رئيس التحرير
عصام كامل

المجلس العسكري السوداني يتحمل مسئولية حوادث ساحة الاعتصام.. أمريكا تصف الاعتداء بالأمر الخاطئ..بريطانيا تؤكد: الهجوم على المتظاهرين يولد العنف..ومصر تدعو لضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار


أعربت السفارة الأمريكية في الخرطوم، اليوم الإثنين، عن غضبها من الهجوم على المتظاهرين في السودان ووصفت الاعتداء بالأمر الخاطئ الذي يجب أن يتوقف، كما اتهمت المجلس العسكري الانتقالي بمسئوليته عما حدث في ساحة الاعتصام.


ومن جانبه قال السفير البريطاني في الخرطوم: لا يوجد مبرر للهجوم على الاعتصام ويجب أن يتوقف سريعًا، بينما قال وزير الخارجية البريطاني، إن الهجوم على المتظاهرين في الخرطوم لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف.

وبدورها أكدت مصر على أهمية التزام كافة الأطراف السودانية بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني، كما أكدت على دعمها الكامل للسودان الشقيق في هذا الظرف الدقيق من تاريخه ومساندتها الكاملة للجهود الرامية لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الشعب السوداني يقوم على الاستقرار والتنمية ويحقق الرخاء والرفاهية.

تظاهرات عامة
ووصف القيادي في قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان، التظاهرات والعنف التي وقعت في السودان بأنها أنهت مسار الحوار، مؤكدًا أن الاعتصامات والتظاهرات ستخرج اليوم في كل أنحاء البلاد.

وكانت قوات الأمن السودانية أغلقت جميع الطرق المؤدية للخرطوم، بينما تنفذ قوات مشتركة عمليات ملاحقة المتظاهرين في بعض الأحياء السكنية في مدينة أم درمان، عقب ساعات من اشتباكات متواصلة مع المعتصمين في العاصمة.

استئناف الحوار
ومن جانبه نفى المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مزاعم القول بأنهم منعوا سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان: نأمل في استمرار الحوار السياسي مع قوى الحرية والتغيير، مؤكدًا أنهم كانوا توصلوا لاتفاق مع قوى الحرية والتغيير بشأن عدة نقاط.

دعوة للتفاوض
فيما أصدر المجلس العسكري الانتقالي في السودان، بيانا بشأن الأحداث التي شهدها ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، أعرب فيه عن أسفه تجاه تطور الأوضاع ووقوع خسائر وإصابات، مؤكدا "حرصه على أمن الوطن وسلامة المواطنين".

وجدد المجلس العسكري الحاكم في السودان منذ عزل الرئيس عمر البشير، الدعوة للتفاوض في أقرب وقت ممكن، بغية التوصل إلى التحول المنشود.

وقال المجلس في بيان، إن هناك مجموعات متفلتة احتمت بميدان الاعتصام، أفضى ذلك الواقع إلى ظهور مناطق خارجة عن القانون تمارس فيها كل الأفعال المخالفة للقانون، مما دعا شركاء التغيير إلى التوافق على استنكار ورفض ما يحدث في تلك المنطقة لحسم هذا المشهد.

وأضاف المجلس العسكري: "من منطلق مسؤولياتنا الوطنية قامت قوة مشتركة من القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الشرطة، بإشراف وكلاء النيابة، بتنفيذ عملية مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل (كولومبيا) والقبض على المتفلتين ومعتادي الإجرام".

وتابع: "أثناء تنفيذ الحملة، احتمت مجموعات كبيرة منهم بميدان الاعتصام، مما دفع القادة الميدانيين وحسب تقدير الموقف، لملاحقتهم، مما أدى إلى وقوع خسائر وإصابات".

وأكد المجلس العسكري على حرصه التام على أمن الوطن وسلامة المواطنين، واتخاذ التدابير اللازمة للوصول إلى هذه الغاية.

الاتحاد الأفريقي يدين
من ناحيته أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، أحداث العنف التي اندلعت اليوم الإثنين في السودان خلال فض اعتصام المتظاهرين قبالة مقر قيادة الجيش في الخرطوم، ودعا المجلس العسكري الذي يحكم البلاد لحماية المدنيين.

وذكرت مفوضية الاتحاد الأفريقي في بيان أن: "الرئيس يطالب المجلس العسكري الانتقالي بحماية المدنيين من المزيد من الأضرار".

وقتل 13 شخصًا على الأقل وسقط مئات المصابين خلال تفريق المتظاهرين الذي يعتصمون منذ شهرين عند أبواب مقر القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم، وفقًا لمنصة (قوى الحرية والتغيير) المعارضة.

وطالب فكي بـ"تحقيق فوري وشفاف" لإحالة المسئولين عن سقوط هؤلاء القتلى للعدالة، وطالب الأطراف بـ"العودة بشكل عاجل للمفاوضات" للتوصل إلى "اتفاق شامل" يفضى إلى سلطة انتقالية مدنية.


إضراب سياسي وعصيان مدني
وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت وقف الاتصالات السياسية مع المجلس العسكري، إضراب سياسي وعصيان مدني شامل اعتبارا من اليوم الإثنين، تزامنًا مع تظاهرات السودانيين، ومحاولة قوات الأمن فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة وسط سقوط عدد من القتلى وإصابة عدة أشخاص خلال تلك الأحداث المستمرة.

ومؤخرًا أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان، بأنه تم فض الاعتصام السلمي في منطقة القيادة بالكامل، حسبما أفادت شبكة وقناة "سكاي نيوز" عربية.

وأكدت قوي الحرية والتغير في السودان على أنها لم تتمكن حتى الآن من إجلاء الضحايا من مقر الاعتصام، كما اتهمت قوات الدعم السريع والجيش بالمسئولية عن {جريمة} فض الاعتصام السلمي.

وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في المظاهرات بأن 13 شخصا على الأقل قتلوا -من بينهم طفل عمره ثماني سنوات- خلال محاولة الجيش فض الاشتباك، في وقت مبكر من صباح الإثنين، كما أصيب 116 شخصا آخر بجروح، ويحتمل تزايد أعدادهم.

وكانت المعارضة السودانية ذكرت أن الجيش بدأ في وقت سابق في حشد القوات في "محاولة لفض الاعتصام" المستمر منذ أبريل الماضي، بعد عزل الرئيس السابق، عمر البشير.
الجريدة الرسمية