رئيس التحرير
عصام كامل

شهيد أبو حماد!


هذا ضابط قاد مجموعة أمنية للقبض على مجرمين سرقوا سيارة بالإكراه، وأنزلوا منها أصحابها وطاردهم في الطريق السريع بلبيس-الزقازيق بعد تحريات سريعة جدا وتحرك اسرع!


لم يقل فلننتظر حتى الصباح، ولم يقل لأصحاب البلاغ أنه ينبغي "أن يمر 48 ساعة على السرقة لنتمكن من فحص البلاغ"، ولم يقل لهم "حاول تتفاهم معاهم.. اكيد هيطلبوا فدية"، كما كان يحدث في أوقات سابقة.. لا.. كان الضابط إيجابيا وشجاعا وقام بدوره وأدى واجبه ولقي ربه في شهر كريم وليلة مباركة نحتسبها ليلة القدر!

الشهيد "عمرو ياسر عبد العظيم" قدم روحه أثناء أداء واجبه.. قبلها بساعات كان مع أسرته وربما كان على موعد آخر مع بعض أفراد الاسرة إلا أن للقدر رأي آخر.. استرد الخالق العظيم امانته.. سيبقى حزن أسرته كبيرا.. وكان الله في عونهم جميعا ولكن كل ذلك يدعونا لفتح ملف البلطجة التي باتت تهدد أبناء الوطن مثلها مثل الإرهاب..

ويتزايد ضحاياها من أبناء الشرطة كل يوم، وتحولت جرأة البلطجية على استخدام السلاح وتحدي رجال الأمن إلى ظاهرة وهو ما يتطلب -وفق تقديرنا- إلى السير في مسارين.. الأول جهد إضافي في مواجهة ظاهرة البلطجة، والحد منها خصوصا بعض جوانبها وهي الأسلحة غير المرخصة..

والثاني تشريع يحمي رجال الشرطة في مثل هذه الحالات.. لم يعد مقبولا ولا معقولا أن تغل يد رجال الأمن في الوقت نفسه التي أصبحت أيدي البلطجية واللصوص طليقة تفعل ما تشاء.. نحتاج إلى توصيف لهذه الأنواع من الجرائم ومتى يحق لرجل الأمن التعامل معها..

فمثلا في حالة شهيد الأمس لا نحتاج إلا لوجود مطاردة في الطريق العام ليعتبر الأمر تلبسا وخروجا عن القانون يمنح رجال الشرطة تلقائيا الحق في استخدام الوسيلة الأكثر فعالية للتعامل مع الموقف، ليس فقط لاستخدام السلاح من أجل استخدامه، وإنما استخدامه لإقرار سلطة القانون، وإيقاف مخالفة صريحة وعلنية لأمن الشارع المصري، ويمكن إجراء تحقيق في أي مطاردة يتم فيها استخدام الرصاص، ولكن تحقيق لكشف تفاصيل ما جرى وليس لتوجيه الاتهام لرجل الأمن باعتباره متهما منذ اللحظة الأولى!
رحم الله شهيد قسم شرطة أبو حماد وألهم أسرته وزملاءه كل الصبر!
الجريدة الرسمية