رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس وزراء بريطانيا المحتمل يشترط تغيير اتفاق بريكست لدفع فاتورة الخروج


قال وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، والمرشح الأوفر حظًا لخلافة تيريزا ماي، إنه سيرفض دفع "فاتورة انفصال" تبلغ قيمتها 39 مليار جنيه إسترليني ما لم يتم عرض شروط أفضل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبات بوريس جونسون، وزير الخارجية السابق، من أكثر المرشحين لتولي منصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة بعد إعلان تيريزا ماي تخليها عن رئاسة حزب المحافظين أول أمس الجمعة.

وأعلن جونسون بوضوح أنه لن يتولى هذا المنصب في حال لم يتراجع الاتحاد الأوروبي عن الشروط التي تمّ التوصل إليها في اتفاق بريكست مع ماي، وهدد بتعليق دفع 39 مليار جنيه استرليني (50 مليار دولار) سبق أن وافقت لندن على تسديدها للاتحاد الأوروبي فيما له صلة بالانفصال عن التكتل إلى أن يقدم شروطا أفضل للخروج.

وأكد الاتحاد الأوروبي مرارًا أنه لن يعاود بحث اتفاق الخروج الذي توصل إليه مع ماي في مايو من العام الماضي، والذي رفضه المشرعون البريطانيون ثلاث مرات مما دفع رئيسة الوزراء إلى إعلان استقالتها هذا الشهر.

وقال جونسون لصحيفة صنداي تايمز إنّه "ينبغي على أصدقائنا وشركائنا أن يفهموا أنّنا سنحتفظ بالمال إلى أن نحصل على مزيد من الوضوح بشأن الطريق الذي سنسلكه، و"في اتفاق جيد، المال محفّز ممتاز ومسهّل جيد جدًا".

وينصّ الاتفاق الذي أبرمته ماي مع الاتحاد الأوروبي ورفضه البرلمان البريطاني على أن تسدّد لندن الالتزامات المالية التي تعهّدت بها بموجب الميزانية الحالية المتعدّدة السنوات (2014-2020)، والتي تغطي أيضًا الفترة الانتقالية التي ينصّ عليها الاتفاق، ولا يحدّد الاتفاق قيمة هذه الفاتورة بل طريقة احتسابها، لكنّ الحكومة البريطانية قدّرت قيمة المبلغ بما بين 40 و45 مليار يورو، وهي أرقام لم يؤكّدها الاتحاد الأوروبي.

ويوم الجمعة الماضي قدّمت ماي استقالتها من رئاسة حزب المحافظين لكنّها ستبقى في مهامها إلى أن يعين الحزب خلفًا لها بحلول أواخر يوليو، وفي المملكة المتحدة، يتولّى منصب رئاسة الوزراء تلقائيًا رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان.

وسيترتب على رئيس الحكومة البريطانية المقبل إعادة بريكست إلى مساره سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسل، أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما خياران مطروحان في خضمّ السباق لخلافة ماي.

ومن بين المرشحين الـ11 لخلافة ماي، يبدو جونسون الأوفر حظًا، وقد سبق له أن شغل منصب رئيس بلدية لندن كما كان وزيرًا للخارجية ويعتبر قائد معسكر مؤيّدي بريكست.

وأكد جونسون أنه هو الوحيد الذي يستطيع هزم زعيم حزب العمال اليساري جيريمي كوربين والشعبوي المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج الذي انتزع حزبه "بريكست" ناخبي حزب المحافظين الغاضبين من طريقة معالجة حزبهم لملف الخروج من التكتل الأوروبي. وقال "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد في 31 أكتوبر".

وكانت هناك شكوى قضائية ضد بوريس جونسون على خلفية تصريحات له بخصوص بريكست، إلا أن المحكمة العليا في بريطانيا قضت أول أمس الجمعة، بإبطالها وإعفائه من المثول أمامها بتهمة سوء السلوك أثناء تولي منصب عام يتمثل في تضليل الناخبين حين شارك وزير الخارجية السابق في قيادة حملة "فوت ليف" التي زعمت أن بريطانيا ستوفر 350 مليون جنيه إسترليني (447 مليون دولار) أسبوعيًا من المدفوعات لميزانية الاتحاد الأوروبي إذا تركت التكتل.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية