من ينقذ حياة هؤلاء المرضى؟!
خمسون مواطنا مصريا من أمراض الكبد يموتون سنويا، قبل أن يحل دورهم في جراحة زرع الكبد، التي تجرى مجانا بمركز الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، كان يمكن أن يستردوا صحتهم وينعموا بحياة سعيدة مثل ما تحقق لما يقرب من 700 مريض أجريت لهم العملية بالمركز.
ولكن للأسف.. قائمة المنتظرين طويلة.. والجراحة مكلفة ويتحمل نفقاتها أهل الخير والجامعة و30%يتحملها التأمين الصحي لمن يحق لهم التأمين، ومازالت المبالغ المقدمة لا تكفى للقضاء على طابور الانتظار، كما أن ميزانية المركز لا تسمح باقتحام مولد الاعلانات التليفزيونية التي ما زلنا نشاهدها في رمضان، وبالتالى لابد من إقناع الناس بالتبرع.
ومن أسف أن سمعة المركز التي تخطت الحدود المصرية لم تصل إلى المصريين عامة.. والمسؤولين خاصة. لم يصل إلى علمهم أن المركز يعتبر الأهم في مصر وفي الشرق الأوسط، وأنه أجرى ما يقرب من 700 عملية زرع كبد. لم يصل إلى علم المتبرعين والمسؤولين أن المؤتمر الدولي الثلاثين للجهاز الهضمي والذي تنظمه الجمعية الدولية لجراحة الكبد، ويشارك في أعماله 2000 عالم أشاد بالتقدم الذي أحرزته مصر ومركز المنصورة في هذا المجال.
وتم اختيار الدكتور "محمد عبدالوهاب" أستاذ جراحة الكبد والجهاز الهضمي المشرف على برنامج زراعة الكبد بجامعة المنصورة، عضوا بمجلس إدارة الجمعية وممثلا لمنطقة الشرق الأوسط، وتم تكريمه ضمن عشرة علماء على مستوى العالم قدموا تجارب جديدة في مجال تخصصهم.
ويحسب للدكتور "عبد الوهاب" أنه حقق حلم استاذه الأب المؤسس لإقامة هذا الصرح الطبي الذي يوفر العلاج للفقراء من أبناء الوطن.. وفى زيارتى الأخيرة للصديق الدكتور "عبد الوهاب" دخل مكتبه مريض يتكأ على يد ولده الذي جاء ليتبرع بجزء من كبده لوالده.. جاءوا ليسألوا عن دورهم، وغلب التأثر على الطبيب وهو يبلغهم أن دورهم لم يأتِ بعد..
وعقب خروجهم أبلغني أنه يمكن التغلب على أزمة الطوابير الطويلة لو تبرع أصحاب القلوب الخيرة لإنقاذ هؤلاء المرضى. ويبقى أن نشير إلى المتبرعين للمركز، بالرغم من حرصهم على ألا ننشر أسماءهم، عادل عرفة متبرع بـ20 مليون جنيه لإقامة مركز جديد لزراعة الكبد، والسيدة يسرية لوزة والدة الأخوة ساويرس تقدم 100 ألف جنيه لكل مريض فقير يحتاج لزراعة الكبد، وبلغت تبرعاتها نحو 25 مليون جنيه، والدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة خمسة ملايين جنيه.. وأسماء أخرى عديدة لم أستطع الحصول عليها.
وكذلك أن نشير إلى جهود الأطباء الكبار فريق التخدير بقيادة الدكتور عمرو ياسين، والدكتور أحمد سلطان أستاذ الجراحة، والدكتور عمرو فتحي، والدكتور محمد الشويري، وأستاذ الأشعة الدكتور أسامة شيحة، وفريق عمله، والدكتور طارق صلاح.. هؤلاء تفخر بهم مصر.