د. هاجر سعد الدين: الفضائيات الدينية تتعامل بمنطق "البيزنس" وتبحث عن الإثارة
- لا يمكن حصر تجديد الخطاب الديني على إذاعة القرآن فقط واستضافة غير المتخصصين وراء الفوضى
- "فقه المرأة" أول برنامج يهتم بالإجابة عن الأسئلة الحساسة للمرأة
- قدمنا برنامجا باللغة الإنجليزية لتعريف الإسلام لغير الناطقين بالعربية
- كنت أول من يضع ختم الأذان للشيخ الشعراوي وقلدتنا القنوات بعد ذلك
- لست جيدة الاستماع للقراء الجدد في إذاعة القرآن ولا أستطيع الحكم عليهم
حاورتها: آية مصطفى
عدسة: أميرة سيد
لا يمكن حصر تجديد الخطاب الديني على إذاعة القرآن الكريم فقط، لأنه يحتاج لتضافر الجهود بين مؤسسات كثيرة جدا.
هكذا ترى الدكتورة هاجر سعد الدين رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق التي اشتهرت بتقديم برامج مميزة منها "أعلام خفاقة في سماء الفقه الإسلامي"، و"مصر أنجبت"، و"كل في فلك يسبحون"، و"في ملكوت الله"، و"الكعبة المشرفة في موكب الزمان" و"المدينة المنورة في موكب الزمان"، و"بيت المقدس في موكب الزمان"، و"مسلمات حول الرسول"، و"نساء ذكرن في القرآن" وحاليا تقدم برنامج موسوعة الفقه الإسلامي.
عندما سألناها في حوار لـ "فيتو" عما إذا كانت حافظة لكتاب الله ردت "أنا لم أحفظ القرآن الكريم، والرسول أيضا أو أحد من الصحابة لم يحفظ القرآن الكريم، لكن أهم شىء هو العمل بما جاء فيه".
تعتز بأنها كانت أول من نقل صلاة التراويح من المسجد الأقصى في تاريخ الإذاعة المصرية وأول من وضع ختم الأذان للشيخ الشعراوي وقلدتها القنوات بعد ذلك.
• حدثينا في البداية عن النشأة والبدايات ومراحل الدراسة وحفظ القرآن الكريم.
نشأت في أسرة متدينة ميسورة الحال بفضل الله، في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وكان والدي من رواد صناعة النسيج في مصر، وكان يهتم جدا بتعليمي وتثقيفي، حتى أتممت دراستي في الثانوية العامة في القسم العلمي، لكن لرغبة أبي التحقت بكلية البنات جامعة الأزهر، وأحببت الدراسة بها، وتفوقت فيها حتى تخرجت في الجامعة والتحقت بالعمل الإذاعي، وبالمناسبة أنا لم أحفظ القرآن الكريم، والرسول أيضا لم يحفظ القرآن الكريم، ولم يحفظ أحد من الصحابة القرآن، لكن أهم شيء هو العمل بما جاء به القرآن، فالسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول عن الرسول: "كان خلقه القرآن" و"كان قرآنا يمشي على الأرض".
• كيف جاء التحاقك بالإذاعة في البداية؟
كانت هناك اختبارات معلن عنها للراغبين في العمل في إذاعة البرنامج العام، وكانت لجنة الممتحنين التي دخلت فيها تضم بابا شارو، وأحمد طاهر، وعبد الحميد الحديدي، وغيرهم من رواد العمل الإذاعي، وبعد نجاحي في اختبارات القبول، طلبت الالتحاق بالبرامج الدينية، وكان عبد الرحمن عبد اللطيف هو رئيس البرامج الدينية حينها وكان بمثابة الأب الروحي لي، ثم بعد فترة أصبحت مشرفة على أحاديث الصباح الدينية وكانت تُذاع في السادسة والنصف صباحا، وكانت تستضيف كبار الأعلام في الدين، ثم أُسند إلى الإشراف على أحاديث السهرة الأدبية والتي كانت تُذاع التاسعة والنصف مساء، وكانت تستضيف كبار أعلام الفكر، ومدتها عشرة دقائق فقط.
• ما أكثر برنامج قريب إلى قلبك من برامجِك التي قدمتِها في الإذاعة؟
برنامج دنيا ودين، وهو أول برنامج أقدمه في حياتي وكان يذاع على شبكة البرنامج العام سنة 1972، وكان الهدف منه أن يهتدي غير المؤمن للواحد الأحد، وأن يتفكر المستمع ويتأمل في قدرة الله عز وجل ويقول سبحان الله على قدرة الله وعظمته، وكان محتواه عبارة عن شرح وتفسير القرآن الكريم بالدلالات العلمية بواسطة متخصص، وشرحها أيضا تفسير ديني، وكان لهذا البرنامج مردود رائع لدى المستمع، وما أتذكره أنه خلال أيام حرب أكتوبر كان هذا البرنامج يذاع على مدار اليوم في الإذاعة أكثر من مرة.
• هل هناك أشخاص محددون أثروا في شخصيتك وتاريخك المهني وتعلمت منهم؟
كل من استضفتهم في برامجي أثروا في بطرق مختلفة فكانوا من كبار العلماء الأزهريين، وكبار المفكرين، ومنهم الشيخ أحمد حسن الباقوري، الدكتور محمد البهي، الدكتور محمد سلام مدكور، الدكتور الفحام، الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور عبد المنعم النمر، والشيخ محمد سعاد جلال، والشيخ عطية صقر، فكل منهم كنت أعامله كوالدي، وأخذت منهم العلم والتقى والثقافة والمحبة، وكنت سعيدة جدا بجلوسي أمام هؤلاء العظماء في الفكر الديني والفكر الأدبي.
• كيف انتقلت إلى إذاعة القرآن الكريم لتكوني أول سيدة رئيس للشبكة وما الطفرة التي أحدثتها في برامجها؟
كان هناك إعلان للتقدم لوظيفة مدير عام برامج الأسرة والمجتمع بإذاعة القرآن الكريم، وكان هذا بعد أن مكثت نحو 28 عاما في البرنامج العام، وفكرت كثيرا قبل التقدم لإذاعة القرآن لأني كنت مرتبطة جدا وسعيدة جدا بعملي في البرنامج العام، لكن بعد تفكير طويل قدمت بالفعل للإذاعة وبفضل الله حصلت على منصب مدير عام برامج الأسرة.
كان أول عمل قمت به هو إنشاء لجنة خاصة لمراجعة وتقييم كل البرامج التي تقدم على الشبكة، وقمت كذلك بإنشاء مكتبة خاصة بشبكة القرآن الكريم، بحيث تكون مرجعا لكل مقدمي البرامج للحصول على المعلومات الدينية والفكرية، وكان أول برنامج أقدمه في إذاعة القرآن الكريم هو فقه المرأة في رمضان وكان هدفه الإجابة عن كافة تساؤلات المرأة المسلمة حتى لو كانت حساسة حتى لا تلجأ إلى أنصاف المثقفين وتأخذ معلومات خاطئة، فقدمنا المعلومات الصحيحة للمرأة في برنامج فقهي مدته 5 دقائق، وكانت هذه أول مرة تقدم فكرة مثل هذه في الإذاعة ككل، ثم تم تقليد الفكرة في الإذاعات والقنوات، وكان للبرنامج مردود إيجابي جدا.
توالت بعد ذلك البرامج، فحاولت أن أثري ثقافة المستمع بكل ما هو مفيد، وتوالت الترقيات حيث أصبحت نائبا لرئيس الشبكة ثم رئيسة للشبكة.
• ما ذكرياتك عن فترة رئاستك لإذاعة القرآن الكريم؟
كان منهجي قائما على معاملة الجميع بحب وود، وكان أول إنجاز رائع أحققه خلال فترة رئاستي للشبكة التي استمرت نحو 12 عاما، هو أنه في ليلة الإسراء والمعراج نقلنا صلاة العشاء من مسرى الرسول من مكة المكرمة، وفي نفس اليوم نقلنا صلاة الفجر من معراج الرسول من المسجد الأقصى، وكان بمثابة احتفال رائع له مردود رائع من المستمعين، وتوالت بفضل الله وتعاون العاملين النجاحات، فاحتفلنا على مدى 4 سنوات بمناسبة مرور 14 قرنا على دخول الإسلام مصر، ونقلنا صلوات التراويح من المساجد حول العالم، فكانت أول مرة في تاريخ الإذاعة المصرية يتم نقل صلاة التراويح من المسجد الأقصى، ومن مسجد الزيتونة في تونس، ومسجد محمد الخامس في المغرب، والمسجد الأموي في سوريا، ومسجد الاستقلال في جاكرتا، ومسجد القفال الشاشي في طشقند.
كانت من أهم الإنجازات أيضا أننا قدمنا برنامجا لتعريف الإسلام لغير الناطقين بالعربية، وكان يقدم باللغة الإنجليزية على شبكة القرآن الكريم، باسم "ميتينج بوينت"، وقدمنا كذلك برنامجا يرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وكنت أول من يضع ختم الأذان للشيخ الشعراوي بعد الأذان ثم قلدتنا القنوات بعد ذلك.
• وما رأيك فيما آلت إليه إذاعة القرآن حاليا في ظل الاتهامات الموجهة لها من نمطية وجمود وتكرار؟
لم أسمع عن تلك الاتهامات من قبل، فإذاعة القرآن الكريم تطور من نفسها باستمرار، وتتواصل مع المستمعين بشكل مباشر للرد على كافة استفساراتهم، فكل هذا لم يكن موجودا من قبل، لذا فهناك تطوير للأفضل.
• كيف يمكن استغلال إذاعة القرآن الكريم في تجديد الخطاب الديني ورفع مستوى أخلاق المصريين؟
لا يمكن حصر تجديد الخطاب الديني على إذاعة القرآن الكريم فقط، أو على مؤسسة من المؤسسات بمفردها، فتجديد الخطاب الديني يحتاج لتضافر الجهود بين مؤسسات كثيرة جدا، منها الأسرة والمدرسة والمسجد، والكنيسة، والقوى الناعمة، وقصور الثقافة، وإذاعة القرآن الكريم واحدة ضمن كل تلك المؤسسات، لكن لا يجب أن نضع مهمة تجديد الخطاب الديني أو رفع مستوى الأخلاق على إذاعة القرآن الكريم فقط، حيث لا بد من وضع خطة لتسير عليها كافة المؤسسات ويتم متابعتها أولا بأول.
• وما ردك على ضعف مستوى القراء والمبتهلين في السنوات الأخيرة في ظل ما يتردد عن وجود مجاملات وتسهيلات ولماذا لم يعد هناك قراء ومبتهلون متميزون؟
ليس لي علاقة بهذا الأمر، ولم أسمع عن أي مجاملات أو تسهيلات تتم بهذا الشأن، وبصفة عامة فأنا لست جيدة الاستماع للقراء الجدد في إذاعة القرآن الكريم، لهذا لا أستطيع الحكم عليهم سواء كانوا متميزين أم لا.
• ما مواصفات مذيع إذاعة القرآن الكريم من وجهة نظرك وهل يجب بالضرورة أن يكون أزهريا؟
ليس شرطا أن يكون أزهريا على الإطلاق، لكن لا بد أن يتسم بإجادة اللغة العربية، ويكون لديه ثقافة دينية، ومحب لما يقدمه، ويكون على قدر معين من الثقافة، فنحن لدينا مذيعون متميزون خريجو اقتصاد وعلوم سياسية، وعلوم، وزراعة.
• ما رأيك في محتوى الفضائيات الدينية المصرية أو العربية حاليا؟
أعتقد أنه في كثير من الأحيان يغيب التخصص عن ذلك المحتوى فيتم استضافة شيوخ عامة غير متخصصين في مجال معين، كذلك هناك "مط" في الموضوعات فأحيانا يستمر الحديث عن موضوع بسيط لا يستغرق بضع دقائق ساعات، مما يجعل المستمع يمل.
• نريد منك روشتة لرفع مستوى البرامج الدينية سواء في الشبكة أو عموم الإذاعة والتليفزيون؟
أهم شىء هو استضافة المتخصص، فعندما أقدم في برامجي سؤالا متخصصا في الفقه الحنفي كنت أستضيف فقيها حنفيا على الرغم من أن أي أستاذ فقه سيجيب عن السؤال لكني كنت حريصة على التخصص، يجب كذلك على البرامج عدم البحث عن "الفرقعة" ولكن البحث عن المصلحة العامة وأن أراعي الله فيما أقدمه، وأن يتأنى المذيع في الموضوع الذي سيقدمه ويدرسه جيدا ولا يكتفي فقط بالقراءة السطحية له، يجب أيضا أن ينزل المذيع بثقافة الضيف إلى ثقافة الجمهور العادي لأن الإذاعة والتليفزيون يتعرض لهما كافة الفئات المجتمعية.
مساعد وزير الخارجية السابق يتذكر أيام الغربة في رمضان
السفير جمال بيومي..: صفوت الشريف رفض إنشاء قناة قرآنية.. وقال لي: «عندنا الإذاعة اللي عايز يسمع القرآن يروحها»
الأكلات الشامية سيطرت على مائدة إفطارنا في البرازيل.. ولم يكن هناك موطأ قدم بمسجد «سان باولو» من شدة الزحام في صلاة التراويح
مصطفى إبراهيم
«الغُربة.. قرار قاطع بالحزن».. لا يمكن لأحد إنكار أن قضاء مناسبة دينية روحانية مقدسة مثل شهر رمضان في الغربة، يمثل عبئا وضغطا نفسيا على المسلمين، لكن الأكثر صعوبة أن تكون مسئولًا عن جالية مسلمة في دولة غير مسلمة، وهو ما يفرض عليك مسئولية كبيرة، والتزامات وطنية تؤديها نحو أبناء وطنك في الخارج.
السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، مساعد وزير الخارجية السابق، شارك «فيتو» ذكريات لم تستطع السنوات التي مرت عليها محوها من ذهنه، ذكريات حول عمله في عدة دول غير مسلمة، منها ما يتعلق بتجربته في التعامل مع الشهر الكريم، وأهم اللحظات الروحانية التي لا ينساها، وتحديدًا خلال فترة عمله في البرازيل والكاميرون.
«الخارج له فضل على في تعريفي برمضان أكثر مما عرفته في مصر».. كلمات استهل بها الدبلوماسي المصري حديثه عن ذكريات شهر رمضان أثناء عمله ممثلا للدولة المصرية في البرازيل والكاميرون، وفسر ذلك بأن المسئولية التي تفرض عليه تكون كبيرة للغاية «ولو كنت بتصوم في بلدك، عيلتك بتمشي وراك وخلاص، لكن في الخارج أنت مسئول عن جالية إسلامية، وأنت ممثل أيضا للأزهر وتقع عليك مسئولية كبيرة في ترجمة ذلك لعلاقات طيبة بين أبناء الجالية، وربطهم بمناسبة روحانية شديدة الخصوصية».
القرآن الكريم كان بمثابة «نكهة رائعة» في ذكريات السفير المصري، الذي أوضح أن «الأزهر أقبل على خطوة ممتازة في عام 1974م عندما أرسل مبعوثين لدول العالم، من أجل إحياء الممارسات الدينية بين أبناء الجاليات المسلمة فيها، كانت أول تجربة لي في البرازيل خلال السبعينيات وأرسل لي الأزهر مقرئا.. لا يمكن تصور حجم القيمة التي أضافها لي كسفير لمصر.. وكعادتنا كمصريين في الخارج كنت إما أقيم مأدبة طعام للجالية أو أحضر مأدبة لأحدهم، واصطحبه معي في كل مكان؛ نظرًا للتهافت والتشوق لسماع تلاوته للقرآن».
وروى الدبلوماسي المصري لحظة أكد أنه لا يمكن أن ينساها عندما اصطحب الدكتور عبد الله عبد الشكور رائد الدعوة الإسلامية في البرازيل، إلى مسجد سان باولو -أشهر مسجد في أمريكا اللاتينية يرعاه الأزهر- لم يكن هناك موطأ قدم من شدة زحام المصلين الذين حرصوا على أداء صلاة العشاء والتراويح وراءه، «ووقتها الناس كانت بتسجد على ظهور بعض من شدة الزحام»، وحرص المصلون على إحضار أجهزة راديو يمكن التسجيل من خلالها، لتسجيل القرآن الكريم خلال الصلاة.
وفي تعبير لأحد أفراد الجالية البرازيلية تسبب في بكاء الدبلوماسي المصري قال «أول مرة في حياتنا نسمع القرآن حي»، نظرًا لأن غالبية الجاليات المسلمة هناك كانت تعتمد في سماع القرآن على شرائط مسجلة، ولم يكن يتاح لهم أن يستمعوا للقرآن المرتل من المقرئين بشكل مباشر، «لذلك رغم أن الأمر كان بسيطًا، إلا أنه مثل قيمة كبيرة للمصريين على بُعد آلاف الكيلو مترات من مصر».
وبعد عودته من البرازيل تحدث «بيومي» لوزير الإعلام صفوت الشريف آنذاك، وقال له :«إن القناة الأولى والثانية والثالثة لا يذيعون القرآن الكريم، رغم حاجة المصريين لسماعه بشكل متواصل طوال الشهر الكريم"، ولكنه رد عليه "عندنا محطة لإذاعة القرآن اللي عايز يسمعه يروحها»، إلى أن وصل الوضع الحالي من السوء في رأيه حتى أصبحت جميع القنوات تذيع المسلسلات فقط وتنسى أهمية الحاجة لسماع القرآن، وخلال فترة عمله في الكاميرون، طلب من شيخ الأزهر –وقتها- الشيخ جاد الحق على جاد الحق إرسال 10 مقرئين، لتجنب تركيز الضغط على مقرئ واحد، وعدم قدرته على تلبية الطلب المتزايد من المصريين هناك لسماع القرآن، ووظف 9 منهم في كل مسجد من مساجد المدن الإسلامية في الكاميرون، لإحياء صلاة المغرب والعشاء والتراويح، بينما احتفظ بمقرئ معه في السفارة لحضور المناسبات التي تنظمها السفارة وأفراد الجالية خلال الشهر الكريم، كما تحدث السفير المصري السابق بالكاميرون بفخر عن العادة التي اتبعها والمصريون معه هناك وتعلموها من الأزهر، وقال :«كنا نكسر صيامنا بعد صلاة المغرب بحاجة خفيفة لغاية صلاة العشاء والتراويح وبعدها نفطر جميعا، وهي عادة صحية تمكنا من خلالها من تحقيق خسارة في الوزن، وصلت إلى فقدان 5 كيلو خلال الشهر الكريم، ولا أذكر أن أحدا من المصريين وقتها كان يفطر في منزله برفقة أسرته، ولكن كانوا إما معزومين أو عازمين»، ومن شدة حب المصريين آنذاك لسماع القرآن مباشرة من مقرئي الأزهر المبعوثين، أكد الدبلوماسي المصري أن «بعض المشايخ كانوا يرغبون في العودة لمصر قبل انتهاء رمضان بيومين لقضاء العيد مع أهاليهم، لكنني رفضت، وأصررت على تواجدهم لإحياء صلاة العيد، وبالفعل كان المقرئ والواعظ الذي يؤدي صلاة العيد وينقلها التليفزيون الرسمي في الكاميرون مصريا، وكان الجميع يعلم ذلك، فالكاميرون عضو في المؤتمر الإسلامي رغم أن رئيسها مسيحي».
وحول الأطعمة المصرية التي كانت تحرص الجالية على تناولها خلال الشهر الكريم، قال «بيومي»: «في البرازيل كان الإفطار دائما ما يتميز بالأكلات الشامية من سوريا ولبنان، وكانت هناك مباراة حول من يعد مائدة شرقية أصيلة بامتياز، ورغم أن الجالية المصرية هناك لم تكن كبيرة، إلا أنه كان فيها مسلمون ومسيحيون، وكان المسيحيون يقيمون حفلات إفطار لإخوتهم المسلمين خلال الشهر الكريم».
وعن دور السفراء في تنمية الروابط والعلاقات وربط المصريين في الخارج بمناسبة مقدسة هامة مثل شهر رمضان، أوضح أن «الأمر يتوقف على شخصية السفير، وفي الغالب يكونون أشخاصا اجتماعيين يحبون أبناء جاليتهم ويجتمهون بهم، ولعل أشهر مثال على ذلك السفيرة عائشة راتب -رحمها الله- والتي كانت تقيم وليمة في بيتها يصل عدد المشاركين فيها إلى 80 شخصا».
وذكر السفير المصري أنه في دول أفريقية مثل الكاميرون، تحترم الدولة المناسبات الدينية الإسلامية، ويحترمون مواعيد شهر رمضان التي تفرض نفسها باعتبار الكاميرون جزءا من المؤتمر الإسلامي، ويمنحون العيد الصغير والكبير إجازة مدفوعة الأجر للمسلمين، بينما في الدول الأخرى التي تحترم الديانات المختلفة مثل ألمانيا، فإنها تعامل المسلمين من خلال ما يشبه «المجاملات» عن طريق تقليل ساعات العمل وتعويضها في أوقات أخرى.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"