بعد حل الكنيست.. زوجة نتنياهو تقفز من سفينة قضايا الفساد بتسوية مع الاحتلال
منذ 4 سنوات والتحقيقات مع زوجة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مستمرة على خلفية قضايا فساد متعلقة بإهدر المال العام وخيانة الثقة، وبالتزامن مع القرار التاريخي بشأن حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل تم التوصل إلى صفقة بين سارة ونائبة المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عزرا سيدوف، لتسوية إحدى القضايا، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في أوساط اليسار الإسرائيلي ويسلط الضوء على مستقبل سارة في ضوء فشل زوجها بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة والأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل.
وشهت الليلة الماضية واقعة تعد الأولى في تاريخ إسرائيل وهي حل الكنيست وعدم تشكيل حكومة مباشرة بعد الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي وفاز فيها نتنياهو، لكن المهلة التي منحت له لتشكيل الحكومة انتهت من دون، وبالتزامن مع ذلك توصلت سارة إلى صفقة بشأن قضية "منازل رئيس الوزراء" والتي جرى في إطارها تنفيذ أعمال في بيوت نتنياهو الخاصة وتمويلها من ميزانية مكتب رئيس الحكومة وكأنها أعمال صيانة في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الحكومة.
أحكام مخففة
وبموجب الصفقة فستعترف سارة نتنياهو، بارتكابها لـ "جريمة" وستدان على ذلك، ولكن سيُحكم عليه بأحكام مخففة، وسيتم تقديم لائحة اتهام معدّلة ضد سارة نتنياهو، ولكن بعد أن تصادق عليها المحكمة.
وتضمنت لائحة الاتهام تهمة الكذب للسيدة نتنياهو، التي ادعت أنها كانت توصي وجبات "بالصينية"، وبدلا من ذلك فإنها أوصلت وجبات بقيمة عشرات الآلاف الشواقل من أمهر الطباخين في البلاد، بشكل مخالف للأنظمة المتبعة، مثقلة على كأهل خزينة الدولة.
التحقيق مع "سارة" بدأ منذ 2015، وبعد جلسة استماع، قرر المدعي العام أفيشاي ماندلبليت إغلاق 6 من القضايا السبع التي تم التحقيق فيها في سبتمبر عام 2017، الآن، كجزء من التسوية الذي سيتم تقديمه إلى رئيس محكمة الصلح في القدس أفيتال تشن، سيكون نتنياهو ممتنًا ومُدانًا لارتكابه جرمًا بسيطًا.
دفع تعويضات
وبذلك توصلت النيابة العامة الإسرائيلية مع سارة نتنياهو، زوجة إلى صفقة هامة في ملف الفساد الخاص بالمنازل ووفقًا للصفقة، فستدفع السيدة نتنياهو لإسرائيل مبلغ 55 ألف شيكل أي أكثر من 15 ألف دولار، منهم 10 آلاف شيكل غرامة، و45 ألف شيكل تعويض للدولة.
وكانت عائلة نتنياهو اتهمت مدبر المنزل السابق ميني نفتالي، بالمسئولية عن تضخيم المصروفات، كما اتهم نتنياهو مدبر المنزل، بسرقة الطعام من المنزل.
منع محاكمة نتنياهو
ويبدو أن هذه التسويات هدفها الوقوف إلى جانب نتنياهو والامتناع عن محاكته هو وزوجته في وقت ينهار فيه سياسيًا بعد فشله في تشكيل الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة وبالتالي فشله في مشروع قانون الحصانة الذي كان يجهز له بعد تشكيل الحكومة من أجل منع محاكمته.
وهذه أول مرة في تاريخ دولة الاحتلال يحل الكنيست نفسه بعد شهر واحد فقط من الانتخابات ما يشير بحسب المراقبين إلى أن الصراع العلماني والديني في إسرائيل وصل إلى مرحلة غير مسبوقة.