رئيس التحرير
عصام كامل

«الشراقوة والقطارات» قصة عشق لا تنتهي.. الأهالي عزموا الركاب للمرة الرابعة


«الشراقوة فطروا أو عزموا القطر».. مقولة يشتهر بها أهالي محافظة الشرقية بعد أن ضربوا للعالم كله مثلا يحتذى به في الجود والكرم في مثل تلك الأيام المباركة من شهر رمضان المعظم.


قبل ساعات من عيد الفطر المبارك مر أحد القطارات متجها إلى محافظة بورسعيد ونتيجة لتأخر القطار حتى وجب موعد آذان المغرب خرج العشرات من أهالي حى الزهور بمدينة الزقازيق متجهين إلى الركاب لمشاركتهم الإفطار.

رجال وسيدات وشباب وصبية في أعمار مختلفة يصطفون أمام نوافذ القطار يشيرون إلى الركاب بالانتظار في حين توجه البعض إلى كابينة السائق يطالبونه بالتوقف للحظات فقد عم الصخب والضجيج أرجاء العربات لدقائق وشرع أحد الأهالي في فتح شنطة إحدى السيارات بالقرب من القطار وأخرج منها عشرات الوجبات المغلفة الطازجة والتمر المجفف والعصائر الباردة قائلين: "اتفضلوا وجباتكم ورمضان كريم" فيما كان رد الركاب " مش غريبة عليكم..هما دول الشراقوة الجدعان أصحاب الكرم والواجب".

يذكر أن مدينة أبوحماد قد شهدت قد شهدت واقعتين مماثلتين حينما مر القطار رقم 594 القادم من محافظة السويس متجها إلى مدينة الزقازيق وتعطل القطار المتجه ليلا إلى محافظة الإسماعيلية قبيل السحور بساعة ونصف وأسرع الأهالي بإحضار المأكولات والمشروبات للركاب.

يذكر أن نصف قرن من الزمان تقريبا مر على واقعة قطار الشرق الشهيرة الذي تعطل وقت أذان المغرب أمام قرية أكياد البحرية التابعة لمركز فاقوس في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم عام 1968 حين خرج عشرات الأهالي يتقدمهم شيوخ القرية يحملون الأطعمة ضاربين بذلك مثلا يحتذى به في الشهامة والكرم وعزموا ركاب القطار على الإفطار وبعضهم استضاف الأسر التي لديها أطفال داخل منازلهم لحين إصلاح الأعطال ومن هنا أطلق على أهالي الشرقية لقب "أهل الكرم".
الجريدة الرسمية