رئيس التحرير
عصام كامل

بعد أحداث الحرمون.. هل تخوض إسرائيل حربا على الجبهة الشمالية؟


تمثل الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان تحديًا كبيرًا لدولة الاحتلال، لذلك مسألة الحرب حاضرة باستمرار في الوعي الإستراتيجي الصهيوني، وتعالت مع الأيام الأخيرة في ضوء إطلاق النار الأخير وإعلان إسرائيل رصد قذيفتي "هاون" أطلقتا من سوريا.


ويشير المراقبون الإسرائيليون إلى أن إطلاق النار الأخير أول أمس في منطقة "الحرمون" يختلف عن الهجوم السابق على المواقع السورية في شمال مرتفعات الجولان تمامًا، ولكن هناك شيء واحد واضح في الحادث الأخير وهو: بناءً على أوامر عليا وبموافقة القيادة السورية، يحاول حزب الله تطوير جبهة جديدة في شمال الجولان دون تعريض لبنان وحزب الله للخطر.

ولكن في ضوء الحديث عن الحرب، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا إسرائيل قادرة على خوض الحرب؟، خاصة في ضوء كشف إحدى القنوات الإسرائيلية مؤخرًا عن استعدادات يقوم بها الجيش الإسرائيلي، للدخول في حرب محتملة على الجبهة الشمالية مع "حزب الله" اللبناني، وحدد الجيش الإسرائيلي وفقا لما أوردته القناة أكثر من 2000 هدف لبناني.

ملف الجولان
وأضاف "ملف الجولان" الذي تم الكشف عنه قبل بضعة أشهر وعلى رأسه البنية التحتية لحزب الله وبنائها على مرتفعات الجولان السورية، هي جزء من شبكة حزب الله، التي تمت بإلهام وبتشجيع إيراني لتسخين الحدود بدون المجازفة بالدخول في حرب على الأراضي اللبنانية.

وتقول مصادر أمنية إسرائيلية: "من المحتمل أن الهجوم على جبل حرمون كان ردًا على تدمير أنفاق لحزب الله، على الرغم من أن الرد بعيد عن الأراضي اللبنانية، إلا أنه قريب من مفهوم الفكر الإيراني – السوري وحزب الله".

ردا على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي عدة أهداف عسكرية تابعة للجيش السوري، بما في ذلك بطاريتي مدفعية وعدد من مراكز المراقبة والمخابرات على مرتفعات الجولان وبطارية SA-2 للدفاع الجوي.

ويشير الإعلام الإسرائيلي إلى أن على عكس إطلاق النار الأسبوع الماضي الذي قرر فيه قائد بطارية سوري إطلاق النار على طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي، فإن حدث الحرمون تم التخطيط له مسبقًا.

والحديث عن حرب إسرائيلية على الجبهة الشمالية مرتبط بالتوتر الأمريكي الإيراني، وإذا اندلعت حرب إيرانية أمريكية فإن ذلك ممكن أن ينعكس في صورة حرب خاطفة بين إسرائيل وسوريا وحزب الله وليس حرب طويلة لأن حزب الله منظمة وليس دولة ويمكنه القيام بعمليات نوعية والاختباء بعدها.

مرحلة جديدة
ويوضح الإعلام الإسرائيلي أن هذه الدلالات تشير إلى أن إسرائيل على عتبة مرحلة جديدة من التحديات في مرتفعات الجولان، وفي ضوء هذا الواقع يعزز الجيش الإسرائيلي أنظمته على الجبهة الشمالية.

وتكشف التقارير العبرية عن الضغوط الأمريكية على النظام السورية ومزاعم استخدام النظام السوري للكيماوي كذريعة وخطة وهمية للحكومة الإسرائيلية للفوز بهضبة الجولان.

وحتى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يشير فيها إلى نوايا الاستعداد للحرب على الجبهة الشمالية، وقال تعليقًا على الأحداث الأخيرة، إن الغارة التي استهدفت مواقع عسكرية في سوريا تم تنفيذها بإيعاز منه بعد إجرائه مشاورات أمنية، مضيفًا أنه غير مستعد لتحمل إطلاق النار على أراضيهم وأنهم سيردون بقوة ضد أي عدوان يستهدفهم.

وأوضح نتنياهو، تعليقا على الغارة العدوانية التي شنها جيش الاحتلال على مواقع في سوريا فجر اليوم: "أجريت مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق قذائف من سوريا على الجولان، وأوعزت خلالها للجيش الإسرائيلي بالقيام بعملية حازمة".

وكان مصدر عسكري سوري رسمي أعلن عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين جراء اعتداء صاروخي إسرائيلي استهدف مساء الأحد مطار "التيفور" العسكري بريف حمص.

في الوقت نفسه هناك تخوفات في جيش الاحتلال من إقدام حزب الله على تنفيذ عمليات يهاجم من خلالها الجنود الإسرائيليين في المناطق الحدودية القريبة من مزارع شبعا، مشددا على أن الجيش يتجهز لصد عمليات مماثلة.
الجريدة الرسمية