لجان تحت خط النار.. سطوة العائلات بأسيوط بوابة الغش الأشهر بامتحانات الثانوية
تنطلق اليوم، امتحانات الشهادة الثانوية العامة 2019، ويتخوف البعض من مشهد تكرار "لجان الأكابر" بمدينة البداري في أسيوط التي تؤدى فيها الامتحانات تحت لهيب النيران وتهديدات بالقتل لرؤساء اللجان والمراقبين.
سطوة العائلات والخصومات الثأرية بين 6 من أشهر عائلات المركز يعد البوابة الخلفية لتسيير حالات الغش الجماعي بتلك المنطقة، مما جعلها أشهر لجان الغش بمصر كونها خارج السيطرة واشتعال الخصومات "بين أولاد الأكابر".
لجان أولاد الأكابر
وتتصدر بعض لجان البداري المركز الأول على مستوى الجمهورية في الغش؛ نظرا لكونها لجان «أولاد الأكابر» التي تخرج عن سيطرة مراقبي وزارة التعليم والتي شهدت حالات للغش وتسريب الامتحانات خلال الأعوام السابقة ووقائع تهديد بالقتل للمراقبين الممتنعين عن التعاون مع أولياء الأمور في تسريب الامتحانات.
لجان شارع المدارس
وفي شارع المدارس بمحيط لجان الثانوية العامة بمركز البداري تسيطر العائلات الكبيرة والمعروفة بقوتها وكثرة خصوماتها الثأرية على الشارع، مما يجعلها على أهبة الاستعداد دوما لإطلاق النار العشوائي تحت حجة تجدد الخصومات والدفاع عن النفس، وفي الوقت نفسه يصعب على قوات الأمن التدخل حفاظا على أرواح الطلاب والمواطنين بلجان الدم والنار.
ولمركز البدارى طبيعة جغرافية معقدة من حيث العادات والتقاليد ومن حيث الموقع الجبلي وارتفاع نسبة الخصومات الثأرية بين عائلاته الأمر الذي الذي جعله المركز الأشهر على مستوى الجمهورية في حالات الغش الجماعى حتى صار ملجأ "الغشاشين" وكل من يريد الحصول على المجموع الأعلى عن طريق الغش فعادة كل عام يبدأ عدد من الطلاب وأولاد الاكابر في تحويل أوراقهم قبل العام الدراسي لأداء الامتحانات بلجان المركز لكونها خارج السيطرة وتحتل المركز الأول في أعمال التسريب حتى مع نظام البوكليت الذي تم تطبيقه لأول مرة العام الماضى.
لجان الشغب
ويضم مركز البداري 6 لجان منهم 5 أساسية وواحدة احتياطية تقع أغلبها بمحيط شارع المدارس وبقلب المدينة ولكن لطبيعة المركز الجغرافية والعادات والتقاليد يصعب السيطرة على الوضع فيها خاصة مع انتشار حوادث الثأر بالمنطقة المحيطة باللجان، والتي تشهد عادة حالات من الكر والفر والتجدد للخصومات الثأرية بين العائلات.
هذه الظروف المعقدة جعلت أولياء الأمور والطلاب على يقين دائم أن كل محاولات السيطرة على الغش داخلة تبوء دائما بالفشل وعادة ما يتم تسريب الأسئلة وطباعة الأجوبة الخاصة بها وتوزيعها في المكتبات على مرأى ومسمع من الجميع حتى أن البعض يردد دائما "لجان البداري ملهاش كبير واللى عايز يدخل طب من أدبى يروح البداري".
وتنتشر بمحافظة أسيوط عدد من اللجان المشهورة بالغش والتي تمثل صداعا دائما لمسئولى وزارة التربية والتعليم كونها الأكثر دموية وتحاط بالجبال مما يجعلها بيئة خصبة للخارجين على القانون، فضلا عن إطلاق النار العشوائي، بمراكز أبنوب والبدارى ومنفلوط الأمر الذي يتسبب في حالة من الهرج والمرج ويجعل الطلاب أكثر أمنا في حالات الغش لعدم سيطرة الأمن على المركز.
فحص طلبات التحويل
ويتقدم المئات من الطلاب من جميع أنحاء الجمهورية خاصة بمحافظات القاهرة والجيزة كل عام من أبناء الشخصيات العامة لأداء الامتحانات بلجان مركز البدارى مستخدمين بعض الحيل ومنها تغيير محل إقامه ولي الأمر أو نجله لمكان جديد من خلال عقد صوري بإحدى مناطق المركز، ولكن أكدت مصادر بمديرية التربية والتعليم هذا العام أنه تم رفض أغلب طلبات التحويل لعدم استيفاء الشروط وذلك بعد عرض ملفاتهم على لجان فحص الطلبات بالوزارة طبقا لقرار الوزارة 305 لسنة 2015 لافتين إلى أن الطلاب المحولين هذا العام لم يكن مثل الأعوام السابقة ولم يزد عددهم عن 5 طلاب جاءوا بتأشيرات مباشرة لاستيفائهم شروط التحويل كاملة ودون وجود أي سبب يعارض التحويل.
خطة تأمين
في ذات السياق أعلنت مديرية أمن أسيوط حالة الاستنفار الأمني وفرض حالة طوارئ بمحيط لجان الامتحانات بالمركز ووضعت خطة تأمين محكمة تضمن إغلاق جميع الشوارع المؤدية للمدارس واللجان والانتشار المكثف بمحيطها وأمام البوابات خاصة بشارع المدارس لمنع تسريب أوراق الامتحانات أو تداولها من خلال الطلاب وأولياء الأمور في المدارس، وفرض التفتيش الذاتى المكثف على كل طالب قبل دخوله اللجنة وزيادة عدد العصي الإلكترونية لتفتيش الطلاب وزيادة عدد أفراد الأمن ووضع مسئولات أمن نساء لتفتيش الفتيات قبل بدء الامتحانات بوقت كاف.
تنبيهات لمكافحة الغش
ومن جانبها أرسلت مديرية التربية والتعليم بأسيوط التنبيهات اللازمة لرؤساء اللجان وخاصة بلجان مركز البدارى بضرورة مكافحة أي غش داخل اللجان مع التنبيه على كل طالب بكتابة اسمه ورقم جلوسه واسم لجنته في مكان ظاهر على ورقة الأسئلة بجوار توقيع الملاحظ لمنع أي محاولة من محاولات التسريب مع ضرورة تفتيش الطلاب قبل دخول اللجان للكشف عن التليفونات المحمولة تفتيشا ذاتيا.
يذكر أن عدد طلاب الثانوية العامة الذين يحق لهم أداء الامتحانات لهذا العام يبلغ 659253 طالبا وطالبة، وهم مقيدون في 1817 لجنة سير على مستوى الجمهورية.