رئيس التحرير
عصام كامل

طقوس المصريين لاستقبال العيد.. «طوارئ» في البيوت من أجل «التنظيف».. الملابس الجديدة فرحة الأطفال.. العيدية «أقدم العادات».. والفسيخ والرنجة الوجبة الأساسية لأول يوم غداء


كعادتهم يستقبل المصريون الأعياد بمراسم خاصة، وتصرفات يتوارثونها جيلا بعد جيل، لم يشعروا بفرحة وجمال العيد إلا بممارستها، وإذا نقصت عادة يشعرون بأن العيد لم يمر عليهم، أنها طقوس اعتادوا على مزاولتها في تلك الليالي المباركة.


الكحك
أهم ما يميز عيد الفطر الكحك والبسكويت، بعض السيدات اعتدن على تصنيعه بأنفسهم منذ عدة سنوات، على أن يحمله الأطفال على رؤوسهم بعد وضعه على «الصيجان» لأقرب فرن يتم تسويته به، ويعودون به مرة أخرى.

والآن أصبحت النساء تعتمد على شراء الكحك الجاهز من محال الحلوى، ولكنه طقس لا يمكن الاستغناء عنه، ولا تكتمل التحضيرات لاستقبال العيد دونه، فهو أول الوجبات التي يفطر عليها الصائمون بعد صلاة العيد.

لبس العيد
لا تكتمل فرحة العيد خاصة عند الأطفال إلا بالملابس الجديدة الذي يظل الطفل يعد الأيام حتى يهل صباح أول أيام العيد لينزل إلى صلاته وهو يرتدى ملابسه الجديدة، وربما يقل الاهتمام بشراء الملابس الجديدة مع التقدم في السن، ولكن يبقى هناك حرص من الكثيرون على أن يكون أي شيء بهم جديد في هذا اليوم.

تنظيف المنزل
عادة توارثتها ربات البيوت المصريات، فقبل العيد بأيام تنقلب البيوت رأس على عقب وتعلن حالة الطوارئ لبدء حملة تنظيف تستمر لأقرب من يومين وليلة، مع إعادة ترتيب وتنظيم الأشياء بشكل يليق باستقبال العيد، حيث تحرص ربات البيوت على أن يكون كل شيء في البيت نظيف في نظيف، إذا لم تكن هناك إمكانية ليكون جديدا في جديد.

أما المفروشات تحرص كل امرأة على وضع المفارش على المناضد، لإضفاء لمسات خاصة على المنزل تكون آخر شيء تضعه النساء بعد التنظيف، ويتم تغيير الستائر وإذا لم يكن متاح ذلك يتم تنظيفها، ليهل أول أيام العيد ويجد البيوت جميعها على أكمل وجه في استقباله.

وبعد الانتهاء من تلك المرحلة والتي في الغالب تكون الليلة السابقة لليلة العيد، تصنع كل ربة منزل طبق من الكحك والبسكويت وتوزعه على الجيران للتهنئة بالعيد.

كوي الملابس وتعليق البالون
في ليلة العيد يجمع الأطفال ملابسهم ويتم تنظيفها وكويها ووضعها على الشماعات في الدولاب استعدادا لارتداءها، كما يتجمعون لتعليق البلونات في المنازل والشقق ويساعدهم في ذلك الأهل والأقارب، وسط حالة من الفرحة العارمة وتبادل التهاني، وفي الغالب تكون السهرة صباحي حتى صلاة العيد.

صلاة العيد
الاحتفال بالعيد يبدأ مع صلاة العيد، حيث الأسر جمعاء كبار وصغار إلى الساحات والأماكن المجهزة للصلاة، يرتدون ملابس جديدة زاهية، وبعد الانتهاء من الصلاة يهنئون بعضهم البعض وسط حالة من الفرحة العارمة بين جميع الناس، ثم تأتى وجبة الإفطار العائلية حيث يجتمع جميع أفراد العائلة مع بعضها.

بعد الصلاة يصطحب الأهل الأبناء إلى الأجداد، ففي الغالب يتم التجمع في بيت العيلة بعد الفطار لتناول وجبة الأفطار بعد صيام رمضان كامل، مع التحلية بالكعك والبسكويت والشاي بلبن، وبعد ذلك سيتم زيارة الأهل والاصدقاء.

العيدية
وتعد «العيدية» واحدة من أهم طقوس وعادات الاحتفال بالعيد في مصر وأكثرها انتشارا ورسوخا، ومن عادات وتقاليد العيدية أنها تختلف في القيمة حسب السن، وكثيرا ما يحصل الصغار على العيدية من الأبوين والجدين والأعمام والعمات والأخوال والخالات، ومن المعتاد أن تكون نقود العيدية جديدة وزاهية.

غداء أول يوم
يفضل المصريون أن يكون غداء أول أيام العيد مأكولات بحرية والتي يحرموا منها طوال الشهر، وربما لارتباطها بالعطش فتجد كثير من الأسر يجتمعون على مائدة غداء تزدحم بكل أنواع الأسماك.

أما الأساس فهو «أكل الرنجة والفسيخ» يعد كل بيت نفسه بشراء مستلزمات هذه الوجبة قبل العيد مع تأمين وجود الخضراوات نظرا لعطلة الكثير من المحال فترة العيد، ويعيدون معدتهم لخوض معركة هضمية كبيرة تبدأ بالفطار على الكعك، ثم الغداء رنجة وفسيخ، هذا إلى جانب مسليات هذا اليوم من الفول السوداني الشوكولاتة والترمس وغيرها.
الجريدة الرسمية