"البرهان" ومغزى أول زيارة خارج السودان!

اختار الفريق "عبد الفتاح البرهان" رئيس المجلس العسكري بالسودان أن تكون أول زيارة له خارج السودان إلى وطنه الثاني مصر.. والزيارات الأولى للقادة تكون لها دلالات لا يمكن تجاهلها، لكن يمكن القول اختصارا إن قادة السودان يختارون الوجهات الصحيحة لضمان مستقبل بلادهم بعد اضطراب البوصلة سابقا..

وكان من الممكن أن يشير تصريح المتحدث باسم الرياسة السفير "بسام راضي" على إجراء مباحثات بين الرئيس السيسي وضيفه، إلا أن بيان المتحدث الرسمي أشار إلى اجتماع مغلق سبق الاجتماع الموسع، حضره كل من السيد "سامح شكري"، وزير الخارجية، واللواء "عباس كامل"، رئيس جهاز المخابرات العامة، بما يشي بأهمية المباحثات وما تضمنته، خصوصا أنها تأتي بعد يومين من زيارة نائب "البرهان" اللواء "حمدتي" للملكة العربية السعودية، وبما يؤكد بحث المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلد الشقيق عن حلول للمشكلات في وطنهم!

قوى داخل السودان ربما لن يرضيها توجهات المجلس العسكري، لكن البيان الصادر عن المحادثات واضح عندما قال إنها تناولت "دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختيارته"، وبالتالي فمستقبل ومصالح 44 مليون سوداني لا يمكن أن تترك لهيمنة تيار من التيارات، ويبدو أن ذلك وراء تأخر تشكيل مؤسسات مؤقتة تدير شؤون السودان..

في الأيام الماضية تكرر المشهد تقريبا بحضور المشير "خليفة حفتر" إلى القاهرة وتقريبا بتفاصيل متشابهة، بينما لعبت مصر باتصالات مكوكية وبطلب من الطرفين دورا مهما في إيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، لتبدو الصورة واضحة للجميع عن دور مصري يتجاوز -طبعا- حدود مصر إلى المحيط كله حول مصر.. ولا دور لدولة في العالم إلا كان خصما من أدوار آخرين!