اليهود يشاركون في الجدل حول ارتداء الكيباه بألمانيا
هل يكون اليهود أكثر أمنا في ألمانيا بعدم ارتداء القلنسوة "الكيباه"؟ مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فليكس كلاين، أثار ضجة عندما أوصى رجال اليهود بتجنب وضع الكيباه على رأسهم في جميع الأماكن في ألمانيا.
وفي محل تجاري يهودي في العاصمة الألمانية برلين، حيث يعمل الشاب اليهودي إسماعيل يقول، إنه يرتدي قبعة وتحتها الكيباه. إسماعيل الذي لا يريد ذكر اسمه الحقيقي يتفهم التصريح الذي أدلى به مفوض الحكومة لمكافحة معاداة السامية، فليكس كلاين مؤخرا. والذي اقترح على الرجال اليهود "عدم ارتداء الكيباه، القلنسوة التقليدية لليهود، في كل مكان وفي جميع الأوقات في ألمانيا".
ويقول إسماعيل الذي لا يريد التخلي عن الكيباه "إنه فعلا خطير بالنسبة إلينا ارتداء الكيباه بشكل ظاهر، وبالتحديد في برلين. ولهذا يقوم الكثيرون بحجبها تحت قبعة كما أفعل"، ويضيف بأن "اليهود المتدينين سيرتدون دائما الكيباه سواء أكان هناك اقتراح مثل هذا أم لا". إسماعيل يقول إنه محظوظ لأنه لم يتعرض لسوء بسبب ارتدائه الكيباه.
إسرائيل ترد
اعتبر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تحذير ألمانيا لليهود من مخاطر ارتداء الكيباه "استسلاما لمعاداة السامية" وتأكيد على أن اليهود غير آمنين هنا. وقال ريفلين إن تصريحات مفوض الحكومة الألمانية "صدمته".
من جهة أخرى أعرب الرئيس الإسرائيلي عن تقديره "لالتزام الحكومة الألمانية تجاه الطائفة اليهودية"، واتهمها في الوقت ذاته بالاستسلام أمام أولئك الذين يستهدفونها في ألمانيا.
وارتفعت الجرائم المعادية للسامية بنسبة 20 في المائة في ألمانيا العام الماضي وفقا لبيانات وزارة الداخلية، وعلق كلاين على ذلك بأن اليمين المتطرف هو المسئول عن الغالبية العظمى من الجرائم المعادية للسامية، لكنه أشار أيضا إلى تأثر بعض المسلمين بما يشاهدونه عبر قنوات التليفزيون التي تنقل "صورا مروعة عن إسرائيل واليهود".
هل استسلمت ألمانيا أمام معاداة السامية؟
من جانبه أعرب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن استيائه إزاء تزايد التهديدات وأعمال العنف المعادية للسامية في ألمانيا. وقال رئيس المجلس جوزيف شوستر لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية: "بشكل عام، لا أميل إلى التهويل، إلا أن الوضع تردى حقا بشكل إجمالي".
وتابع شوستر: "صحيح أننا نشعر بالحماية من جانب السلطات الأمنية، ولكن الوقت حان لأن تغير الرياح اتجاهها في المجتمع من جديد"، وعلق شوستر على نصيحة كلاين بالقول "هناك واقع منذ فترة طويلة يتمثل في أنه من المحتمل أن يتعرض اليهود للتهديد في بعض المدن الكبرى إذا تم التعرف عليهم كيهود"، لافتا إلى أنه أشار إلى ذلك منذ عامين. وشدد رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا على أنه يتعين على المجتمع بأكمله أن يتبنى مكافحة معاداة السامية، وقال "لقد حان الوقت لذلك".
أما مفوض معاداة السامية لدى الطائفة اليهودية في برلين، زيجمونت كونيجسبرج، فلا يرى أن تصريحات مفوض الحكومة الألمانية، استسلاما أمام معاداة السامية، وإنما تنبيها وتصريحا غير موفق وقال "لقد توقعت أنه سيضيف لتلك التصريحات مباشرة، بأنه سيقوم بكل شيء من أجل أن يستطيع اليهود في ألمانيا ارتداء الكيباه في كل مكان ليلا ونهارا، وسيكون ذلك إعلانا للحرب على معاداة السامية".
يذكر أن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أكد أنه "غير مقبول" أن يضطر يهود لإخفاء عقيدتهم في ألمانيا، وقال: "يتعين على الدولة ضمان أن تكون ممارسة الحرية الدينية متاحة دون أية قيود".
الحكومة تتحمل مسئوليتها
ودعت الحكومة الألمانية المواطنين إلى ارتداء الكيباه (القلنسوة اليهودية)، متراجعة عن التحذير السابق من المفوض الحكومي لمحاربة معاداة السامية.
وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شتفان زايبرت خلال مؤتمر صحفي "يجب على الدولة ضمان أن تكون حرية التعبير الديني متاحة للجميع وأن يكون بإمكان كل شخص أن يذهب لأي مكان في بلدنا بأمان كلّي وهو يرتدي الكيباه، وهذا ينطبق على مرتدي الرموز الدينية الأخرى".
وبالنسبة لمفوض الطائفة اليهودية في برلين كونيجسبرجر، فإن الاعتراف علنا بمشكلة معاداة السامية بداية جيدة، ويقول "لن تختفي معاداة السامية من المجتمع بين ليلة وضحاها لكن هذا الاعتراف العلني خطوة أولى. في الماضي كان هناك صمت مطبق حول معاداة السامية".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل