أبرز النقاط الدبلوماسية المحتملة على اجندة ترامب خلال زياته لبريطانيا
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في نسختها الإنجليزية، اليوم الأحد، الضوء على النقاط المهمة والدبلوماسية التي من المحتمل أن يناقشها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة للملكة المتحدة والمقررة غدّا الإثنين لمدة ثلاث أيام.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، من المقرر أن تستضيف المملكة المتحدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من السياسين والملوك للمشاركة في الذكري السنوية الخامسة والسبعين لـ" إنزال النورماندي"- ساعة الصفر وترمز إلى انتصار الحلفاء عند غزو نورماندي في عملية أوفرلورد خلال الحرب العالمية الثانية-، لكن وراء هذا التجمع تكمن الخلافات السياسية التي تقسم بريطانيا والولايات المتحدة والتي من المقرر منافتها بعضها.
الزيارات الحكومية هي في المقام الأول شئون الملكية، مع التركيز على الاحتفال إلى جانب حزء من السياسة، واحتمال حدوث نقاش بين ترامب والمملكة كبير جدًا في عدة قضايا أهمها:
البريكسيت
تأتي زيارة ترامب في وقت صعب بالنسبة لبريطانيا، وسيقوم بزيارة رؤساء وزراء تيريزا ماي التي ستتنحى عن منصب زعيمة المحافظين في نهاية الأسبوع، والتي انتقدها لأنها سمحت للاتحاد الأوروبي بالحصول على جميع الأوراق في المفاوضات.
وكان ترامب أعرب بالفعل عن دعمه لنيجل فاراج، قائلًا إن زعيم حزب البريكست، الذي تم تشكيله حديثًا كان صديقه، وأنه يعد قوة كبيرة للمملكة المتحدة وأنه شخص يحظى بالاحترام.
ورغم ذلك رفضت مكتب رئاسة الوزراء فكرة وجود اجتماع رسمي بين الإثنين، ولكن لا يستبعد أن يكون هناك وقت لتناول كوب سريع من الشاي في وينفيلد هاوس، مقر إقامة السفير الأمريكي في لندن.
القيادة المحافظة
ومن المحتمل أن يدعم ترامب خلال زيارته مرشحًا واحدًا خاصة أنه امتدح مسبقًا في وزير الخارجية بوريس جزنسون ووصفه بأنه سيكون رئيس وزراء ممتازًا وسيقوم بعمل جيد جدًا، مما يبعزز فرصة جونسون في الفوز خاصة أن الأعضاء سيرحبون بفكرة أن رئيس وزراء محتملًا في المستقبل لديه بالفعل علاقة جيدة مع حليف وثيق.
وعلى نفس النهج، سيقدم ترامب ملاحظات بشأن زعيم حزب العمل، السيد كوربين، الذي يمكن أن يجتمع معه لتناول الغداء في "داوننج ستريت" وهو زعيم لم يخف عداءه تجاه العديد من السياسات الأمريكية.
الشرق الأوسط
في الزيارة التي تركز على الاحتفال والمحادثات مع رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها، ستكون فرصة مناقشة السياسة الموضوعية مقيدة بالضرورة، ولكن سيكون هناك فرصة للنقاش حول موضوع الشرق الأوسط، حيث يختلف البريطانيون والأمريكيون حول أفضل السبل لتغيير سلوك إيران، فما زالت المملكة المتحدة تدعم الاتفاقية المصممة للحد من البرنامج النووي لطهران، والولايات المتحدة لا تدعمها وهي على استعداد لمعاقبة أي شركة أو بنك بريطاني يتاجر مع إيران.
ونشرت الولايات المتحدة قوة حاملة للقاذفات وقاذفات بي 52 في المنطقة، وهو ما يخشى بعض الدبلوماسيين البريطانيين أن يؤدي إلى تصعيد، وحتى الحرب، فهذه الاختلافات شيء يرغب ترامب في طرحه على الملأ برفقة مستشاره وصهره، جاريد كوشنر، الذي من المتوقع أن يعلن قريبًا ما يسمى "صفقة القرن" الأمريكية لمحاولة حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين،وهو مايثيرقلق بريطانيا إزاء أي محاولة لفرض خطة أحادية الجانب تتخلص من حل الدولتين وتسعى إلى شراء الفلسطينيين بأموال صعبة.
الصين
ولا ننسى الصين، فالمواجهة المتنامية بين الولايات المتحدة والصين تثير قلق صناع السياسة البريطانيين، ليس فقط بسبب التأثير المحتمل على النمو الاقتصادي العالمى، ولكن هناك أيضًا مسألة ليست بسيطة جدً بشأن "هواوس" فالولايات المتحدة غاضبة بالفعل من القرار الذي لم يتم الانتهاء منه بعد من قبل الوزراء البريطانيين للنظر في السماح لشركة الاتصالات الصينية العملاقة ببناء جزء من شبكة المحمول 5G في المملكة المتحدة،فهم يخشون أن يتيح ذلك للدولة الصينية الوصول إلى الأسرار البريطانية والأمريكية.
حذر المسئولون الأمريكيون من أن ترامب لن يثير ذلك خلال زيارة الدولة فحسب، بل قد يهدد بالحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع المملكة المتحدة نتيجة لذلك، خاصة أن العلاقات الخاصة بمثابة جوهر مركزي لتبادل المعلومات الاستخبارية - علاقة بين محترفي الأمن يفترض أن تكون أبدية، خارج أزمات الخلاف السياسي، لذلك سيكون من الصعب على الرئيس أن يمتدح العلاقات البريطانية الأمريكية مع تهديده في الوقت نفسه بحجب المعلومات الاستخباراتية.