رئيس التحرير
عصام كامل

"الببتيدات" خطوة جديدة في تطوير الأدوية المضادة للسرطان.. "القومي للبحوث" يكشف تأثير استخدام المركبات في علاج المرض.. وبروتوكول تعاون بين المركز وجامعة تشابمان بكاليفورنيا بشأن الاكتشاف الجديد


الببتيدات هي مركبات بيولوجية عبارة عن سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية يتم الحصول عليها من المصادر الطبيعية أو الصناعية، وقديمًا لم تحظى الببتيدات بنصيب كافي في المجال العلاجى، كونها ترتبط بعدد من التحديات أهمها فترة عمرها القصيرة بسبب تحللها بفعل الأنزيمات المنتشرة في البلازما، ولكن مع استمرار الأبحاث تم التغلب على العديد من هذه العقبات وأصبحت مركبات مؤهلة لاختراق سوق الدواء.


اكتشاف جديد
وخلال العقد الماضي اكتسبت أبحاث الببتيدات العلاجية شهرة واسعة خاصة بعد ظهور أدوية فعالة معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيه مثل عقار ليوبرولين المستخدم في علاج سرطان البروستاتا، وكذلك عقار الفانكوميسين المستخدم كمضاد حيوى، وأصبحت الببتيدات ينُظر إليها كونها أكثر أمانًا من الأدوية الجزئية الصغيرة حيث أنها تتحلل إلى الأحماض الأمينية المكونة للبروتين دون أن تؤدى إلى نواتج أيض سامة.

ونتيجة لخصائصها الدوائية الجذابه فإنها تمثل نقطة انطلاق فريدة لتصميم أدوية جديدة، وأصبح من الضروري اكتشاف طرق جديدة تتجاوز التصميم التقليدى لتشييد ببتيدات متعددة الوظائف لها القدرة على اختراق الخلايا وكذلك الارتباط بالأدوية لتزيد من ثباتها وتوجيهها إلى المكان المستهدف لتقليل الآثار الجانبية.

بروتوكول تعاون
وإنطلاقًا من البحث عن أدوية فعالة وأكثر أمانًا فقد قام فريق بحثى من المركز القومى للبحوث وجامعة تشابمان بكاليفورنيا-الولايات المتحدة الأمريكية بتشييد العديد من الببتيدات الحلقية واستخدامها حاملات لبعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان وذلك بهدف زيادة الفاعلية العلاجية.

دراسة أولية
وقد قام الدكتور شعبان أنور درويش الباحث بشعبة بحوث الصناعات الكيماوية، بالتعاون مع الفريق البحثى بكاليفورنيا من تشييد ببتيد متصل بعقار الدوكسوروبسين ومركب الكوركومين المعروف بنشاطه المضاد للسرطان مستخدمًا بعض الكواشف الفوسفورية ومشتقات الترايازول وثنائي البيريدين.

وتم تصميم هذا الببتيد من أحماض أمينية معينة تزيد من النفاذية من خلال الجدار الخلوي للخلايا وكذلك محتويًا على رابطة ثنائي الكبريت وهي رابطه ثابتة خارج الخلايا السرطانية بينما تُختزل بفعل التركيز المرتفع من الجلوتاثيون داخل الخلايا المصابة مما يساعد على تحرر العقار داخل الخلايا السرطانية.

نتائج الدراسة
وبناءً على الأساس النظري تم إجراء الجزء العملى لتظهر النتائج الأولية مثالية وإثباتًا لصحة المفهوم النظري في البحوث التطبيقية حيث أظهرت الدراسة أن المركب المُشيد له القدرة على تثبيط نمو خلايا سرطان الدم والمبايض بينما لم يؤثر على الخلايا السليمة خلال 72 ساعة مما يعنى زيادة الانتقائية نحو الخلايا المصابة وتقليل الآثار الجانبية للعقار.
الجريدة الرسمية