رئيس التحرير
عصام كامل

أعمال "مخلة بالآداب"!


خبر صغير نشره أمس موقع "القاهرة 24" الذي يرأس تحريره زميلنا المرموق "محمود المملوك" يقول إن عاملة بسيطة في إحدى مراكز التجميل والتخسيس بمصر الجديدة اكتشفت جهازا محمولا موضوعا بمكان خفي بإحدى الغرف، واكتشفت أنه يقوم بتسجيل كل ما يجري، وأنه يحوي بالفعل صورا لزبائن المركز في أوضاع تتطلبها حالاتهم وعلاجها، وأنها -كما فهمنا- في غاية الخصوصية ولا يمكن التقاطها لأي سبب!


العاملة فيما يبدو نقلت محتويات الهاتف لهاتفها واحتفظت بنسخة منها، ثم عادت ولا نعرف في اليوم نفسه أم في اليوم التالي أم بعد فترة، أبلغت إدارة المركز، وأبلغت بعض من وردت صورهن في التصوير أو التسجيل الخفي، وذهبن بالفعل وعددهن أربع سيدات إلى الشرطة وحررن محاضر بالواقعة!

مدير المركز الذي وعد بالتحقيق العاجل عاد وانفعل على العاملة وأبلغها بتكسير الهاتف، وطلب منها عدم الحديث في الموضوع مرة أخرى.. وإلا -طبقا للخبر المنقول عن العاملة- سيتهمها بسرقة أشياء من المركز.. فذهبت العاملة على الفور إلى النيابة وحررت المحضر رقم (5238 إداري).. وقالت: إنها لديها نسخة أخرى من التسجيلات أو الصور.. وأن الهاتف يخص موظفا بالمكان لا تستطيع الإدارة الاقتراب منه لأسباب مجهولة!

سيدتان من أصحاب المحاضر تراجعن عن اتهام المركز.. وسيدتان استمرّا في البلاغ.. وأصبحت العاملة تقريبا بمفردها في المواجهة ومن المؤكد أنها ستترك العمل برضاها أو مرغمة، ومن المؤكد أن ذلك سيؤثر على أحوالها كلها.. الآن نقول: ربما تفجر الخلاف لأسباب ما.. وربما تكون ثورة العاملة صادقة ومخلصة ولوجه الله، وغضبا لفضح أعراض غافلات وثقن بالمركز..

ولذلك لا يصح تركها في مواجهة متنفذين يملكون- قطعا -من سطوة المال وغيره ما يمكنهم من إيذاء السيدة الشريفة أو على الأقل الإفلات من العقاب في ظاهره تكررت كثيرا، وتواجهها الشرطة وإدارة المنشآت الخاصة بوزارة الصحه بكل حزم.. وآن الأوان أن تختفي حيث تسيء لمئات المنشآت الأخرى حسنة السمعة والتي تمارس عملها بكل احترام والتزام بالأخلاق والقانون.. ولذلك كل الأمل أن تجد العاملة المذكورة دعما من محامين متطوعين وأن يدعمها المركز القومي للمرأة وكل الجمعيات النسائية وأن يحميها الرأي العام!

في المطلق لا يصح ترك الضعفاء في مواجهة الأقوياء، وفي الواقعة إن صدقت العاملة البسيطة، فقد قدمت خدمة للمجتمع وأنقذت العشرات أو المئات من الابتزاز أو الفضائح ولذا تستحق الدعم الفوري!
الجريدة الرسمية