رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تستيقظ على ابتسامة "المجندين المحررين".. الخاطفون أطلقوا سراحهم وفروا هاربين.. طائرة عسكرية تعثر عليهم فى "عشة" وسط سيناء.. مؤتمر صحفى بالرئاسة لكشف التفاصيل.. حماس تهنئ المصريين

القوات المسلحة المصرية
القوات المسلحة المصرية بسيناء-صورةأرشيفية

أيام مرت على الجميع كـ"العلقم المر"، ما بين مفاوضات تجرى مع مختطفي المجندين السبعة بسيناء وعملية عسكرية لتحريرهم، تحت شعار "عملية الكرامة" حفاظًا على هيبة القوات المسلحة.


خلال اليومين الماضيين، سيطرت حالة من القلق على الجميع عقب نزول قوات الجيش إلى أرض سيناء استعدادا لتحرير الجنود، وانتشرت شائعات وتخمينات عن أن العملية تتم في كل يوم، بينما يرى البعض الآخر أنها تتأجل؛ ولكن كان للقوات المسلحة حسابات أخرى، وما بين عشية وضحاها خرج علينا المتحدث العسكري بخبر أسعد الجميع وهو "تحرير الجنود المختطفين".

البداية كانت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعدما ترددت أنباء عن أن القوات المصرية بدأت عمليتها العسكرية في سيناء لتحرير الجنود المختطفين، فيما ذكرت شبكة "سكاى نيوز"، أن اثنين من أفراد القوات المصرية "العمليات الخاصة" التي تنفذ العملية أصيبا، أحدهما ضابط والآخر جندى، ولم توضح الشبكة مدى إصابتهما.

كما قال شاهد عيان، إنه سمع دوى انفجار ثان في الساعات الأولى من صباح اليوم، بمنطقة الماسورة بالقرب من مدينة رفح، لكنه لم يتمكن من تحديد مكانه بالضبط، نظرا للأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة، مشيرا إلى أن هذا الانفجار الثاني في أقل من ساعة.

وفي مفاجأة غير متوقعة، أكدت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على "فيس بوك"، أنه تم تحرير الجنود المختطفين السبعة. 

وقالت الصفحة: "الجنود المصريون المختطفون السبعة في طريقهم إلى القاهرة، بعد إطلاق سراحهم نتيجة جهود للمخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالى سيناء الشرفاء".

أما عن تفاصيل عملية الإفراج عن الجنود، فقد صرح مصدر عسكري مصري في سيناء بأن عملية إطلاق سراح الجنود المصريين المختطفين السبعة بسيناء أن العملية تمت بفضل جهود المخابرات الحربية وشيوخ القبائل بسيناء.

وذكرت وكالة معا الإخبارية أن أجهزة الأمن المصرية تلقت إخطارا بتحرير الجنود السبعة، وقامت طائرة مروحية عسكرية بالإقلاع باتجاه مكان تحريرهم للعودة بهم من منطقة صحراوية جنوب العريش إلى القاهرة.

من ناحية أخرى، أكد الائتلاف العام لضباط الشرطة أن المخابرات الحربية تطلع وسائل الإعلام على تفاصيل تحرير الجنود المختطفين بشمال سيناء، وقال الائتلاف عبر صفحته الرسمية بـ"فيس بوك"، إن المتحدث العسكري للقوات المسلحة أكد أن العملية العسكرية في سيناء مازالت معلقة لأنها قرار سيادي يتخذه الرئيس ومجلس الدفاع الوطني.

فيما أعلنت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة عبر "فيس بوك"، أن وزارة الدفاع تعقد مؤتمرا صحفيا اليوم للإعلان عن تفاصيل إطلاق سراح الجنود المختطفين في سيناء الذين تم تحريرهم.

كما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه يتم عقد مؤتمر صحفي في تمام الـ11 صباحا بمقر رئاسة الجمهورية لعرض التفاصيل المتعلقة بإطلاق سراح الجنود.

وأكد مصدر بالقوات المسلحة، ضمن القوات المتواجدة حالياً بسيناء أن عملية تحرير الجنود المختطفين تمت بالقرب من قرية "دير لحسن"، التي تقع وسط سيناء وتبعد عن العريش بمسافة 150 كيلو، مشيرا إلى أن العملية تمت في الخامسة فجرا.

أضاف المصدر أن قوات الجيش داهمت المكان المحتجز به الجنود، بعدما رصدت مكان اختطافهم ووجدتهم معصوبى الأعين وسط "عشة" بالجبال، مضيفا أن المجندين بصحة جيدة ولا توجد بهم أية إصابات.

جدير بالذكر أن قوات مكافحة الإرهاب بالقوات المسلحة، نفذت عملية تحرير المجندين، بينما اكتفى رجال القوات الخاصة بقطاع الأمن المركزى بتأمين أطراف وحدود الأماكن المتواجد فيها القوات.

في حين، أعلن مندوب الشرطة جابر إبراهيم وزملاؤه من المجندين والأمناء المعتصمين أمام معبر رفح البرى، عن فتح المعبر فور علمهم بنبأ الإفراج عن المجندين المختطفين بسيناء.

ونجح الأفراد والأمناء في إقناع أهالي المختطفين بضرورة فتح المعبر، وبدأ توافد المعتمرين من فلسطين، والمارين عبر المعبر في طريقهم للأراضي المقدسة لأداء فريضة العمرة.

قالت والدة المجند أحمد عبد البديع، أحد المختطفين بسيناء لـ"فيتو"، إن ابنها اتصل بها في تمام الخامسة والنصف صباح اليوم الأربعاء، وطمأنها بأنه تم الإفراج عنه وزملاؤه وأنه برفقة رجال الجيش المصرى.

أضافت أنها لن تبرح مكانها هى أو أي من أهالي المجندين - حسب قولها - حتى ترى ابنها بعينيها، وتعود معه إلى مسقط رأسه "سالما غانما".

وعلى الجانب الآخر، أعلن مصدر بالقوات المسلحة أن الجنود السبعة موجودون في مقر جهاز المخابرات العامة بسيناء للتحقيق معهم من أجل الحصول على أي معلومات عن خاطفيهم.

وما لبث أن ظهر الرئيس عبر "تويتر"، من خلال تغريدة له وجه من خلالها التحية إلي قيادات وجنود القوات المسلحة والشرطة والمخابرات العامة والمخابرات الحربية، مضيفا: تحيا مصر عزيزة آبية.

وسرعان ما توجهت حماس وحكومتها بالتهنئة إلى الرئيس وشعبه وقواته المسلحة وكل أركان الدولة المصرية بمناسبة الإفراج عن الجنود المختطفين في سيناء.

وقال مصدر أمني لـ"فيتو"، صباح اليوم الأربعاء إن الرئيس محمد مرسي والفريق أول عبدالفتاح السيسي يستقبلان الجنود السبعة بعد إطلاق سراحهم اليوم بمطار ألماظة العسكري بالقاهرة.

كان جهاز المخابرات العامة، قد قام بترحيل المجندين من سيناء إلى مقر الجهاز الرئيسى بالقاهرة مستقلين طائرة حربية من العريش.
الجريدة الرسمية