رئيس التحرير
عصام كامل

هل تقبل ذلك على نفسك؟!


هل تقبل على نفسك أن تشتري كحك العيد وبجوارك من لا يستطيعون شراءه وقد رأوا الكحك بيديك أو بيد أولادك؟ وإن كان في مقدور جيرانك أن يشتروا مثلك فهل تقبل ذلك على حارس العقار وأبنائه يشاهدون مشتريات كل السكان من كافة أنواع الكحك والبسكويت وغيرها من الأصناف؟


وهل تقبل على نفسك أن يرتدي أولادك في العيد ملابس جديدة وبجوارك أو في مدخل العقار الذي تسكن فيه من لا يستطيع شراء ملابس جديدة؟ بل يكاد يخفي ما فيها من عيوب أو حتى لم يعد يهمه أن يخفي ما بها من كثرة ما بها من عيوب؟!

وهل تقبل على نفسك أن تشتري كحك وكل مخبوزات العيد وملابسك وأسرتك الجديدة وتذهب إلى المنتزهات أو إلى دور السينما وفي الوقت نفسه تختار هذا اليوم تحديدا لتطلب أو تلزم حارس العقار أو زوجته القيام بخدمات في بيتك ولأسرتك من أي نوع فتفسد عليهما عيدهما وتفرق شمل أسرتهم في هذا اليوم تحديدا؟!

وإن حدث واستعنت لظرف ما بزوجة حارس العقار أو بأي فقير ومحتاج لخدمتكم في هذا اليوم فهل تقبل على نفسك أن تبخسه حقه وتعطيه أقل مما يستحق والفارق البسيط لن يؤثر عندك كثيرا لكنه سيؤثر عنده كثيرا جدا؟!

أشياء كثيرة، كثيرون ينتبهون إليها ولكن هناك من لا ينتبهون ولا يهتمون، ولذلك نريد من هؤلاء أن يتخيلوا كم الألم الذي يتسببون فيه حتى بغير قصد.. دون تعمد.. دون إدراك؟ هل يمكن لأحدهم أن يضع نفسه وأولاده وأسرته مكان هؤلاء؟ مثل هذه المناسبات تكون فرصة لغسل النفس وسجلها من ذنوب كثيرة.. فلا تضيعوا الفرصة السهلة من بين أيديكم..

والسطور السابقة ليست موعظة دينية أو دروشة من أي نوع وإنما هي في سياقها الطبيعي، مجرد ملاحظات على سلوكيات اجتماعية آن الأوان أن ننتبه إليها، وآن الاوان أن نعوض طبقة في المجتمع حظها من أشياء كثيرة قليل.. ويمكننا ببعض الانتباه أن نعوضهم وأكثر!
مد الله في عمر الشهر الكريم يوما.. يكفي جدا لتصحيح أشياء كثيرة..
الجريدة الرسمية