رئيس التحرير
عصام كامل

كبير أئمة فرنسا والمستوطنون اليهود "إيد واحدة" (فيديو)


ليس هناك أي مبرر يدفع من يطلقون على أنفسهم بأنهم أصحاب الفكر الوسطي من رجال الدين بأن يضعوا أيديهم في أيدي القتلة والمجرمين من الكيان الصهيوني، هذا بالفعل ما قام به مجموعة من كبار الأئمة في فرنسا وعلى رأسهم كبيرهم، حسن شلقامي الذي يقضي رحلة هذه الأيام في إسرائيل ضمن مجموعة أخرى من الفرنسيين المسلمين.


هجوم ضد "بي دي إٍس"
كان من الطبيعي أن تحتفي وسائل الإعلام الإسرائيلية بمثل هذا الحدث وتروج له، خاصة عندما يكون فيه هجوم على حركة المقاطعة الدولية "بي دي إس" من قبل كبار الأئمة في فرنسا، وهى الحركة التي تشكل شوكة حادة في حلق الكيان الصهيوني نظرًا لدورها في كشف عورات الكيان في جميع أنحاء العالم، ومن جهة أخرى تستغل إسرائيل زيارة الائمة الفرنسيين لنشر زيف وأكاذيب حول دعاية التعايش مع غير اليهود، لكن في الواقع هذا لا يحدث إلا مع من يحملون الأجندة الصهيونية ويروجون لأفكارها.

وفد حسن شلقامي إلى إسرائيل تضمن أكثر من 40 من زعماء المسلمين في فرنسا الذين تجولوا في مناطق صناعية إسرائيلية تحديدًا منطقة بركان الصناعية الإسرائيلية التي تقع في الضفة بالقرب من مستوطنة بركان، وتحتوي منطقة بركان الصناعية على 80 منشأة صناعية، وتقدر الاستثمارات فيها بمليارات الدولارات، وتتضمن صناعات متعددة: الألومنيوم، والفيبرجلاس، والبلاستيك، والإلكترونيات، والصناعات العسكرية؛ وفيها ثلاث منشآت تختص بصناعة الألومنيوم، وعدة مصانع بلاستيك.

فتوى شاذة
واللافت هو في الأمر كان الفتوى التي أطلقها شلقامي خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين المستوطنين والتي قال فيها إن دعم حركة المقاطعة "بي دي إس" يتعارض مع قوانين القرآن، وهي فتوى مثيرة للجدل خاصة أن حركة المقاطعة تناهض وتندد بالعمليات الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال وتلقى هذه الحركة صدى واسع في العالم.

كما قال الإمام شلقامي: "لقد رأينا مجتمعًا يعمل فيه الإسرائيليون والفلسطينيون معًا، أحييهم، نصلي من أجل أن لا تبكي أم - إسرائيلية ولا فلسطينية على فقدان ذويها، توراة موسى تحرم القتل وعند المسلمين أيضًا هو جريمة فظيعة.

دعاية لمؤتمر البحرين
وأضاف: "الحل هو الحوار، سيكون هناك قريبا مؤتمر دولي للسلام (مؤتمر البحرين"، هل هناك أشخاص يرفضون الذهاب؟ أعتقد أنه من الخطأ، يجب دائمًا الذهاب والتحدث، حول نفس الطاولة، حتى لو كنت لا توافق، فإن الحوار يمكن أن ينقذنا".

المنظمة الفرنسية اليهودية
وما يكشف أهداف هذا الوفد الحقيقية هو أنه وصل من فرنسا إلى إسرائيل كجزء من الأنشطة الإعلامية الدولية لمجلس الضفة الإقليمي التابع للاحتلال بالتعاون مع المنظمة الفرنسية اليهودية "إلينت"، والتقوا برئيس مستوطنات الضفة الصهيوني يوسي داجان.

وقال يوسي داجان خلال الجولة في منطقة باركان الصناعية: "نعتقد أن الطريق الحقيقي للسلام هو أولا وقبل كل شيء من خلال السلام المتبادل وليس من خلال ما أسماه بعنف السلطة الفلسطينية"، وشارك الشيخ أبو حليل التميمي من رام الله في الجولة، ووفقا له: فإن "كل مشكلة يمكن حلها من خلال التفاوض والحوار وعلاقات جيدة مع بعضنا البعض.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الإمام الفرنسي شلقامي رحلات إلى إسرائيل، والتي تنظمها سفارة إسرائيل في فرنسا بدعم من الاحتلال.
الجريدة الرسمية