ألمانيا وإيران.. محاولة أوروبية أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم، إن الوضع في منطقة الشرق الأوسط متوتر للغاية وخطير بشدة، محذرًا من أي تصعيد خطير للتوترات القائمة يمكن أن يؤدي لتصعيد عسكري.
وأضاف وزير الخارجية الألماني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا متمسكة بالحفاظ على التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع إيران، وأنه من المهم مواصلة الحوار لتجنب التصعيد العسكري. وأوضح: «نريد أن نفي بالتزاماتنا، لا يمكننا صنع معجزات لكننا سنحاول تجنب فشل الاتفاق النووي»، مؤكدًا على أهمية مواصلة الحوار مع إيران واستخدام هذه المحادثات لإجراء مناقشات صريحة».
وقال ماس، إن «الأوروبيين مقتنعون بأن إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران يستحق المحاولة».
وكان وزير خارجية ألمانيا ق صرح للصحفيين بعد وصوله ليلًا إلى طهران، المحطة الأخيرة من جولة في الشرق الأوسط استغرقت 4 أيام وقادته إلى العراق والأردن والإمارات: لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، وأضاف أن الاتفاق النووي ينطوي على أهمية قصوى بالنسبة لأوروبا لأسباب أمنية.
وأكد ماس أن ألمانيا وشركاءها الأوروبيين «بذلوا أقصى جهودهم للوفاء بالتزاماتهم» بموجب هذا الاتفاق، إلا أنه اعترف بأن النتائج الاقتصادية التي كانت طهران تأمل فيها من اتفاقية فيينا، أصبحت «أكثر صعوبة»، وحث إيران على الاحترام الكامل للاتفاق. وقال قبل الاجتماع مع ظريف إن «من مصلحة إيران السياسية والإستراتيجية» الحفاظ على هذا الاتفاق والحفاظ على الحوار مع أوروبا».
وأشار إلى أن كل المتطلبات الرسمية لنظام مدفوعات أوروبي قائم على المقايضة للتجارة مع إيران بهدف تفادي العقوبات الأمريكية متوفرة الآن، مضيفًا أنه ينبغي بدء العمل به قريبًا، وتابع: «هذه أداة جديدة من نوعها لذا فإن تشغيلها ليس بسيطًا».
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده ستتعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015، مشيرًا إلى أن بلاده على استعداد للالتزام بكافة بنود الاتفاق وفق القوانين الدولية.
واعتبر ظريف أن بلاده تتعرض لحرب اقتصادية تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على بلاده، وأن تلك الحرب هي سبب التوتر في المنطقة، مؤكدًا أن إيران "لن تبدأ حربا لكنها ستدمر أي طرف يغزوها"، على حد وصفه.
وحول التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج، والتي وصفها وزير الخارجية الألماني بأنها تعبر عن "وضع متوتر جدا وخطير"، قال وزير الخارجية الإيراني إن ما يهدد أمن المنطقة هو سلب حقوق الفلسطينيين، مضيفًا " لسنا من يقصف المدنيين في اليمن ولا ندعم داعش بأسلحة أمريكية".
وعبر وزير الخارجية الإيراني، عن استعداد بلاده للحوار مع كافة الأطراف الإقليمية، معتبرًا أن ألمانيا يمكن أن يكون لها دورًا في تقليل حدة التوتر في المنطقة.