رئيس التحرير
عصام كامل

المتحدث العسكرى يعلن تحرير الجنود المختطفين بسيناء.. مجندو المعبر يقررون استمرار الاعتصام حتى تأكيد تحرير زملائهم.. وبدو سيناء: خلايا إرهابية وراء الحادث.. وأهالى المختطفين: لن نقبل بعودتهم شهداء

المتحدث العسكرى والمجندون
المتحدث العسكرى والمجندون المختطفون

في مفاجأة غير متوقعة، أكدت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة على "فيس بوك" أنه تم تحرير الجنود المختطفين السبعة.

وقالت الصفحة: "الجنود المصريون المختطفون السبعة في طريقهم إلى القاهرة، بعد إطلاق سراحهم نتيجة جهود للمخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالى سيناء الشرفاء".


وما زالت وسائل الإعلام في انتظار تأكيدات رسمية للخبر المنشور على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكرى.

وقد انتقلت "فيتو" منذ صباح أمس، في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى حدود مصر مع غزة، حيث موقع الحدث الذي يشغل بال المصريين جميعا هذه الأيام، أرض سيناء الطاهرة، والتى شهدت تسطير خير أجناد الأرض تاريخًا لأعظم بطولات التضحية من أجل الوطن.

تنقلت محررة "فيتو" بين الأحراش والدروب الصحراوية، التقت عددا من الأهالي والمجندين الغاضبين من حادث اختطاف الجنود السبعة على الحدود، والذين أكدوا أن ما حدث لا يمكن السكوت عنه، بما يمثله من إهدار لكرامة مصر واستقلاليتها على أراضيها.

وبدأت حديثها مع أمين شرطة معتصم بمعبر رفح، حيث قال: إنه يرفض هو وزملاؤه كل سبل التفاوض مع خاطفي الجنود الـ 7، موضحا أن عدد المعتصمين وصل حتي الآن إلى 170 فردا من بينهم أمناء ومندوبو شرطة.

وأكد استمرار الاعتصام وغلق المعبر في وجه المعتمرين الفلسطينيين حتى تشعر بهم السلطات المصرية وتبذل قصارى جهدها من أجل إطلاق سراح الجنود المختطفين.

وحمل رئيس الجمهورية المسئولية الكاملة عن مقتل الجنود في رفح وحادث الاختطاف الأخير وطالبه بضرورة النظر لهم كأبنائه وقال له: ما موقفك لو كان أحد أبنائك بين المختطفين؟

فيما أكد مجندان معتصمان بمعبر رفح، أنهما يخفيان "كارنيهات" تجنيدهما ولا يظهرانها إلا لأفراد القوات المسلحة وذلك خشية التعرض للاعتداء أو الخطف، مؤكدين أن زملاءهما يفعلون نفس الأمر.

وأضافا أن الاعتصام مستمر بالمعبر حتى يعود زملاؤهما المختطفين وتعود كرامتهم التي أهدرت منذ اندلاع ثورة يناير.

وقد رصدت كاميرا "فيتو" أثناء حديثها مع المعتصمين من جنود وأفراد وأمناء الشرطة بمعبر رفح هتافاتهم ضد ضباط الشرطة، حيث وصفوهم بأنهم جبناء وخونة، لعدم تأثرهم بما حدث لزملائهم من الجنود، بالإضافة لرفضهم الانضمام لهم في إغلاقهم المعبر احتجاجا على حادث الاختطاف.

ورفض مندوب شرطة معتصم بمعبر رفح منذ اختطاف الجنود الـ7 بسيناء، وصف الشيخ حازم أبو إسماعيل لهم بأنه وزملاءه جهلة، وقال: إن الجاهل من يفعل مالا يقول موضحا أن أبوإسماعيل وأمثاله من المتشددين الذين يدعون معرفة الدين هم سبب كل الأزمات التي تتعرض لها البلاد.

ووجه الشكر للرئيس مرسى لرفضه التفاوض مع خاطفى الجنود موضحا أنه وجميع زملائه وبعض أسر المختطفين يفضلون عودة زملائهم شهداء في مقابل عدم ضياع هيبة الدولة مؤكدًا استمرار الاعتصام وغلق معبر رفح حتي يتم القضاء على جميع البؤر الإجرامية التي يتمركز بها الإرهاب الذي يتخفى تحت ستار الدين.

وردًا على المطالبات المستمرة من الشارع المصرى ووسائل الإعلام باعتبار المختطفين شهداء والضرب بقوة على يد الخاطفين حتى لو أدى ذلك لمقتل الجنود، أكد أشقاء المجند مصطفى المختطف بشمال سيناء، أنهم فوجئوا صباح اليوم التالي من توجه شقيقهم لمقر تجنيده بمعبر رفح بعد إجازة استمرت 12 يوما، باتصال قائد الكتيبة بهم للسؤال عنه، الأمر الذي زادهم شكا، وتوجهوا إلى المعبر وهناك علموا حقيقة اختطاف شقيقهم، الأمر الذي جعلهم يصرون على البقاء بالمعبر لحين عودته رافضين عودة نجلهم جثة.

وأوضحوا أنهم يحملون جميع الأجهزة المعنية مسئولية تعرض نجلهم لأي مكروه مرحبين بالتفاوض طالما أن نجلهم سيعود حيا، وطالبوا الرئيس مرسي بالنظر لأبنائهم كأسرى فلسطين الذي دفع فيهم الكثير لعودتهم سالمين.

فيما وجهت والدة المجند أحمد عبد البديع أحد المختطفين بسيناء، رسالة للدكتور محمد مرسي والفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، تحضهما فيها على إنقاذ نجلها من أيدي خاطفيه، وقالت: "أعطيت ابني للجيش أمانة وأريد أن يسلمني إياه حيا، ولن أقبل استلامه شهيدا".

وفي نفس السياق، أكد عدد من أهالي سيناء رفضهم التام لحادث اختطاف الجنود مستنكرين اتهامات وسائل الإعلام لهم بأنهم وراء هذه الجريمة التي يصفونها بالشنعاء مستبعدين أن يكون الخاطفين من أصل سيناوي، مشيرين إلى أن المختطفين جماعات جهادية إرهابية تستوطن شبه جزيرة سيناء للاختباء بين جبالها.

وأكدوا أن الفيديو الذي عرض موخرا للجنود المختطفين يعد أكبر دليل على براءة البدو من هذا الحادث، وفي أول رد فعل لها بعد وصول القوات المكلفة بالعملية العسكرية لتحرير الجنود بسيناء، أدانت عائلة أبو شيتة في سيناء اختطاف الجنود الـ7 نافية ماتردد في وسائل الإعلام بأن وراء الحادث أحد أفراد هذه العائلة انتقاما لما تعرض له نجلهم أحمد عبد الله حمدان الشهير بـ "حمادة".

وأضافت العائلة خلال مؤتمر صحفى رفضها الإفراج عن معتقليها عن طريق المفاوضات وتصر أن يكون الإفراج بالطرق القانونية مؤكدة تمسكها بمعاقبة من اعتدى على نجلهم وقام بتعذيبه معتبرين أنه تصرف فردي ولا يمكن اتهام المؤسسة الشرطية بأكملها.

وطالبت العائلة الرئيس مرسي والمؤسسات العسكرية والشرطية ضرورة العمل على عودة الأمن حتي يشعر المواطن السيناوي بحصوله على الحد الأدنى من الاهتمام والرعاية.

وكنوع من المساهمة المعنوية، دعا الائتلاف العام لأمناء وأفراد الشرطة جميع ائتلافاته الفرعية على مستوى الجمهورية إلى تنظيم وقفة احتجاجية رمزية أمام جميع مديريات الأمن، اليوم الأربعاء، ليؤكدوا على تضامنهم الكامل مع أبنائهم المختطفين، وإدانتهم لجريمة الخطف مطالبين مؤسسة الرئاسة باتخاذ قرارات حاسمة، لإعادة "هيبة الدولة"، وفرض الأمن في محافظة شمال سيناء.
الجريدة الرسمية