رئيس التحرير
عصام كامل

فلتهدأ أرواح الشهداء.. معنى تسليم عشماوي!


كما بدأ الصقور العملية أكملوها.. مع احترامنا الكامل لكل الجهود الأخرى الكبيرة العظيمة.. فلم تنطلق طائراتنا في فبراير 2015 للثأر لمصريين خطفوا في ليبيا لتضرب أوكار الإرهابيين، بعد دقائق من إعلان نبأ استشهاد المصريين إلا لأن معلومات سابقة جاهزة مشفوعة بالصور والبيانات والتفاصيل وأحيانا تفاصيل التفاصيل وكلها أعمال سابقة لتحرك أي قوات، وكلها من عمل الصقور.. وكذلك كانت عملية القبض على "عشماوي" في درنة!


منذ متي تذيع الصقور أعمالها وعملياتها؟ إذاعتها ليلة أمس أو الساعات الأولى من اليوم.. نعم.. صحيح أن العملية تعني كل المصريين بل وكل الأشقاء العرب ممن يعنيهم الأمن والاستقرار في مصر، لكن كثيرين معنيين بشكل مباشر -مباشر- بعملية استعادة المجرم "هشام عشماوي" وتعنيهم إذاعة لحظات وصوله إلى الأرض التي خانها وخان أهلها ليلقي الجزاء والحساب.. كثيرون بشكل مباشر لهم في القصاص حياة وكثيرون لم ولن تأخذهم شفقة ولا رحمة.. فقد قضي الأمر!

السؤال: ماذا يعني تسليم ليبيا للإرهابي المجرم "عشماوي"؟ نتوقف عند تصريحين الأول كان بعد القبض مباشرة على "عشماوي" في "درنة" إذ أعلن متحدث رسمي ليبي أن "عشماوي" سيحاكم في ليبيا.. والثاني حديث للرئيس السيسي -وقد حيا الصقور أمس- قبل أشهر قاصدا "عشماوي" بشكل مباشر "هذا هو الذي نريد تسلمه ومحاكمته"!

وبالتالي وبعيدا عن أي إجراءات ذات صلة بالإنتربول الدولي استند الأشقاء في ليبيا شكلا على اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، وأعطي بيان الجيش الوطني الليبي بعدا إقليميا للموضوع بقوله "طبقا لإجراءات مقاومة الإرهاب بشمال أفريقيا"، إلا أن المضمون نعرفه ويعرفه الجميع "تنسيق على أعلى مستوى" بين مصر والوطنيين الليبيين!

الآن "هشام عشماوي" خارج أي عمليات ممكنة لتبادل أسرى بين الجيش الليبي والإرهابيين، والآن فهو بعيدا عن أي عمليات نوعية محتمله ليتم تبادله مع آخرين، والآن فـ"عشماوي" بعيدا عن أي محاولات لتهريبه أو تصفيته لتدفن أسرار كثيرة معه.. واعتقادنا أن أسرارا كثيرة اعترف بها الفترة الماضية حتى لو بوجود محققين مصريين سمح بهم الأشقاء في ليبيا، لكنه اعترف بها ولديه أمل ولو ضئيل جدا بتحريره وتهريبه أو حتى باغتياله، الآن تبدأ التحقيقات معه فصلا جديدا!

عشماوي.. الذي سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا وتدرب على القتل والتفجير هناك وعاد وشارك في اعتصام رابعة وقبلها وبعدها إلى ليبيا، لا يمكن إلا أن يكون طرفا في شبكة إرهاب دولية خطيرة.. احتضنت ومولت ووجهت.. فلا يمكن لأي شخص حتى لو متطرفا أن يصل إلى هذه الأماكن لمجرد وصوله إلى بلد ممر.. إنما لا بد من فصيل أو جهة تستقبل وتؤمن وتراسل وترسل !!

الآن المجرم في مكانه الطبيعي.. وإلى مكانه الطبيعي.. ونثق في أهل المكانين.. ممن يحرسون ويستجوبون ومن سيحاكمون المجرم من جديد وبين هذه وتلك فلتهدأ أرواح كل الشهداء من شارك ضدهم عشماوي ومن لم يشارك.. المعركة واحدة والمجرمون معروفون وشهداؤنا أحياء عند ربهم يرزقون!
الجريدة الرسمية