في المترو !!
"إلهي يعلي مراتبك، إلهي ينولك اللي في بالك، إلهي يا رب ترجع مجبور الخاطر، إلهي يوقفلك ولاد الحلال".. تقريبا دي أسطوانة كلنا سمعناها من المتسولين اللي بنقابلهم في طريقنا في محاولة مستميتة لابتزازك عاطفياً من أجل أن تتكرم سعادتك وتمد أيدك في جيب بنطلونك وتطلع اللي فيه النصيب وتدهولهم طمعا في ثواب ربنا.
لكن لما واحد منهم يروح فاقعك دعوة وتحس أنها جاية بالمقاس عليك وجت على الجرح زي ما بيقولوا.. في الحالة دي الابتزاز هيبقي تأثيره أكبر وأعظم وعلى طول هتطلع اللي في جيبك كله.. ولو ملقتش فكة يبقي مش خسارة فيها العشرة جنيه اللي ممكن تكون هي كل اللي في جيبك وعشانا عليك يا رب.. بس تلبس الدعوة وتيجي فيك وتنول مرادك.
واحدة منهم يبدو أنها محترفة تسول طلعت المترو وعينيها على وكأن الملعونة دي قرت اللي في دماغي وراحت هاتك يا دعوة وهي مش عايزة تنزل عينيها من على.
"إلهي ينصرك على مين يعاديك، إلهي يبعد المرشد من طريقك، إلهي ما يحكم فيك إخواني ولا سلفي ولا حتى أبو دقن عيرة، إلهي ما يسلط عليك بدر ولا حجازي ولا العريان ولا الشاطر، إلهي ابنك ما يتخطف في الجيش.. إلهي ما يكسرلك قلم ولا يتقفلك جرنال..".
إيه بقى دي متسولة ولا بتقرا الودع.. عموما الملعونة دي فضلت تكرر في دعائها لحد ما استنزفتنى بابتزاز عاطفي وطلعت اللي فيه النصيب وأديتهولها.. لكن باين كدا مملاش عينيها وبصتلي من فوق لتحت وراحت عاكسة الدعوة وفضلت على آخرها بقى.. "إلهي يا اللي ما تراضيني تروح الإمارات وتتقفش في تنظيم ولا حد يعبرك، إلهي تبقي رئيس تحرير وبعد تلت شهور يشيلوك، إلهي تبقي عندك قناة ويقفولهالك وتتشحطط شحططة عكاشة بين القنوات ومتلقيش إلا المصارع، إلهي يشوشوا عليك في كل البرامج وفي كل القنوات ويمنوعك من النشر في كل حتة، إلهي تحضر مؤتمر لعبد المقصود ويقلك ابقى تعالي وأنا أقلك.. إلهي يسحلوك بلبوص قدام الاتحادية زي حمادة..إلهي يروح ابنك الجيش ويخدم في سينا ويخطفوه في عز الضهر..."، طبعا كل الدعوات دي خلتني زي المجنون لقتني بجري وراها لحد آخر العربية وطلعت كل اللي في جيبي وقلتلها: الله يخليكى أنا عندي عيال عايز أربيها.. حرمت يا ست.. حرمت يا مرشد.!!
