رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حل الكنيست.. نتنياهو والحريديم "إيد واحدة"


لم يكن يتوقع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي فاز في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة التي أجريت في أبريل الماضي أنه رغم فوزه لن يتمكن من تشكيل الحكومة ليعود إلى المربع صفر بعد قرار حل البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" الليلة الماضية عشية انتهاء مهلة الـ 42 يومًا وفشله في تشكيل الحكومة، لذلك قرر أن يقف في صف الأحزاب الدينية المتطرفة لجعل الانتخابات الإسرائيلية في أغسطس المقبل.


وعلى الرغم من حل الكنيست، سيبقى نتنياهو في منصبه على الأقل حتى يتم تشكيل حكومة جديدة، وبهذه الطريقة سوف يحطم الرقم القياسي لأول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن جوريون، في منتصف يوليو من حيث مدة البقاء في منصب رئيس الوزراء وهذا كان حلم يطمح نتنياهو في تحقيقه وإن لم ينجح في تشكيل الحكومة.

مزايا إضافية للحريديم
اللافت أن نتنياهو والأحزاب الحريدية المتطرفة تؤيد فكرة إجراء انتخابات جديدة في شهر أغسطس المقبل، ويرجع ذلك لعدة أسباب وعلى رأسها أنه في حالة الانتخابات في أغسطس، قد تحصل الأحزاب المتشددة الأرثوذكسية على سلطة إضافية، على حساب الإسرائيليين العلمانيين الموجودين في الخارج.

هذا العام، بشكل استثنائي، تتداخل العطلة الصيفية في المؤسسات التعليمية الحكومية والإجازات "المؤقتة" للمدارس الدينية، هذا يعني أن الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة قد تحصل على قوة إضافية من آلاف الناشطين الذين سينضمون إلى الحملة ويتطوعون في مقر الانتخابات.

هدية حقيقية
ويؤكد الإعلام الإسرائيلي أنه بالنسبة لأحزاب مثل حزب "إسرائيل بيتنا"، التي تعتمد بشكل أساسي على الأصوات العلمانية، فإن الانتخابات في الأيام الأخيرة من شهر أغسطس - والتي فيها نسبة كبيرة من الناخبين المحتملين يقضون عطلة أو في الخارج - هي ضربة انتخابية، ولكن بالنسبة للأحزاب المتشددة مثل شاس ويهود التوراة، فإن هذه الانتخابات هدية حقيقية.

وصادق الكنيست في ساعة متأخرة من مساء أمس، بالقراءة التمهيدية على حل نفسها وذلك بأغلبية كبيرة.

واتفق أعضاء اللجنة الخاصة بعد ذلك على موعد للانتخابات البرلمانية القادم وهو يوم السابع عشر من شهر سبتمبر المقبل، أي بعد نحو أربعة أشهر من اليوم ولكن نتنياهو والأحزاب الدينية يريدون التبكير لشهر أغسطس.

ويجب التصويت مرة على مشروع القانون في القراءة الثانية والثالثة حتى يصبح ساري المفعول، وهو ما يتوقعه المراقبون أن يتم اليوم ونهار غد الأربعاء، ليصبح قرار إجراء انتخابات جديدة بلا رجعة.

قانون التجنيد
وكان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التقي مساء الإثنين، مع رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، أفيجدور ليبرمان، في محاولة أخيرة لإيجاد تسوية للأزمة، غير أن الإثنين خرجا من الاجتماع الثنائي بعد 22 دقيقة وأعلنا عدم التوصل إلى تفاهم.

في هذه الأثناء، غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شبكة "تويتر" معربا عن أمله في أن ينجح نتنياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد.

من ناحيته، أعلن رئيس تحالف "أزرق أبيض"، بيني جانتس، أن حزبه لن يدعم مشروع قانون حل الكنيست، معتبرًا أنه كان يجب اسناد مهمة تشكيل الحكومة اليه بعد فشل نتنياهو فيها.

ويأتي مشروع قانون حل الكنيست عقب تعثر المفاوضات الائتلافية، والزم حزب الليكود جميع أعضائه من وزراء ونواب بحضور هذه الجلسة.

وتقرر خلال اجتماع عقده نتنياهو في مكتبه مع رؤساء الأحزاب المشاركة في المفاوضات الائتلافية تقرر مواصلة الجهود حتى استنفاد جميع الفرص تجنبا لخوض انتخابات جديدة والتوصل إلى حل بخصوص قانون التجنيد بينها احتمال شطب هذه المسألة من الاتفاقات الائتلافية واللجوء إلى محكمة العدل العليا بطلب ارجاء البت فيها، وتقرر مع ذلك أن يتم بالتوازي الاستعداد لإجراء هذه الانتخابات.
الجريدة الرسمية