رئيس التحرير
عصام كامل

أشد حالات القهر.. يا مصر!!


أشد حالات الشعور بالقهر، تلك التي تهز وطنا تعيش على أرضه، تحب كل ذرة رمل فيه، ويخونه بعض من اعتادوا خيانته، من منطلق أنه شيء عادي.

فلم أشعر بقهر واكتئاب قدر شعوري بعدم قدرتي على فعل شيء تجاه جنود مصريين، يستغيثون بكل مصري لإنقاذهم من أيدي من يحملون جنسية مصرية.

ما نعيشه الآن ليس فقط إرهابا ولا حتى بلطجة، بل خيانة، وحلقة في سلسلة تلتف حول عنق هذا الوطن، والأسخف من كل هذا أننا نحن من طوقناها وزركشناها وفرح بها وما زال كثيرون، بحجة أننا سنخرج من دوامة الفساد، والتوريث، إلى حكم إسلامي يخرجنا من الضلال الذي نعيشه، ومن الفقر والظلام والحاجة، وسنعيش زمن الاستغناء.

القهر هو ما تعيشه كل أم وكل أب مصري له ابن من مجند في سيناء، قد يواجه نفس المصير، أن تشاهده أمه أو أبوه أو أهل الحي الذي يسكنه وهو يستغيث في مقطع فيديو على الإنترنت، يستغيث لأن أحدا من يحملون الجنسية المصرية أخذه رهينة، رهينة.... مجند يدافع عن وطن لا يحمل أية ضغينة إلا للعدو، يؤخذ رهينة.

لم يعش المصريون منذ سنوات مثل تلك الحالة المزرية، التي جعلت كل بيت مصري يشعر بحالة قهر، ماذا يفعل كل منا، كل شيء مقدور عليه إلا كرامة الجندي المصري الذي يستخدم كرهينة لإهانة جيشنا الذي هو حصننا، الذي وهو العمود الفقاري لأحلامنا وأبنائنا وبلادنا.

الجريدة الرسمية