رئيس التحرير
عصام كامل

ردًا على حمودة.. وليس دفاعًا عن المشير!


نعتز ويعتز أغلب الصحفيين المصريين بالأستاذ عادل حمودة.. ومساحة الاعتزاز كبيرة جدا من القلم المتميز إلى المواقف المحترمة المستنيرة المنحازة دوما إلى الحريات.. الخاصة والعامة.. وقد كتبنا ذلك من قبل أكثر من مرة، آخرها قبل عام في عيد الميلاد الستين للصحفي الكبير..


لكن.. كل ذلك لا يمنع اختلافنا مع أستاذنا.. بل يشجع عليه.. خصوصا عندما تتفوق المعلومة على التحليل.. وتتغلب الحقيقة على الاستنتاج.. وقبل يومين أكد حمودة، مع حفظ الألقاب، لطوني خليفة في "القاهرة والناس" أن المشير طنطاوي كان موافقا على التوريث وعمل من أجله وسعى إلى إنجازه، وإن كلامه خلافا لذلك بعد ثورة يناير ليس حقيقيا!

ونقول: المشير ومواقفه في ذمة التاريخ.. وسيضعها التاريخ حيث ينبغي أن توضع.. وللرجل خطايا وأخطاء لا حدود لهما.. وهو المسئول عما تعانيه مصر الآن.. وهو صاحب الحق الأصيل في الدفاع عن نفسه متى شاء ومتى أراد.. وللكثيرين عند المشير حقوق وهذا حقهم.. ولا يعني مقالنا بأي حال اختلافا معهم أو خلافا..

ففي أحد أيام العام الأخير من نظام مبارك أبلغنا صديقنا العزيز الأستاذ عبد الناصر زيدان المعلق والناقد الرياضي، وكان مستشارا للواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد، مقربا منه، وكان اللواء مختار قد رحل في عملية جراحية فاشلة في الصين أجراها بعد صراع طويل مع المرض..

وكان زيدان عائدا للتو من جنازته متأثرا برحيله وروى من بين ما روى مشاهد الجنازة وحضور المشير وكل قيادات الجيش.. ومنها إلى علاقة مختار بالمشير، وقد كانت مميزة ومتميزة وتجمعهما صداقة قوية.. وأبلغني زيدان أن اللواء مختار أبلغه قبل فترة مدى غضب المشير والجيش من مشروع التوريث وأكد مختار لزيدان أنه من الآن، من وقت كلامهما الذي كان قبل الثورة بما يزيد عن العام ، أن مشروع التوريث لن يتم وأن الجيش لن يسمح به أبدا!..


وقتها سخرت من زيدان، وقلت له علنا وقلت لنفسي سرا، ما لا يرضيه ولا يرضيني متمنيا في النهاية أن يكون صادقا!..

وهذه شهادة لله.. لمن رحل إلى جوار ربه وهو الآن بين يديه وحده .. ولمن ذهب إلى بيته وهو كما قلنا بين يدي التاريخ لا يملك من أمر نفسه شيئا.. ولا يملك لنا ولا لغيرنا نفعا ولا ضرا، ولم يكن أصلا يملك لنا أو لغيرنا نفعا ولا ضرا..
الجريدة الرسمية