رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أسهم تراجع أسعار النفط عالميا في تخفيض عجز دعم الوقود؟


شهدت أسعار النفط العالمية، انخفاضا ملحوظا منذ بداية يناير من العام الجاري بنسبة بلغت ٣٪ ليصل عند مستوى ٦٦ و٦٧ دولارا للبرميل مقارنة بـ٧٦ دولارا في الربع الأخير، من العام الماضي.


ويبقى السؤال ما هي الأسباب التي أدت إلى التراجع المحلوظ في أسعار النفط العالمية إلى هذا المستوى من التدني، وكيف سيتم تخفيض عجز دعم الوقود في الموازنة الجديدة.

ووفقا للمؤشرات في أسواق النفط العالمية فإن هناك عدة عوامل أسمهت في تراجع أسعاره ويتضمن العامل الأول قلة المعروض، في السوق مما نتج عن ذلك قلة في العرض والطلب.

وحدث ذلك عندما قامت أمريكا مع بدايات عام ٢٠١٨ بتحقيق طفرة ملموسة في زيادة الإنتاج من الزيت الصخري وإضافة ما يزيد عن 2 مليون برميل يوميا إلى الإنتاج الأمريكي، لتصبح بذلك أكبر منتج للزيت الصخري في العالم، وهى خطوة نتجت عنها انخفاض الطلب على النفط الخام وخفض مستوى الاستيراد وبالتالي ضعف في الطلب على مشتقات النفط على المستوى الدولي.

والعامل الثاني فرض أمريكا عقوبات على إيران الأمر الذي جعل الأخيرة تقلل صادراتها النفطية إلى دول العالم لا سيما أنها تعد من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للنفط في منظمة أوبك.

ويعد العامل الثالث والذي وراء تراجع أسعار النفط توجه العالم إلى تكنولوجيا الطاقة النظيفة والبديلة والاستغناء تدريجيا عن النفط الخام حيث وفقا لمنظمة الوكالة الدولية للطاقة الجديدة والمتجددة، فإن العالم أصبح يعتمد على إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة كالشمس والرياح والفحم كجزء أساسي في النمو الصناعي والزراعي.

ويمثل تراجع أسعار النفط عالميا لنحو ٦٦ دولارا للبرميل أهمية كبرى في خفض العجز بالموازنة العامة للدولة، لأنه قلل من الدعم المخصص للوقود من ٨٩ إلى 52 مليار جنيه وهي القيمة التي خصصتها المالية لوزارة البترول في العام المالي الجديد وهو ما يعني أن التراجع في أسعار النفط أسهم في توفير ٣٧ مليار جنيه للدولة.

وأسهم التراجع في خفض تكاليف الإنتاج للمنتجات البترولية لنحو ٢٥٪ وقلل من فاتورة الاستيراد من مليار دولار إلى 666 مليون دولار.
الجريدة الرسمية