رئيس التحرير
عصام كامل

معركة بالسودان وأخرى حوله!


معركتان ترتبطان بالسودان.. الأولى داخله والثانية حوله.. الأولى من اختصاص الشعب السوداني وحده الذي لن يسمح باقلية منظمة أن تحدد مصير 45 مليون سوداني.. مهما علا صوت هذه الأقلية ومهما تلقت من دعم..


أما المعركة الثانية فتدور حول السودان.. طرف يريد دعم السودان وحمايته من الانزلاق إلى الفوضى، وهذا الطرف الذي يعنيه السودان بشكل مباشر، تاريخا ومصيرا وأمنا وجغرافية، يقف خلفه الآن حلفاء دوليون لهم مصالح في أفريقيا كلها، كما أنها بالنسبة لهم فرصة أخرى بعد سوريا وأوكرانيا وفنزويلا التي يتم توجيه ضربات مؤلمة للولايات المتحدة الأمريكية..

صحيح ليست ضربات قاضية لكنها بالنقاط ستسفر في النهاية إلى إعلان نهاية نظام القطب الأوحد.. وأننا ورسميا بصدد عالم متعدد القوى والأقطاب!

ليس صادما أبدا أن تفشل دول الغرب في إصدار قرار بإدانة المجلس العسكري الحاكم في السودان، فنلجأ إلى إصدار بيان من جانبها.. فهذه الدول (فرنسا بريطانيا ألمانيا بلجيكا هولندا وإيطاليا بولندا) كاملة عدا بولندا هي دول الاستعمار القديم، وهي التي وقفت ضد مصر الموقف نفسه في 30 يونيو، وقريبا ستتجه إلى الجزائر ببصمات فرنسية لتدير الأزمة هناك!

قرار مجلس الأمن الذي لم يتم التوصل إليه بتحالف روسي صيني، كان يهدف إلى إدخال البلد الشقيق إلى دوامة من القرارات ستنتهي بأسر السودان كله، وحتى تسليمه إلى فوضى شاملة في بلد تتشكل في جبهات وحركات انفصالية بعضها يرفع شعارات ومطالب الانفصال علنا مغلفة بأبعاد قومية ترفض عروبة السودان وتعتبره احتلالا!

الطرف الداعم للسودان وشعبه وبقائه بعيدا عن الفوضى وعن أي تقسيم أو أي فوضى لم يظهر في الصورة داخل مجلس بشكل مباشر، وكذلك لم تظهر الولايات المتحدة أيضا بشكل مباشر، لا في البيان المقترح الذي فشل، ولا في بيان الدول الغربية وتركته أوروبيا خالصا!

المعركة مستمرة.. وسينجو السودان.. وسيبقى السودان على ما هو عليه ويكفي تقسيمه السابق.. مصر تدعم السودان المستقر الذي يحكمه شعبه أو من يثق شعبه به.. ونحن ندعم موقفنا من السودان بعيدا عن أولئك ممن يؤيدون أي تجمع جماهيري في أي مكان بالعالم، حتى لو كان ضد بلدهم وضد أمنه من مراهقي السياسة في مصر!
الجريدة الرسمية