها، شكلت أجهزة المخابرات الأمريكية المتشعبة، تحالفات ومنظمات تشبه غرف العمل السرية، لتتمكن عن طريقها واشنطن من وضع الخطط لإسقاط الأنظمة الحاكمة التي تصفها بـ«الأعداء» إلى جانب العمل على تعزيز سلطة حلفائها.

المنهج التآمري الذي تتبعه أمريكا لا يمكن التعامل معه كونه وليد اللحظة، فهو يمتد منذ عقود ولت، ولا يزال حتى الآن قيد الاستخدام، وظهر ذلك بقوة خلال صراع أمريكا والاتحاد السوفيتي، وفي وقتنا الحالي يتجلى في حربها ضد روسيا وإيران، لتكون حلقة الوصل بين قرارات الرؤساء وتنفيذ المؤسسات والحكومات في دول أخرى، وكان ذلك واضحا في الاستجابة السريعة للعقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على جمهورية «آيات الله».

بيلدربيرج
مجموعة «بيلدربيرج» التي كونتها الاستخبارات الأمريكية «سي أي إيه» بالتعاون مع المخابرات البريطانية «إم 16» عام 1954، لإنشاء تحالف مع أوروبا ضد الاتحاد السوفيتي والتخطيط لإسقاطه، الآن تسعى أمريكا من خلالها لإسقاط النظامين الروسي والصيني، وهي تعتبر واحدة من الكيانات التي تستخدمها واشنطن في تنفيذ مخططاتها الانقلابية.

وتضم المجموعة مسئولين ورجال أعمال من 12 دولة، أبرزها أمريكا وروسيا وإيطاليا وفرنسا والدنمارك وألمانيا وروسيا، يختارهم رؤساء المنظمة بأنفسهم، ويبلغ عددهم 130 شخصا، ممثلين عن مجالات السياسة والاقتصاد والجيش ووسائل إعلام ومخابرات البلدان المشاركة بها، وبعض المشاركين هم نواب في مجلسي الشيوخ والبرلمان ببلادهم.

هنري كيسنجر
وكان آخر اجتماعات المجموعة، وفقا لمعهد «جلوبال سيرش» الأمريكي، في 2 يونيو الجارى في أحد الفنادق بهولندا، الذي أكد أن أعضاء المجموعة يجتمعون كل عام في جو من السرية التامة، وتكون هناك حراسة مشددة من قوات الأمن على أماكن تجمعاتهم، موضحا أنه «توصل من خلال مصادره إلى أن اجتماع يونيو الماضي، ضم السياسي الأمريكي هنري كيسنجر، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والجنرال السابق ديفيد باتريوس، وصهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، جاريد كوشنر، وينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، والمعروف بتقاربه مع واشنطن، وماتيو رينزي، عضو مجلس الشيوخ الإيطالي».

والمجموعة السابقة مسئولة عن وضع الخطوط العريضة لخططها من أجل تنفيذها، والتي شملت هذا العام، وذلك وفقا للتسريبات التي اطلعت عليها صحيفة «إندبندنت» البريطانية، وضع جواسيس بروسيا والتصدي لتهديدات الأمن السيبرانية والهيمنة الصينية، موضحة أن التأثير الواسع للتوترات التي حدثت بين بريطانيا وروسيا، بسبب محاولة اغتيال الجاسوس البريطاني سيرجي سكريبال والذي شمل عدة دول، كان من تخطيط «بيلدربيرج».

الناتو
كما أنها تحاول الضغط على دول الناتو للاستجابة للعقوبات الأمريكية على طهران، ومن ضمن تلك المجموعات، «جماعة الشلبي» أو مجموعة المسح العراقي التي كونتها المخابرات الأمريكية عام 1998، بالتعاون مع مجموعة من السياسيين بالعراق، وعلى رأسهم أحمد شلبي، قائد المؤتمر الوطني العراقي، وكانت تضم أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي ونواب عراقيين ومسئولين من المخابرات الأمريكية وأشخاص من بريطانيا وأستراليا، وبلغ عددهم 1400 شخص، ومهدت لغزو العراق، وانتشار الشيعة وتغلغلهم في المجتمع العراقي.

وتمكنت واشنطن من خلال «جماعة الشلبي» من حل الجيش العراقي، ورغم وفاة شلبي في 2015، إلا أن دور الجماعة مستمر من أجل استعادة النفوذ الأمريكي في العراق، وقلب العراقيين على إيران، ورغم أن العديد من التقارير أشارت إلى أن الجماعة تم حلها بعد الانتهاء من غزو العراق، وفرض السيطرة الأمريكية عليها، إلا أن موقع «يو إس توداي» الأمريكي، ذكر أنها مستمرة وتعمل حاليا على خلق عداوة بين إيران والعراق، حيث إنها تضم عددا من الإيرانيين الراغبين في سقوط نظام الملالي، وأيضا لـ«سي أي إيه» عيون في كوريا الشمالية، وتحالفات للتجسس على النظام المعروف بعزلته عالميا.

كوريا
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن المخابرات الأمريكية كانت على علاقة بشقيق الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، مشيرة إلى تقارير يابانية أكدت أن يونج تمت دعوته في مناسبات مختلفة خلال اجتماعات في الصين امتدت عدة سنوات قبل وفاته، وهو ما أكده كتاب «الخليفة الأكبر» لرئيس مكتب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الذي ذكر أن «يونج» كان منضما لمجموعة منشقة عن نظام أخيه الأصغر، لم يكشف عن اسمها، هدفها الانقلاب عليه، وكان يمد المخابرات الأمريكية بالكثير من المعلومات خلال اجتماعاته معهم في سنغافورة وماليزيا، مقابل توفير الحماية له.

كما لعبت وكالة الاستخبارات الأمريكية أيضا دورا في إنشاء قنوات معلوماتية لبيونج يانج، فتوجه مايكل موريل، نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام 2012، في مهمة سرية إلى كوريا الشمالية لمحاولة إنشاء قنوات اتصال مع عناصر من الحكومة الكورية الشمالية لإمداد أمريكا بمعلومات عن نظام كيم جونج، ومنهم كيم يونج تشول، أحد كبار مساعدي كيم، وكيم هيوك تشول، المبعوث الخاص للبلاد إلى الولايات المتحدة، الذين تم إعدامهم حديثا.

أيباك
ومن ضمن المؤسسات التي لها أهمية كبيرة لدى أمريكا لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة باسم «أيباك» التي تعتبر من أهم جماعات الضغط بأمريكا وتحمي مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، المؤسسة كونتها المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الموساد، ولديها 17 مكتبا إقليميا، وتضم العديد من أعضاء الكونجرس، ورجال أعمال أمريكيين وإسرائيليين وعربا، وتعتبر المنظمة الأكثر أهمية في تعزيز التحالف الأمريكي- الإسرائيلي، وتسعى للدفع بمصالح إسرائيل في الشرق الأوسط وليس في أمريكا فقط.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية