ابدأ.. والباقى سيأتى تباعًا!
أقابل أثناء محاضراتى في مجال "العلوم الإنسانية وتطوير الذات" العديد من الناس، وخاصة من فئة الشباب الذين لا يسعون إلى تحقيق آمالهم وأحلامهم انتظارًا "للظروف المناسبة" -على حد قولهم– وعندما أسألهم عن هذه "الظروف المناسبة" من وجهة نظرهم، أجد جميع الإجابات تدور كلها حول الصعوبات والتحديات التي تحيط بهم من كل اتجاه، وقناعتهم أنه بزوالها التلقائى في وقت ما سيكون هذا هو الوقت المثالى الذي يمكن أن يبدأ فيه كل منهم الأخذ بالأسباب التي يمكن أن تحقق له أهدافه ورؤاه.
وليسمحوا لى جميعًا أن أبشرهم بأن هذا الوقت الذي ينتظرونه لا يمكن أن يأتى أبدًا، لأن سنة الكون هي وجود الصعوبات والتحديات طوال الوقت، وجميع العظماء، والمتفوقين، والمؤثرين، والملهمين، أدركوا هذه الحقيقة في مرحلة مبكرة من حيواتهم، فطبقوا أحد أهم مبادئ وقواعد النجاح والتميز، وهو مبدأ : "ابدأ، والباقى سيأتى تباعًا"..
نعم قارئى الكريم، لا تؤجل أبدًا بداية سعيك نحو بلوغك العلا مهما بلغت الصعوبات والتحديات من حولك، فقط ابدأ فورًا، وخذ بجميع الأسباب، أخلص النية، وجد، وثابر، وكافح، ولا تيأس أبدًا، وثق أن "الباقى سيأتى تباعًا" لأنه بين يدى أكرم الأكرمين الذي لا يغفل ولا ينام..
ادرس قصص كل العظماء والنابهين في جميع المجالات، ستجد أن القاسم المشترك بينهم جميعا هو الصعوبات الجمة التي واجهتهم في البدايات، ولكن ذلك لم يثنهم أبدًا عن مواصلة السير في الطريق الذي رسموه لأنفسهم، لإيمانهم المطلق بأن "الباقى سيأتى تباعًا"، يقول الروائى والأديب العظيم "باولو كويلو": "كن شجاعًا وخاطر، فلا بديل عن خوض التجربة"، ويقول أيضًا: "كما أن الألماس لا يلمع بلا احتكاك، فكذلك الإنسان لا يتعلم بدون التجارب".