رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات مشاركة قطر بالقمتين العربية والإسلامية في السعودية


تشهد المملكة العربية السعودية اليوم الخميس حدثًين مهمين وتاريخيين في منطقة الخليج، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث متصاعدة بسب ممارسات وانتهاكات طهران.


وتستضيف مكة المكرمة القمة الإسلامية في دورتها العادية غدًا الجمعة، بينما دعا الملك سلمان لقمتين طارئتين (عربية وخليجية)، مقرر عقدهما اليوم الخميس؛ لبحث التطورات التي تشهدها المنطقة.

وقبل نحو أسبوعين، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قادة الخليج العربي والدول العربية الإسلامية إلى عقد قمتين طارئتين في مكة للتشاور والتباحث حول تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة في ظل الانتهاكات الأخيرة التي تمارسها طهران، ومواجهة المخاطر التي تهدد العرب.

ومن بين الدول التي دعاها العاهل السعودي كانت قطر التي خرجت بتصريحين متناقضين، الأول أنها لم تلتقي دعوة للمشاركة من قبل العاهل السعودي الذي دعا كافة قادة الدول العربية كونها من ضمن دول الحصار، والتصريح الثاني بأنهم تلقوا دعوة للمشاركة معبرين عن عزمهم للحضور والمشاركة في القمم الثلاثة والتي من شأنها تخفيف حدة التوتر بين البلدين.

وبالرغم مما قامت به قطر سعيًا لأن يتم دعوتها للحضور والمشاركة بشكل رسمي لأنها معزولة من جيرانها الخليجين وعلى رأسهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، من خلال تصدر الرأي العام على المستوي المحلي والخارجي، إلا أنه من المحتمل أن يعيد أمير قطر الشيخ تميم سيناريوهاته المعتادة قبل أي قمة.

وبالرغم من أن الاعلام القطري يروج إلى أن دعوة أمير قطر تعكس أهمية الدوحة ونوعًا من التراجع من قبل السعودية وحلفاءها عن موقفها تجاه الدوحة، وهدوء حدة التوتر بين البلدين، إلا أن الأمر يأتي في السياق البروتوكولي المُعتاد، بعد أن أوضحت السعودية أن دعوة قطر تتم وفقًا لبروتوكول الجامعة العربية إلى جميع الأعضاء بشكل الزامي، الأمر الذي ينطبق على سياسات أمانة مجلس التعاون الخليجي والتي تدعو جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وبما أن السعودية هي الدولة المُستضيفة فهي تقوم بتوجيه الدعوات للأعضاء، وقطر واحدة من ضمن الأعضاء.

سيناريوهات معتادة
كشف مصدر بالأمانة العامة للجامعة العربية أن الشيخ تميم تلقى دعوة لمشاركة بلاده في قمم مكة، لكن بالنسبة للعالم كل ما يشغلهم هل سيقوم أمير قطر بتكرار نفس السيناريوهات السابقة التي اعتاد على فعلتها ومغادرة القمة قبل أن يلقي كلمته بعد أن يقر بأنه تكفل بكافة مصاريف القمة ويأخذ طيارته مسرعًا إلى بلادة دون أن ينتظر حتى النهاية تجنبًا لأن يلتقي بأي أمير أو رئيس دولة ويتم إحراجه ونبذه من قبلهم.

كما كثرت التساؤلات حول مشاركة أمير قطر بنفسه في القمتين أم سيكتفي بإرسال مندوبًا عنه كما فعل سابقًا؟ أم أنه سيحضر وسيكون موقفه مخزيًا كما حدث في قمة تونس في مارس الماضي، عندما غادر «تميم» أثناء فعاليات القمة بشكل مفاجئ أثناء كلمة الأمين العام للجامعة العربي.

ممثل قطري
أعلنت قطر يوم الأربعاء الماضي مشاركة رئيس وزرائها في القمم الثلاث المزمع عقدها في مدينة مكة السعودية، والتي تشمل قمتين طارئتين (عربية وخليجية)، بالإضافة إلى قمة التعاون الإسلامي.

وقالت المتحدثة بسام الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر: "إن دولة قطر التي لم تغب يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية عربيا وإسلاميا ودوليا تغلب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينية، لذلك قررت القيادة الرشدية المشاركة الرفيعة على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني في قمم مكة الثلاث وأنه من سيمثل قطر في قمم مكة الثلاث”.

وأصافت المتحدثة باسم الخارجية القطرية في تغريدة أخرى: "إن الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة والتصعيد المتسارع يوميا، يتطلبان الحكمة والتعامل بمسئولية، لذا فإن مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحسّ المسئولية تعدّ واجبا قوميا وإنسانيا لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة ولعقلنة الخطاب القائم".

وكان اليكس ماشيراس، محلل الطيران، كشف قبل عدة أيام عن وصول طائرة أميرية (A319) لمطار جدة، وعودتها إلى الدوحة مرة أخرى بعد نزول وفدًا دبلوماسيًا قطريًا، دون أمير قطر.

حضور جاد
ومن جانبهم كشف محللون سعوديون إن دعوة المملكة السعودية لقطر هذه المرة جادّة، وعلى الأخيرة أن تحضر بأميرها، لكن السياسة القطرية قد تُشارك بتمثيلٍ مُنخفضٍ، كما فعلت في القمة الخليجية الأخيرة بتونس، الأمر الذي قد يصعد حدة التوترات مرة أخرى حال عدم حضورها، خاصة أن إيران أعلنت انضمامها للقمة رغم عدم دعوتها ومن المتعارف انها متحافة مع قطر.

وفي حال حضور أمير قطر للقمة وقررت السعودية بالفعل مُصالحة قطر، تبقى التّساؤلات مطروحةً حول موقف القطريين من تحالفهم مع إيران، وتركيا، وهما دولتان لم يُقصرا بواقع الاعتراف القطري، حين تم فرض الحصار الخليجي على قطر، وهل ستخرج قطر بثوب خليجي جديد، يدين تدخلات إيران تحديدًا بالمنطقة، وبالتالي إعلان مشاركتها إلى جانب السعودية.

وهناك أسئلة أخرى حول حضور امير قطر حول ما إذا كان العاهل السعودي سيصافح الأمير القطري، وكيف سيكون اللقاء الأول بين الرجلين بعد قطيعة وحملات إعلامية شرسة متبادلة، هل سيكون هناك عناق، ام استقبال فاتر، ام حتى تجاهل تام؟
الجريدة الرسمية