رئيس التحرير
عصام كامل

محمد سعد.. يحافظ على المؤخرة.. فيلمه الأخير تذيل قائمة الإيرادات ونقاد يستبعدون عودته للصفوف الأولى مجددا.. غياب إدارة الموهبة سبب تأخر «اللمبي».. وفقدان ثقة الجمهور أبرز عوائق عودته


بعد غياب عامين، عاد محمد سعد إلى شاشات السينما، مشاركا بفيلمه «محمد حسين» في موسم عيد الفطر المبارك، إلا أن العودة لم تكن محمودة، حيث لوحظ خلال الأيام الأولى لعرض الفيلم تراجع وانحسار كبير في حجم إيراداته، فبينما كان فيلم «كازابلانكا» للفنان أمير كرارة يحقق المرتبة الأولى من حيث حجم الإيرادات، كان محمد حسين في المرتبة الأخيرة محققا حجم إيرادات بلغ 98 ألف جنيه فقط.


أيام اللمبي
وبالعودة إلى الوراء وتحديدا عام 2002 يمكن التساؤل "أين ذهبت الإيرادات الخرافية التي كان يحققها سعد من خلال شخصية «اللمبي»، وأين اختفت أسطورة اللمبي وهل يمكن لمحمد سعد العودة مرة أخرى للصفوف الأولى والتزحزح قليلا عن المؤخرة؟!".

إدارة الموهبة
الناقد طارق الشناوي، يرى أن محمد سعد ممثل موهوب لكن لا يوجد لديه عقل يدير تلك الموهبة، فضلا عن العيب الكبير الذي يطغى على شخصه وهو الإنكار، فإيرادات أفلامه ــ وفقا للشناوي ــ بدأت في التراجع الملحوظ منذ نحو عام 2010 لكنه لم يعترف بذلك، بل بدأ في البحث عن أسباب أخرى لترنح تلك الإيرادات غير إنه لا يطور من ذاته، فتترنح الإيرادات بشكل أكبر، فينكر أكثر مدعيا أن التوزيع داخل دور العرض السينمائية ظلمه، والدعاية لم تكن لائقة وكلها أسباب بعيدة عن المشكلة الأساسية.

وتابع الشناوي: «الأرقام التي حققها في اللمبي في 2002 كانت خرافية، ما جعله يفقد تماسكه ويضعف أمام شخصية اللمبي التي قتلت موهبته، كان المفروض الممثل الذكي هو من يقتل اللمبي قبل أن يستحوذ على شخصيته التمثيلية الحقيقية»، فأصبح لا يجد ذاته إلا من خلال اللمبي الذي يحقق أعلى إيرادات داخل دور العرض، ليفاجأ أن الشخصية احترقت وقبل أن تبتلعها النيران أحرقته معها.

محاولة الكنز
«الشناوي» أكد أنه كانت هناك محاولة من المخرج شريف عرفة لإنقاذ محمد سعد، من خلال إشراكه في فيلم «الكنز» منذ عامين، من خلال تقديمه كممثل ولكن ليس الكوميديان المعروف بتعبيرات وجهه ونبرة صوته التي يستخدمها كأداة وحيدة للإضحاك، لكن ــ والكلام للشناوي ــ بالرغم من ذلك لا يمكن لمحمد سعد العودة مرة أخرى.

وأضاف: «سعد لن يغير أفكاره وسينكر أن العيب فيه، هو لم يعد يصلح كوميديان ناجحا، والمحتوى متواضع والضحكات شحيحة، يغير المخرج وكتاب السيناريو، ومن يوافق على العمل بجواره هم الممثلين الأقل أجرا، وشركات الإنتاج تنتج له رغم خسارة الفيلم، بسبب وجود جمهور له في الخليج فقط وحضور بارز هناك ومع تعويم الجنيه تضاعف قيمة العملة الخليجية، فأصبح من الممكن إنتاج فيلم محدود التكلفة، ولا يراهن الإنتاج على إيرادات الداخل ففي ذهنه أنه سيعرض في الخليج وسيحقق سقف الإيرادات الذي يريده المنتج!». 

تدمير النفس
أما الناقدة السينمائية ماجدة خير الله فترى من جانبها أن شعبية وإيرادات محمد سعد تراجعت منذ عدة سنوات وليس من خلال فيلمه الأخير فحسب، قائلة: «منذ فترة وإيرادات أفلامه تتراجع منذ تقديمه فيلم كركر وهو لم يدرك الناس نبهته أكثر مرة بأسلوب منطقي وعنيف وساخر، كافة الطرق لكنه قرر تدمير نفسه، وأن يصبح صاحب الفكر الوحيد ولا يقبل إلا مخرجا ضعيفا وكاتب سيناريو يقبل ما يقوله، وهذه نهاية أي فنان حتى لو موهوب يعتقد أنه سيبيع نفس البضاعة 100 مرة والناس ستدفع كل مرة».

«خير الله» أكدت استحالة عودة «سعد» لما كان عليه في وقت سابق، واصفة الأمر بالمعجزة: «هو يحتاج لمعجزة حتى لا يعود للمرتبة الأخيرة مرة ثانية ونحن لسنا في زمن المعجزات، والناس فقدت الثقة به».
الجريدة الرسمية