تنمية سيناء.. ومحاربة الإرهاب
الحادث الإرهابي الخسيس الذي وقع على كمين شرطة بمدينة العريش فجر أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق ٥ يونيو، والذي استشهد فيه ثمانية أفراد هم طاقم نقطة الكمين، وبرغم أن الحادث قد أدمى قلوبنا جميعا، إلا أنه قد أعاد فتح ملف تنمية سيناء ومحاربة الإرهاب.
وربما كان رد الفعل المحلي والدولي لهذا الحادث أكبر من سابقيه، وربما أيضا كان المقصود من هذا الحادث الإرهابي البغيض إحداث ضجة إعلامية، أكثر من كونه حادث اعتداء آثم، يتكرر في سيناء نفسها وفي كل دول العالم عدة مرات.
ولكن اختيار توقيت الحادث ليكون فجر أول أيام عيد الفطر المبارك، ويوافق أيضا يوم ٥ يونيو، قد أعاد للمصريين ذكريات أليمة، كنا قد نسيناها بنصر أكتوبر العظيم، وتحرير كامل سيناء، والانتصار على الإرهاب، وتنفيذ أول مشروع ضخم لتنمية سيناء تكلف مئات المليارات من الجنيهات حسب تصريح السيد رئيس الجمهورية.
وإذا كان الحادث الأثيم قد تم تنفيذه بواسطة مجموعة من الإرهابيين في سيناء، سواء كانوا قد جاءوا من مصر أو من خارجها، فلا أظن أن توقيت هذا الحادث وطريقة تنفيذه قد تم بتخطيط محلي لهذه المجموعات التكفيرية الإرهابية، وإنما بأجهزة مخابرات محترفة وذلك حسب الشواهد التالية:
أولا: الحادث جاء بعد أكثر من عام من الهدوء النسبي في العمليات الإرهابية في مصر بصفة عامة وفي سيناء بصفة خاصة، بعد العملية الكبرى التي قامت بها القوات المسلحة لمحاربة الإرهاب وتطهير سيناء من الإرهابيين منذ فبراير ٢٠١٨ وحتى اليوم.
ثانيا: الحادث جاء بعد تنفيذ أكبر مشروع تنموي في تاريخ سيناء بافتتاح عدة أنفاق تربط سيناء بالوادي والدلتا، وإنشاء أكبر محطة لمعالجة المياه، وأكبر خطة تنموية للاستصلاح الزراعي، وإنشاء جامعات جديدة وطرق ونهضة عمرانية غير مسبوقة.
ثالثا: الحادث جاء للتشويش على النجاحات التي حققتها مصر مؤخرا وأهمها تسلم الإرهابي "هشام عشماوي" من ليبيا، والتصدي لمحاولات الإسلام السياسي بقيادة تركيا السيطرة على كل من ليبيا والسودان. ولقد بات واضحا أن آخر فرصة للإسلام السياسي في المنطقة العربية هي السيطرة على مقاليد الأمور في كلتا الدولتين، لاحكام الحصار على مصر من الجنوب والغرب، بعدما فشل الإسلام السياسي في كل من تونس ومصر وباقي البلاد التي خطط للسيطرة عليها من خلال ثورات الربيع العربي.
رابعا: جاء التنفيذ في يوم العيد وفي يوم ٥ يونيو، ليذكر المصريين بذكريات أليمة، والأهم من ذلك هو هز ثقة المصريين في القيادة السياسية وفي قادة الشرطة والجيش المصري، وهز حالة الاستقرار الداخلي، واتهام الجيش والشرطة بالتقصير في حماية القوات في سيناء، والتأثير على النمو الاقتصادي والاستثمار، وهذا بالضبط ما يخطط له أنصار الإسلام السياسي في المنطقة.
وأخيرا: كان الهدف هو إحداث أكبر ضجة إعلامية في الداخل والخارج بواسطة الكتائب الإلكترونية، وبث تسجيل للحادث تم تصويره بواسطة الإرهابيين، بغرض فرض حالة من اليأس وفقدان الأمل وهز ثقة المصريين في أنفسهم وبقدرتهم على حماية مكتسباتهم وتحقيق تنمية شاملة تشمل كل أرجاء الأرض المصرية.
ولذا، يجب توعية المواطن المصري، وخاصة النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي أن إشاعة مثل هذه الأحداث وإعادة نشرها قد يخدم أغراض المخططين والإرهابيين ويضر بمصلحة مصر العليا. كما يجب التوعية على التعاون مع قوات الجيش والشرطة والإبلاغ عن أي شخص يشتبه فيه أو في انتمائه لهذه الجماعات الإرهابية. ويجب كذلك أن يتكاتف المصريون على إفشال مخططات الإرهاب، وكل من يظن أن العمليات الإرهابية البغيضة سوف تقلل من عزم المصريين أو تثنيهم عن تعمير كل شبر على أرض مصر.