تفاصيل احتفال ليلة القدر.. السيسي يكرم حفظة القرآن.. ويؤكد: نستلهم من الدين قواعد شغل المناصب لمن يستحقها.. هدفنا الأساسي الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء.. وإدراك مخاطر التطرف "أهم القضايا"
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد الاحتفال بليلة القدر الذي نظمته وزارة الأوقاف، حيث كرم الرئيس الفائزين في المسابقة العالمية لحفظ القرآن.
وشهد الحفل تكريم أوائل مسابقة القرآن الكريم العالمية في نسختها السادسة والعشرين، والتي أقيمت لأول مرة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والوعاظ.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن تعاليم الدين الإسلامي توجب إعانة الإمام العادل.
وهنأ مختار جمعة الأمة العربية والإسلامية بليلة القدر وعيد الفطر المبارك.
وزير الأوقاف
واستعرض وزير الأوقاف تفسير قول الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، مشيرا إلى أن التضحية بالنفس جراء عمل الإرهابين الذين يقومون بعمليات إرهابية كمن أحيا الناس جميعا.
وقال إن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس وعدم قتلها بدون حق، وأضاف خلال كلمته في حفل ليلة القدر، أن الجماعات المتطرفة ترى أن كل ما يقوي الدولة يضعف الجماعة، مضيفا: "نحتاج إلى استخدام المنهج العقلي في قراءة المتغير بما يحافظ على الثوابت الشرعية".
وأهدي وزير الأوقاف الرئيس السيسي هدية تذكارية عبارة عن نسخة كريمة من كتاب الله عز وجل.
ومن جانبه أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الإسلاموفوبيا ظاهرة إعلامية غربية بغيضة تستهدف صناعة التخويف من الإسلام.
شيخ الأزهر
وهنأ الطيب الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بليلة القدر المباركة، واستعرض الإمام الأكبر خلال كلمته في حفل ليلة القدر كيف حفظ الله عز وجل القرآن الكريم.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور، أن الاديان لا تتحمل مسئولية سماسرة الحروب، ودافع شيخ الأزهر عن الإسلام ضد التهم الموجهة له، وقال:" المطلوب لدى الخارج إدانة الإسلام واتهامه بإنتاج داعش وغيرها من الإرهابيين".
كما أشاد شيخ الأزهر بكلمة الرئيس السيسي في القمة الإسلامية بمكة.
وكرم الرئيس أوائل مسابقة القرآن الكريم العالمية في نسختها السادسة والعشرين، والتي أقيمت لأول مرة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والوعاظ.
أسماء الفائزين:
الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا وتجويده وتفسيره وفهم مقاصده لدارسي العلوم الشرعية أو العربية بحد أدنى درجة الليسانس من جامعة حكومية معتمدة للجنسين حتى سن الأربعين.
رأفت عبدالستار – مصر
عمر عبد الكريم خليل الزغبي - الأردن
عبد الباسط حلو – تشاد
الفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملًا وتجويده لأصحاب الصوت الحسن للجنسين حتى سن الثلاثين.
عبد الرحيم محمد على إبراهيم حامد -مصر
عبد العزيز شعبان عبد العزيز - مصر
عبد العليم عبد الرحيم محمد - كينيا
محمد مصطفى - السنغال
الفرع الثالث: حفظ القرآن الكريم كاملًا وتجويده للناشئة للجنسين تحت 12 سنة.
سارة محمد محمد زكريا م- مصر
أحمد جمال الدين حشيش- مصر
عبد الله تشيخوف رستم من روسيا
رسائل السيسي في حفل ليلة القدر
شغل المناصب
وأكد الرئيس السيسي أن أهم الأشياء هو اختيار الشخص المناسب للوظيفة المناسبة، وقال خلال كلمته أن: "نقدنا لأى حديث يقال ما دام بعيد عن الثوابت لا يؤثر فينا".
وأشار السيسي إلى أن الدين قوي مضيفا: "إننا نستلهم من الدين قواعد شغل المناصب لمن يستحقها".
ولفت إلى أنه أنه على مدار خطاباته خلال فترة حكمه لم يطلق لفظ خارج أو سيئ سواء ضد أحد أو من يسيء، وقال: "يجب أن نراقب أنفسنا لندرك عواقب أفعالنا تجاه انطباعات الغير عن الإسلام".
وألقى الرئيس السيسي كلمة نصها كالتالي:
نحتفل اليوم معًا بليلة القدر التي جعلها الله سبحانه وتعالى خيرًا من ألف شهر، فأنزل فيها القرآن الكريم هداية للناس ورحمة للعالمين ومنهاجًا قويما، يحفظ للناس حقوقهم، دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويبين لهم واجباتهم إزاء أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.
وفى هذه المناسبة الكريمة أتوجه إلى الله العلى القدير أن ينعم على وطننا الغالي بالخير والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
كما يطيب لي أيضًا أن أتوجه إلى شعب مصر العظيم وشعوب الدول العربية والإسلامية بالتهنئة بهذه المناسبة الكريمة، وأدعوهم إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معاني الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبي العظيم (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدؤوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات.
كما أود أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء مهنئا أبناءنا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التي منّ الله بها عليهم، مؤكدا أن تمامها يتطلب منا جميعا حسن الفهم لمعاني القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلي بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التي نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملي اقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).
ولايفوتني أن أتوجه بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منارات العلم الوسطي القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، في خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكري بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه.
إن هدفنا الأساسي هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى، ولا شك أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذا فإننا نأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة.
ولنتذكر دائمًا أن أمتنا هي خير أمة أخرجت للناس ما اعتصمت بحبل الله (عز وجل) وتحصنت بالوعي والعمل، كما أؤكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنساني الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع.