رئيس التحرير
عصام كامل

هل أخطأ "محمد صلاح"؟


حاول "محمد صلاح" أن يقضي إجازة العيد مع أسرته بمحافظة الغربية قبل أن تتحول الزيارة إلى مأساة، مع تجمهر المئات حول منزله ومطالبتهم بنزوله والتقاط الصور معه.


اللاعب استنكر عبر حسابه بموقع "تويتر" سلوك بعض الصحفيين وبعض المتجمهرين حول منزله، والذين تسببوا في منعه من صلاة العيد، لتبدأ بعدها موجة من الهجوم عليه واتهامه بالغرور، وتناسى هؤلاء أنه فضل أن يقضي إجازة العيد مع أسرته داخل قريته البسيطة بدلًا من التواجد في أي مكان آخر في العالم في موقف كان يستحق عليه الإشادة بدلًا من الهجوم..

ولكنها ثورات غضب الجماهير القادرة على تحويل الحب الجارف إلى كراهية دون الاستناد في بعض الأحيان إلى المنطق مثلما قرر أحد المحبين لنجم البيتلز "جون لينون" أن يقتله بالرصاص اعتراضًا على آراء صرح بها الأخير، ليرحل نجم البيتلز الذي بدأت نجوميته مع فرقته في مدينة ليفربول حيث انطلقت نجومية "صلاح" الذي نتمنى له السلامة والمزيد من التألق مع منتخب مصر وفي مسيرة احترافه.

حصار منزل "محمد صلاح" ليس السلوك الأغرب للمعجبين تجاه نجومهم، فهو لن يزيد غرابة على إطلاق أحد المعجبين بالممثلة "جودي فوستر" النار على الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" في محاولة لشد انتباهها بعد أن أرسل لها بخطاب يخبرها بأنه سيغتال الرئيس الأمريكي.. كما أن تدافع محبي "صلاح" على قرية "نجريج" لن يكون أعجب من اقتحام أحد المعجبين لمقر إقامة نجمة البوب "مادونا" لتهديدها بقطع رقبتها إن لم تقبل الزواج منه!

جنون التشجيع وقبلها المصالح كتبت نهاية عدد ضخم من مغنيين الراب الأمريكان، ممن قُتلوا بأعيرة نارية في حوادث مختلفة مثلما، كانت المصالح وأموال الرهانات هي الدافع لعصابات المخدرات بأن ترسل رجالها لقتل مدافع المنتخب الكولومبي بعد تسجيله هدف بالخطأ في مرماه، ليصبح ذلك الهدف الذي ساهم في إخراج منتخب كولومبيا من الدور الأول لكأس العالم عام 1994، هو ذاته الهدف المتسبب في خروج اللاعب من الحياة!

ولأن "من الحب ما قتل" فإننا لا نرغب في أن تصل جماهيرنا في تعبيرها عن الحب لدرجة جنون التشجيع التي تعبر عن الإعجاب بسلوكيات مرفوضة، لذلك نتمنى تقدير الجماهير لحق اللاعب في بعض الهدوء مع أسرته، مثلما نأمل أن يتفهم الجميع أن اللاعب الموهوب لم يخطئ في تدوينته، التي طالب فيها ببعض الخصوصية، للدرجة التي تجعله يستحق لقب "المغرور" الذي أطلقه البعض عليه، حتى وإن كان الخطأ الذي ارتكبه هو إنه مطالب باستيعاب جنون التشجيع.

الجريدة الرسمية