مسلسل "جن" يثير ردود فعل غاضبة في الأردن
أثار مسلسل "جن" جدلًا وغضبا واسعين في الأردن، وهو العمل الذي أطلقته شبكة "نتفلكس"، كأول مسلسل أردني عربي، حيث يعتبر المسلسل الدرامي الأردني الوحيد، الذي قدم في سياق الأعمال الدرامية مؤخرًا، وكان الرهان عليه كبيرًا، حيث كان الجمهور الأردني متلهفا لرؤية فنية جديدة تنطلق من عمان.
ونجح المسلسل في إثارة الجدل بشكل سلبي، وفشل فشلًا ذريعًا من ناحية ركاكة النص وضعف أداء الممثلين الشباب، رغم الإمكانات التقنية والإنتاجية بعد عرض المسلسل على منصة نتفلكس، حيث شارك في المسلسل مجموعة من الممثلين الأردنيين الذي يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى، ولكن الأداء التمثيلي يفتقر لعناصر كثير أهمها التمثيل، بالإضافة إلى وجوههم التي لا تشبه أشكال الأردنيين.
وتعمد صناع العمل أن يطلقوا المسلسل بصورة منفتحة بشكل سلبي، وهذه المشاهد وإن كانت تعكس واقع بعض مناطق عمان الغربية، لكنها لا تشبه ثقافة الشعب، واعتبر المتابعون أن الأردن أكبر من مدارس أبناء الذوات.
ورد أحد القائمين على العمل المخرج الأردني أمين مطالقة عبر فيس بوك بعد سؤاله عن موقفه تجاه ردة الفعل الشعبية حول المسلسل، حيث قال: "سأسأل نفسي كمشاهد لماذا قبلة وبعض الألفاظ البذيئة تزعجني، وهي تعكس صورة بعض أولاد المدارس في سن المراهقة"، واستنكر مطالقة أن الجميع مسالمين مع فكرة الدم والعنف، ولكنهم لم يتقبلوا الألفاظ النابية والقبل.
يذكر أن الجهات المسئولة استنكرت عرض المسلسل، وطالبت الجهات الرقابية الحكومية الأردنية بالتحرك الفوري لمنع عرض العمل، وإجراء تحقيق فوري مع الجهات المسئولة التي قامت بالموافقة وإعطاء التصاريح لتصوير مثل تلك المشاهد، ورأى كثيرون أنه كان من الأجدر بصناع العمل، استغلال هذه الفرصة في ظل موت الدراما الأردنية بأن يعملوا على نص جيد وقوي، وممثلين أقوى، مع عدم الخوض في الممنوع لنيل الشهرة.
وأشار معلقون إلى أن الدراما الأردنية كانت مزدهرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وسبب فشلها الآن عائد إلى سوء إدارة الفعل الفني في الأردن، لذلك وبحسب ما ذكروا يجب العمل بالشكل السليم على الدراما الأردنية، لأن ذلك لم يعد عنصرًا من عناصر التسلية وحسب، بل أصبح في العديد من الدول وجه من الوجوه الحضارية والثقافية للتطور وللانفتاح على الآخر، وأحد عناصر الجذب السياحي، وقطاع صناعي مهم يحقق الدخل الجيد لآلاف الأسر، وأصبح الفنانون فعلًا سفراء يمثلون دولهم في المنظمات والمحافل الدولية.
وقالوا أيضا إن الوصول إلى هذه المستويات لم يكن يومًا وليد اللحظة، بل يأتي بناء على تجربة تراكمية بعض تجارب وأخطاء وعقبات، يتجاوزها العاملون في هذا المجال بعد أن يعترفوا بها ويتعلموا منها.