5 رسائل من رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عن مكافحة الفساد
أكد المستشار هشام بدوي، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، أن الوقوف على أسباب الفساد في الواقع الإفريقي يساهم في صياغة تصميم استراتيجيات وطنية ناجحة تراعي خصوصية بلدان القارة وتكفل محاصرة الظاهرة والقضاء عليها.
جاء ذلك اليوم الخميس، بالجلسة الثالثة للمنتدى الأفريقي لمكافحة الفساد بعنوان آليات مكافحة الفساد على المستوى القاري.
وأضاف بدوي أن الفساد في أفريقيا رغم الجهود المبذولة لمكافحته ما زال يشكل تحديا هائلا أمام خطة التنمية المستدامة ويقوض فرص النمو الاقتصادي في العديد من البلدان الأفريقية.
وأكد ضرورة دعوة المؤسسات التعليمية بالدول الأفريقية إلى صياغة وإدراج برامج تعليمية تستهدف إذكاء الوعي لدى شعوب القارة بظواهر الفساد وسبل مكافحتها وتكريس مفاهيم النزاهة وقيم المساءلة، مشيرا إلى أنه يتعين العمل على فتح آفاق أوسع للتعاون بين الأجهزة الرقابية وعدم الحوار بينها لرفع كفاءة نظم المراجعة المالية والرقابة واستلهام أفضل المعايير والممارسات الدولية في إدارة المال العام بمختلف بلدان القارة.
وأشار رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات إلى أنه يجب انتهاج سياسة جنائية موحدة لحماية المجتمعات الأفريقية من الفساد والإسراع إلى اعتماد ما يجب إقراره من تشريعات وإجراءات وقائية مناسبة على المستوى الوطني وتحقيق متطلبات التعاون القضائي الدولي المنصوص عليها لمنع ومكافحة الفساد.
ولفت إلى أهمية التوسع في آلية مراجعة النظراء تحت مظلة الاتحاد الأفريقي وتعزيز أعمالها على مستوى الأهداف إذ تشمل الأجهزة والهيئات المعنية بإجراءات مكافحة الفساد لدى مختلف الدول الأعضاء بهدف دعم الأدوار الرقابية وتعزيز تبادل الخبرات والمساعدة في بناء القدرات الذاتية، ورصد وتقييم التقدم المحرز على صعيد الالتزام بمبادئ الشفافية والمساءلة والحوكمة.
وطالب بدوي بضرورة العمل على تأكيد استقلالية الهياكل الوطنية المكلفة بمكافحة الفساد وكفالة الموارد الجيدة لتمكينها من إنفاذ استراتيجيات المواجهة.
وانطلقت فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ ويتضمن برنامج اليوم الثاني من المنتدى 3 جلسات.
الجلسة الأولى بعنوان: "آليات مكافحة الفساد على المستوى القاري" وذلك لمناقشة جهود الدول في مكافحة الفساد فضلا عن دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في مواجهة الفساد بأفريقيا بجانب استعراض الدروس المستفادة من بعض تجارب الدول.
والجلسة الثانية بعنوان "تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد بالقارة الأفريقية"، وذلك بهدف الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في محاربة الفساد في الدول الأفريقية.
والجلسة الثالثة تعقد تحت عنوان "دعم التنسيق الحكومى الأفريقي البيني في مكافحة الفساد" وتناقش تعزيز التنسيق والتعاون لمكافحة الفساد ماليا وقانونيا وأمنيا في أفريقيا، وآليات وتجارب استرداد الأموال، ومكافحة الفساد وصور الجريمة المنظمة والتي من بينها الاتجار في البشر والأعضاء والهجرة غير الشرعية.
وفى ختام اليوم الثاني من المنتدى تعقد جلسة بعنوان "دور الإرادة السياسية في إنجاح جهود مكافحة الفساد في القارة الأفريقية"، ثم إصدار التوصيات وفقا للدول المشاركة في المنتدى.
وحضر الرئيس "عبد الفتاح السيسي" افتتاح المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد بشرم الشيخ، والذي ينعقد بناءً على المبادرة التي أطلقها الرئيس في يناير العام الماضي ٢٠١٨ أثناء مشاركة الرئيس "السيسي" في القمة الأفريقية السنوية للقادة الأفارقة.
وهدفت المبادرة إلى عقد المنتدى الأول من نوعه في مصر مواكبة لرئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، ويمثل المنتدى ملتقى مستداما للحوار بين دول القارة لتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية ذات الصلة لمواجهة الفساد تفعيلًا للالتزامات القارية والدولية ولبحث كيفية تنمية قدرات الموارد البشرية في مختلف أوجه منع ومكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومي الأفريقي في هذا المجال"
وشارك في المنتدى عدد من الوزراء، ورؤساء هيئات مكافحة الفساد، وأجهزة المحاسبات، والكسب غير المشروع في الدول الأفريقية فضلا عن أكثر من 200 مسؤول من 51 دولة أفريقية.
وألقى الرئيس "السيسي" كلمة استعرض الرئيس خلالها رؤية مصر وتجربتها في مكافحة الفساد وكيفية إيجاد وبلورة آليات لمواجهته على مستوى أفريقيا تكون بمنزلة هيكل وإطار عام لمكافحة الفساد وتنمية الكوادر البشرية.